رأي

مقترحات تراها إسرائيل غير جديرة بالإلتفات ..

دكتور حسن عبد ربه المصري *

المقترحات التى قدمها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش ، تستحق وقفة تأملية ، ليس لواقعيتها ومدي قابليتها للتنفيذ .. ولكن للتأكد علي انها ستقابل من جانب إيسرائيل بكل ازدراء واهمال وتحفير ..

المقترحات الأربعة قصد الرجل من ورائها تعزيز الحماية للفلسطينين المدنيين ..

نسأل وهل تفرق دولة الإحتلال بين الفلسطينين وفق هذا المعيار ؟؟ ..

والإجابة بالقطع لا .. حكومات إسراييل كلها تعتبر كل الشعب الفلسطيني حتي المقيمون في المهجر ” مقاومون ومتطرفون وجهاديون يستحقون القتل ” غرضهم الإساسي هو تقويض نظامها واسقاطها كدولة .. فكيف لها أذن ان ترضخ لمقترحات تدعو إلي التفرقة بين المناضلون بالسلاج والمناضلون السلميون .. وبين كوادر المنظمات التحريرية .. و المسالمون ، خاصة الشيوخ والسيدات والاطفال ؟؟ ..

إسرائيل كدولة احتلال أعمت عينها واصمت اذنيها عن قصد ..

وفرضت علي العالم رؤيتها للكفاح ” الفلسطيني الذي يطالب بإستعادة ارضه وثروته ويدافع عن حقه في اقاكة دولته المستقلة ” علي انه حرب ضدها تطلب منها الدفاع عن نفسها امام كل محاولة سلمية أو غير سلمية تنادي بالإستقلال وانهاء سنوات الإستعمار الوحيد الباقي علي مستوي العالم ..

ووسعت من سطوتها العنصرية ومن حقها في الاستيلاء علي اراضي الشعب الأعزل الذي تستعمر أرضه وتنهب خيراته ، دون ان يكون للمظمات الدولية والحقوقية والقانونية والانسانية ، الحق في مراقبة اعمالها الإجرامية وسياسات التهجير القصري التى توالي تنفيذها وإدانة ما تقوم به من اعتداءات متتالية ضد الانسان والارض والبيئة والتراث الانساني ..

وضربت عرض الحائط بالقانون الدولي وباتفاقية جنيف وبالمؤسسات الدولية ، وفرضت أرهابها علي كل الفلسطينون في الأراضي المحتلة وداخل الخط الأخضر .. واحتقرت كافة القرارت التى ادانتها وشجبت اعمالها العنصرية واعتداءاتها الدموية ض

 أبناء فلسطين ..

دولة الإستعمار التي اصدرت قبل نهاية شهر يولية الماضي قانون القومية الذي ينص علي انها دولة عنصرية لليهود فقط !! وان من حقها ان تقوم بطرد أي غريب يقيم فوق ارضها ” طالما أنه ليس يهودي الديانة !! وان اراضيها التي تمتد من البحر إلي النهر حكر علي يهود العالم فقط دون سواهم ..

هل يهمها منظمة الأمم المتحدة أو امينها العام من قريب او من بعيد ؟؟ ..

دولة الاستعمار والعنصرية هذه ، هل تبدي اهتماما بالعالم الديموقراطي الذي تدعي انها ضمن منظومته العالمية ؟؟ ..

لا نتوقع إلا الإجابة بـ ” لا ” علي هذين السؤالين وعلي العشرات المماثلة له التي تسير في نفس السياق .. لأنه من الثابت وثائقيا أنها إعتدت علي قرارات منظمة الأمم المتحدة وعلي قرارت هيئات ومنظمات دولية واقليمية اخري طوال اكثر من سبعين عام ، وضربت بها عرض الحائط وداست عليها بالأحذية دون ان تخشي عقاب او تهديد او تهميش ، أو حتى ملامة ..

فهل بعد ذلك نتوقع ان تناقش دولة الإستعمار والعنصرية مقترحات تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة لتوفير نوع من الحماية للفلسطينيين المدنين العزل بناء علي تكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة التى اقلقها استشهاد 171 من ابناء قطاع غزة منذ شهر مارس الماضي !! ..

قادة دولة الاستعمار لم ينتظروا ادراج المقترحات علي جدول مجلس الأمن .. وبادروا برفضها .. واشاعوا ان ابناء القطاع والضفة لا يحتاجون إلي تعزيز الوجود الميداني لممثلين عن الأمم المتحدة .. وقرروا من جانبهم انهم ليسوا في حاجة إلي زيادة المساعدات الإنسانية والتنموية التي هم في امس الحاجة إليها .. وأن حرب الإبادة التى تشنها ضد شعب فلسطين المحتلة ارضه ، ليست في حاجة إلي لجنة مراقبة .. وليس هناك حاجة لنشر قوات شرطة او عسكرية لتوفير الحماية المادية لأبناء الشعب الفلسطيني .. لماذا ؟؟ لأن هذا الشعب من خلال نظرتها العنصرية .. ليس له مكان فوق الأرضي التى تحتل منذ عام 1948 ، وعليه ان يخرج تحت تهديد السلاح إلي البحر أو إلي دول الجوار أو إلي الجحيم .. لأنه ..

  • يقف في طريق استكمال مخططاتها الإحتلالية والاستعمارية ..
  • يشعل دائما نيران مقاومه ونضال من اجل حريته ، لا تهدأ ولا تتراجع ..
  • يستقطع من سياسات تدخلها في ئون الجيران ، وقت اطول في محاولات ترويضة دون فائدة ..
  • يكلفها الكثير لوقف عملياته النضالية والتحريرية ..

لهذه الأسباب ولغيرها ، لا يجب ان تتوافر له الحماية حتى علي مستوي مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة !! ..

[email protected]


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى