رأي

لبنان .. هل من منقذ قبل الإنفجار ؟؟

د. حسن عبد ربه المصري

بقلم د. حسن عبد ربه المصري

كان عنوان مقالنا الأخير علي هذه الصفحة ” لبنان علي سطح صفيح ملتهب ” ..

اليوم قد يحق لنا ان نقول ان لبنان تجاوز مستوي ” الإلتهاب ” الي مرحلة ” ما قبل الانفجار ” ..

لماذا ننحو هذا النحو ؟؟

لأن أيام الأسبوع المنصرم كشفت عن مؤشرات إن لم تجد من يجمح جماحها !! فكارثة قادمة سوف يشهدها هذا البلد الشقيق لا محالة ..

تسألون أأنت متشائم إلي هذه الدرجة ؟؟ .. اقول نعم ..

فبعد إسقاط الصاروخ الإيراني للطائرة الإسرائيلة المعتدية علي الأرض السورية قبل نحو أسبوع ، وبعد التحذيرات التي أطلقها نتنياهو رئيس وزراء حكومة الإحتلال .. تلاقت إستراتجية تل ابيب مع الأهداف الأمريكية لكي يؤكدا معاً علي أمرين في غاية الاهمية ..

الأول .. ان روسيا لن تنفرد بالملف السوري ، ولن تكون طليقة اليد في كل ما يتعلق به علي كافة المستويات ، خاصة ما يتعلق بالتسويات السلمية ..

الثاني .. أن الطرفان – الإسرائيلي والأمريكي – سيحاصران إيران في سوريا كما في لبنان لوضع نهاية لتطرفها الذي تصفه واشنطن بأنه يهز الإستقرار والأمن في اكثر من بلد خاصة فيما يتعلق بسلاح حزب الله ..

دشنت زيارة وزير الخارجية الأمريكية لبيروت يوم الخميس الماضي أولي خطوات تطبيق هذه الإستراتيجية التي جاءت تحت شعار ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل ، لفض الإشتباك بين الطرفين حول حقول الغاز المكتشفة قبالة الساحل اللبناني حيث طالب – الوزير الزائر – المسئولين فيها بقبول العرض الأمريكي الذي يقضي بإقتسام المربع رقم 9 في الحقل المتنازع عليه بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي بنسبة 60 % للبنان و 40 % لإسرائيل ..

هذا العرض الذي يستند إلي القانون الدولي كما يقول ريكس تيلرسون قبول بإستهجان ورفض من جانب الرئاسة اللبنانية وكذا رئيس مجلس النواب وبتحفظ وإستعداد للتفاوض حوله من جانب رئيس الوزراء ، فتح الباب لحسن نصر الله لكي يرسي دعائم أحقية حزب الله في نسف هذه المباردة ..

فمن ناحية كرر مرة أخري أن سلاح الحزب يحمي لبنان من أطماع إسرائيل في ثروات لبنان ” لأنه يُمكن حكومته من رفض المقترحات الأمريكية التى تتبني أحقية اسرائيل في اقتسام حقول الغاز المحازية للسواحل اللبنانية ” .. وشدد أن المقاومة هي السبيل الوحيد أمام لبنان للمحافظة علي سيادته وحريته ..

ونفي مرة أخري – أيضاً – ان تكون إسرائيل هي التي تهدد ” حزب الله وسلاحه ومنهجهه السياسي في لنبان ” وقال أن إسرائيل هي التي تخشي هذا السلاح وتتجنب المواجهة ..

علي الجانب الإسرائيلي كرر صناع القرار رفضهم للمقترحات الأمريكية لأنها تتعارض من وجهة نظرهم مع اتفاقية رسم الحدود البرية والبحرية التى وقعت مع لبنان برعاية دولية عام 2000 ، وتتمسك بحقها في كامل انتاج المربع رقم 9 من الحقل المتنازع عليه ..

الإدارة الأمريكية ومعها الإتحاد الأوربي تري أن القضية يجب أن تُحل سياسياً ودبلوماسيا أولاً وأخيراً ، لأن النيران المشتعلة في المنطقة لم تعد قابلة لإشعال حريق آخر .. ويرون أن السبيل إلي ذلك يبدأ بإبعاد حزب الله عن الخوض فيها وبحرمان  طهران من تقوية مركزها في الجنوب السوري ..

الحل السياسي والدبلوماسي الذي يتوافقون عليه مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، مرفوض جملة وتفصيلاً علي مستوي حزب الله الذي تحركه طهران وأيضاً من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري ..

أما والموقف التصاعدي الذي عبر عنه حسن نصر الله ضمن خطابه الأخير فمن الواضح أنه يملي علي سعد الحريري ” ان تعلن الدولة اللبنانية رفضها القاطع للمقترحات الأمريكية ، وان تتحصن بسلاح الحزب لكي تقضي علي اطماع إسرائيل في حقول الغاز قبالة السواحل اللبنانية ” ..

هذا الإملاء الذي سمعته إسرائيل يوم الجمعة الماضي جعل رئيس وزرائها يقول صبيحة اليوم التالي أن شيطنة الوساطة الأمريكية التى يعمق جذورها الحزب الإرهابي بدعم من طهران ” ليست في مصلحة لبنان وطن الجميع ” ..

تصر الإدارة الأمريكية علي فتح كافة القنوات من أجل البدء فوراً في الترتيب للحل السياسي لأزمة لينان الحدوديه مع إسرائيل .. ومن أجل ذلك ستضغط بالتنسيق معها علي طهران في سوريا من ناحية !! وعلي تقوية دور جبهة سعد الحريري بالتنسيق مع باريس ولندن من ناحية ثانية ..

أما الإستعداد الإسرائيلي للتعامل مع أزمة الحدود البحرية والبرية مع لبنان كما يراها حزب الله ، فتمثل في خطوتين قامت بهما مرخراً ..

أ – الإصرار علي أن انتاج الحقل كله من حقها ، لكي تفرض علي لبنان التفاوض معها علي أمل التسويف في التفاوض و الفوز في نهاية المطاب بحصة اكبر من الـ 40 % التي يقرها القانون الدولي ..

ب – القيام بنحركات ميدانية علي حدودها الشمالية مع لبنان لأستكمال بناء الجدار العازل فوق الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة , والإعلان عملياً عن الإستعداد لأي عمليات عسكرية قد يفكر حزب الله في القيام بها ضدها ..


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى