رأي

مرحبا بكم في أميركا

بقلم/ ليلى الحسيني

هل كان الأمر صدفة أن يتزامن موعد المقابلة مع المحامية إيمي دو كروي من منظمة “كير مشيغن” المعنية بالدفاع عن الحقوق الدستورية والمدنية للعرب والمسلمين، في نفس الوقت مع إحتفال الشعب الأميركي بيوم الاستقلال الوطني في الرابع من شهر يوليو/ تموز؟

سؤال دار في ذهني وأنا افتتح البرنامج الصباحي لراديو صوت العرب من أميركا بالنشيد الوطني مع تلك اللحظات التي خالطتها مشاعر مختلفة من الفخر بحمل جنسية بلد يعتبر من الدول الرائدة في احترام الحريات والحقوق الدستورية لمواطنيه، والحزن على ما وصل إليه واقع حال الهجرة في بلد يعتبر بحق بلد المهاجرين الذي أرتقى وارتفع على أكتافهم.

في الرابع من يوليو/ تموز من 241 عام وافق وقبل الآباء المؤسسون وتبنّوا رسميّا وثيقة إعلان الاستقلال،

ويعد يوم الاستقلال أهم مناسبة وطنية أميركية، إذ تمتد جذورها إلى عام 1776 عندما أصدرت 13 مستعمرة بريطانية إعلان الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية.

ويُعتبر يوم الاستقلال يوما خاصا لدي الأمريكان فهو عطلة وطنية، لذلك معظم الناس لديهم استراحة من العمل في هذا اليوم لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وهناك احتفالات كبيرة في المدن الكبيرة، وكل بلدة محلية تقدم الاحتفالات على طريقتها الخاصة.

وفي احتفال راديو صوت العرب من أميركا الخاص مع المستمعين في الثالث من يوليو/ تموز دار حوار شيق مع السيدة ايمي حول “الشروط الجديدة لدخول مواطني الدول المشمولة بحظر السفر الأميركي”.

وصرحت ايمي للراديو “أن الإدارة الأميركية وضعت معاييرا جديدة لمنح تأشيرة دخول للاجئي ومواطني ست دول شملها أمر حظر السفر الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب وأجازت المحكمة العليا مطلع هذا الأسبوع تطبيق جزء منه إلى حين البت فيه في شهر أكتوبر القادم”.

وبناء عليه فإن طالبي اللجوء أو تأشيرة الدخول عليهم إثبات وجود صلة قرابة وثيقة أو علاقة عمل بشخص في الولايات المتحدة، وتعني القرابة الوثيقة أن يكون الشخص الموجود في أميركا أحد أبوي طالب التأشيرة، أو زوج أو زوجة أو ابن أو ابنة أو شقيق أو شقيقة أو زوج الابنة أو زوجة الابن.

ولم تشمل صفة القرابة الوثيقة  الأجداد أو العم أو العمة أو الخال أو الخالة أو أبناء الأخ أو أبناء الأخت أو أولاد وبنات العم أو الخال.

وأضافت إيمي “أنه من غير المنصف أن يتعرض مواطني الدول الست المشمولة بالإجراءات الجديدة وهي اليمن وليبيا وسورية والسودان وإيران والصومال، للتميز ضدهم خاصة أنه عبر التاريخ لم يرتكب أي من مواطني هذه البلدان أعمالا إرهابية على أراضي الولايات المتحدة“.

وأكدت ايمي “وقف اصدار تأشيرات السفر لجميع مواطني هذه الدول لمدة 90 يوما وجميع اللاجئيين لمدة أطول قد تصل الى 120 قابلة للتمديد، يستثنى من هذا القرار الأشخاص الحاصلين على تأشيرات قبل دخول قرار المحكمة الدستورية حيذ التنفيذ وهو ما يزال محل جدل إلى اليوم”.

وقالت ايمي “لا يمكن بأي حال اعتبار حصولك على الفيزا أنه بمثابة حق لك وجواز مرور عبر مطارات ونقاط العبور إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ أن كل ذلك منوط في أمور كثيرة منها الضابط نفسه ونظرته إلى حامل التأشيرة وسبب الزيارة, وأيضا مدى استجابة الحاصل على التأشيرة للإجابة على الأسئلة ومدة الانتظار التي قد تكون طويلة في بعض الحالات, وآلية تعامل طالب اللجوء أو حامل التأشيرة والإجابة على الأسئلة دون زيادة أو نقصان بهدوء وتهذيب والتعاون الكامل مع ضباط المطارات ونقاط العبور”.

أيضا تطرق الحوار إلى حاملي الجنسية والغرين كارد من مواطني الولايات المتحدة وأفردت بعض الأمثلة من تعرض العديد منهم إلى مضايقات كثيرة عند نقاط العبور خاصة من أصول عربية ومسلمة والتحقيق معهم  لساعات طويلة وأسئلة تتعلق بانتماءاتهم الدينية وأيضا استطلاع رأيهم في انتماءاتهم السياسية ورأيهم في ادارة الرئيس دونالد ترمب وهو ما أثار استغرابي إلى هذه الدرجة تقلص سقف الحريات في أميركا ؟

ترى ما رأي الأب الروحي لأميركا ونحن نحتفل اليوم في عيد الاستقلال بكل ما له من معاني رائعة في نفس وعقل كل أميركي حول معنى الحرية وهو ما جعل الولايات المتحدة الأميركية مقصدا لكل المهاجرين طلبا للحرية, الحياة الكريمة, ومستقبل أفضل للعائلة.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى