رأي

مؤتمر ميونخ للأمن – العالم يتجه نحو الهاوية

مؤتمر ميونخ للأمن – العالم يتجه نحو الهاوية

أحمد محارم – نيويورك

هذا التجمع الهام الذى تشهده مدينة ميونخ الألمانية للعام الرابع والخمسين على التوالي منذ أن بدأ هو من أهم وأخطر المؤتمرات التي تعقد سنوياً حيث يحرص على حضوره والمشاركة فيه كبار القادة والمسؤلين في دول العالم، فضلاً عن المستشارين العسكريين ومديري كبريات شركات تصنيع وبيع السلاح في العالم.

في الأسبوع الماضي، شهدت ميونخ تظاهرة كبرى من خلال مشاركة 20 رئيس دولة و40 رئيس حكومة أو وزير خارجية و40 وزير دفاع، فضلاً عن 50 من رؤساء كبرى شركات تصنيع وبيع السلاح.

بالتأكيد أن الذى دار في الجلسات والتي استمرت لعدة أيام، قد شغل مساحة كبيرة من إهتمام العالم خاصة من صانعي السياسات العامة والتخطيط المستقبلي. وبغض النظر عما دار داخل الغرف وقاعات المؤتمر، إلا أنه فى خارجه كانت هناك مظاهرات ضد هذا المؤتمر. فقد كان المتظاهرون يعبرون عن إعتراضهم وحيرتهم من إستمرار فعاليات هذل المؤتمر الهام على مدى 54 سنة ومات أو قتل من هذا الوقت وحتى يومنا هذا 120 مليون إنسان في أماكن متفرقة من الكرة الأرضية من خلال وقوع 102 حرباً.

واذا كانت البشرية قد إرتاحت عندما سمعت عن التوصل إلى وقف تطوير الترسانة النووية بين القوتين الأعظم التقليديتين – أمريكا وروسيا –  حيث أن كل منهما يمتلك 7000 رأس نووي وباقي الدول، ومنها الهند والباكستان وغيرهما، يمتلكون جميعاً 1000 رأس نووي.

ومن المعلوم أن العلماء المهتمين بهذا الموضوع لديهم مسمى او إصطلاح نووي (الساعة الذرية) حيث أن تصريحاتهم تدور حول رصد الأنشطة والفعاليات الذرية أو النووية حول العالم وقد صدر عنهم مؤخراً تقرير في منتهى الخطورة حيث أشاروا إلى أن عقارب هذه الساعة قد إقتربت كثيراً من الثانية عشرة وهذا لايبشر بالخير بل إنه مدعاة للخوف والحذر. فكيف للعالم أن يصر على التوجه بهذه الصورة إلى إشعال فكرة الصراع النووي والسعار المتجه نحو الهاوية بدلاً من إنفاق هذه الأموال في تحسين أحوال المعيشة للبشر على الكرة الأرضية؟!

ويضل السؤال قائماً: هل تستطيع الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني أن يكون لهم دوراً مؤثراً في هذا الموضوع؟! كلنا أمل في ذلك.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى