رأي

فوز رشيدة طليب يعزز الوجود الفلسطيني داخل الكونجرس

بقلم : راي حنانيا

ترجمة: مروة مقبول  – راديو صوت العرب من أمريكا

لا تحمل الانتخابات الأمريكية دائمًا أخبارًا سارة للأمريكيين العرب، لكن انتخابات الثلاثاء الماضي في ميتشجان كانت استثنائية، خاصة بالنسبة للأميركيين الفلسطينيين.

فقد فازت المشرعة السابقة في ولاية ميتشجان رشيدة طليب بالانتخابات التمهيدية في الولاية كمرشحة عن الحزب الديمقراطي خلفا لعضو الكونغرس المتقاعد جون كونيرز. ولأن الدائرة الثالثة عشرة في الكونجرس يسيطر عليها الديمقراطيون، فمن المؤكد أن رشيدة ستفوز بالانتخابات العامة التي ستجرى في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، لتصبح أول امرأة أميركية فلسطينية تشغل مقعدًا في الكونغرس.

تجمع غير عادي

ورغم أن هناك تركيزًا كبيرًا على حقيقة أن رشيدة طليب مسلمة، وأنها توصف بأنها “أول امرأة مسلمة” يتم انتخابها للكونجرس في نوفمبر المقبل، فإن تراثها العربي له أهمية أكبر بكثير.

فهي كفلسطينية عربية أصبحت ضمن تجمع غير عادي سيضم ثلاثة أعضاء فلسطينيين داخل الكونجرس، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدعم القضية الفلسطينية بشكل كبير، ويعطيها دفعة فريدة في السياسة الأمريكية، إذا قام الثلاثة بأدوارهم بالشكل الصحيح.

حيث ستنضم رشيدة إلى جستين عماش ، وهو جمهوري من أصل فلسطيني/سوري يتوقع فوزه في انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني/نوفمبر. ويمكن أن ينضم إلى هذا الثنائي الأمريكي الفلسطيني طرف ثالث، وهو عمار كامبا النجار، وهو أمريكي من أصل فلسطيني مكسيكي، والذي فاز بمقعد في انتخابات ولاية كاليفورنيا عن الدائرة الخمسون في 5 يونيو/حزيران 2018.

رشيدة طليب

كانت رشيدة، قد تقاعدت من المجلس التشريعي لولاية ميشيجان بعد شغل مقعدها فيه لثلاث دورات متتالية استمرت 12 عامًا، وهي واحدة من 10 مرشحين يتنافسون على خلافة كونيرز، الذي يوصف بأنه عميد مجلس النواب الأمريكي في الكونجرس، حيث أمضى 52 عامًا في منصبه منذ عام 1965، لكنه اضطر إلى التنحي العام الماضي في أعقاب اتهامات لاحقته بالتحرش الجنسي.

فازت رشيدة على منافسين أقوياء في الدائرة التي كان يقودها كونيرز، وهو أمريكي من أصل أفريقي، ومن بين هؤلاء المنافسين ابن كونيرز، جون كونيرز الثالث، الذي تم استبعاده في وقت لاحق من الاقتراع، وقال إنه سيخوض انتخابات نوفمبر كمستقل.

وكذلك إيان كونيرز عضو مجلس الشيوخ، وهو ابن شقيق كونيرز. وغالبية سكان تلك المنطقة من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. كما كان هناك منافس آخر من أصل أفريقي، وهو كولمان يونج الثاني، الذي كان والده رئيس بلدية ديترويت السابق.

جستين عماش

وفي حين أن رشيدة ليبرالية يحتفل بها اليسار، فإن جستين عماش يعتبر من المحافظين الذين دعموا رون بول وجون ماكين. وهو يمثل المنطقة الحادية عشر في ميتشجان بالكونجرس منذ عام 2011. وعماش هو رئيس مجلس التجمع الليبرالي، وهو “مرتبط” بحركة “حزب الشاي”. وتتميز الدائرة بالغالبية الجمهورية، ومن المتوقع أن يفوز بسهولة في انتخابات نوفمبر.

عمار النجار

بينما يواجه عمار النجار تحديًا أكثر صعوبة، وذلك رغم حصوله على تأييد قيادة الحزب الديمقراطي في منطقته. فهو حفيد محمد يوسف النجار (الملقب بأبو يوسف) العضو البارز في حركة “أيلول الأسود”، والذي قام بالهجوم على دورة ألعاب ميونيخ الأوليمبية عام 1972 وتصفية 11 رياضياً إسرائيلياً.

وعلى الرغم من عدم محاكمته، قام الموساد الإسرائيلي بتصفية يوسف النجار وزوجته خلال هجوم إرهابي في بيروت. أما والد عمار، ياسر النجار، فقد أصبح يتيمًا، وهرب في النهاية إلى الولايات المتحدة، حيث نشأ عمار كامبا النجار.

لم يتجاهل عمار هذه القضية التي أثارتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأعلن دعمه للسلام على أساس التوصل إلى حل وسط. وردًا على أسئلة أثيرت حول دور جده في الهجمات الأولمبية، قال عمار، “لا يوجد أبدًا مبرر لقتل مدنيين أبرياء”.

وتتميز منطقة عمار بالأغلبية الهسبانية، الذين قدموا كل الدعم له، ليتغلب بذلك على التحديات التي واجهها من منافسه الضابط البحري السابق، في المقاطعة الجمهورية، التي تم تمثيلها لسنوات عديدة على يد عضو الكونغرس الجمهوري دنكان هانتر، الذي يواجه اتهامات بشأن ارتكابه مخالفات في تمويل حملته الانتخابية.

ويستعرض عمار النجار في سيرته الذاتية  دور أمه المكسيكية – الأمريكية في تربيته، وخلفيته كمسئول في وزارة العمل خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، والتي اكتسبها من والده ذو الأصول الشرق أوسطية.

وفي انتخابات 5 يونيو، فاز عضو الكونغرس هانتر بنسبة 48.5 في المائة من الأصوات، في الانتخابات التمهيدية المفتوحة، في حين احتل عمار النجار المركز الثاني بنسبة 16.5 في المائة فقط.

وتعني “الانتخابات التمهيدية المفتوحة” أن يقوم كلا من الديمقراطيين والجمهوريين، وغيرهم من مرشحي الأحزاب الموجودة في الولايات المتحدة، بإجراء انتخابات واحدة، تتطلب إجراء جولة أخرى حاسمة، إذا لم يحصل أي شخص على أكثر من 50 في المائة من الأصوات.

مضاعفة التمثيل العربي

وهناك أكثر من 100 أمريكي عربي يتولون حاليًا مناصب منتخبة في 43 ولاية، ولكن مع تزايد عدد المواطنين العرب الأميركيين وحرصهم على التسجيل للانتخاب، ربما سيرتفع هذا العدد.

والكونغرس هو واحد من أهم المناصب الانتخابية. فمن بين 435 عضوًا في الكونغرس الحالي، هناك 30 عضواً يهوديًا و4 فقط من العرب، وقام 3 عرب أمريكيين بالتقاعد السنة الماضية.

وهذا يفسر لماذا لا يملك العرب تأثيرًا قويًا على السياسة الخارجية لأمريكا تجاه قضايا الشرق الأوسط. ولكن ربما يتغير ذلك عند نجاح رشيدة طليب وجستين عماش وعمار النجار، حيث سينضم إلى الكونغرس هذا العام ثلاثة أميركيين عرب آخرين. ونجاحهم يعني مضاعفة التمثيل العربي وتقوية صوتهم.

مرشحون عرب

وبالإضافة إلى السباق الانتخابي في الدوائر الثالثة والثالثة عشرة لجستين ورشيدة، كان هناك عربيان أمريكيان آخران يتنافسان في الدائرة الحادية عشرة التي تقع في غرب ديترويت، حيث أعلن ديف تروت، عضو الكونغرس الجمهوري الحالي لها، أنه لن يسعى للترشح مرة أخرى في تلك الانتخابات، وهو ما ترك هذا المقعد فارغًا، فتنافس عليه اثنان من العرب الأميركيين، أحدهما جمهوري، والآخر ديمقراطي، دخل السباق لكنه فشل في الحصول على مقعد في انتخابات 6 نوفمبر.

أيضًا الجمهوري كلينت كيستو، الذي فاز في انتخابات 2013، وهو أول مسيحي كلداني ذو جذور آشورية يخدم في المجلس التشريعي لولاية ميشيجان، خسر أمام الجمهورية لينا أبشتاين، بعد أن واجه 5 منافسين آخرين.

فيما شاركت اللبنانية الأمريكية فيروز سعد في الدائرة الحادية عشرة عن الحزب الديمقراطي أمام أربعة منافسين آخرين، وخسرت أمام الديمقراطية هالي ستيفنز، التي تشترك للمرة الأولى في مثل تلك الانتخابات، كما هو الحال بالنسبة لـ”لينا أبشتاين”.

كما شارك اثنان من العرب الأميركيين في انتخابات 5 يونيو عن الدائرة التاسعة والثلاثين والدائرة الخمسين، للحصول على مقاعد في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا. فيما أعلن عضو الكونغرس داريل عيسى، والده من اللبنانيين الموارنة، أنه سيتقاعد بعد أن قام بتمثيل الدائرة التاسعة والأربعين منذ فوزه في نوفمبر 2002.

وقد خسر الديمقراطي سام جمال في الدائرة التاسعة والثلاثين، التي تقع جنوب شرق ولاية لوس أنجلوس بعد منافسة قوية أمام المرشح الجمهوري، وذلك على الرغم من علاقاته الوثيقة مع الرئيس السابق أوباما.

حيث اشترك جمال في حملة أوباما الانتخابية، وعمل كمستشار تشريعي في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث ركز على قضايا الحقوق المدنية والعمل والأمن القومي، وقام أوباما بتعيينه في وقت لاحق للعمل في وزارة التجارة الأمريكية.

أما المرشح الجمهوري، إد رويس، الذي مثل نفس الدائرة منذ عام 1993، فقد تقاعد. وفاز مرشحان أمام سام جمال في الانتخابات الأولية المفتوحة، وهما الجمهوري كيم يونغ والديمقراطي جيل سيسنيروس، وسيتواجهان في الانتخابات العامة في 6 نوفمبر 2018.

أما اللبنانية الأمريكية دونا شالالا فستلحق بسباق الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في 28 آب/أغسطس الحالي عن الدائرة السابعة والعشرين في ولاية فلوريدا، والتي تضم أيضًا ميامي. وتسعى دونا إلى خلافة عضوة الكونغرس إيلينا روس ليتينن (65 سنة)، التي تقاعدت بعد 28 عامًا داخل الكونجرس، حصلت خلالها على لقب بطلة التشريعات المناهضة لفلسطين، وهي أول أميركية كوبية تفوز في تلك الانتخابات. ولكن الدائرة تغلب عليها سيطرة الجمهوريين.

وخدمت دونا شلالا في عهد الرئيس بيل كلينتون كوزير للصحة والخدمات الإنسانية، في الفترة من 1993 حتى 2001، ثم أصبحت رئيسة جامعة ميامي (2001 إلى 2015)، وعملت كرئيس تنفيذي لمؤسسة كلينتون خلال دورة الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وتسعى دونا للتغلب على التحديات التي تواجهها من 6 مرشحين آخرين، بما في ذلك قاض سابق، ومفوضين من ميامي، ومشرعين من ولاية فلوريدا، وصحفي في جريدة ميامي هيرالد. بالإضافة لاثنين من الجمهوريين يشتركان أيضًا في سباق الانتخابات الأولية في 28 أغسطس/آب القادم.

ويسعى عضو الكونجرس الجمهوري اللبناني دارين لحود لإعادة انتخابه في انتخابات نوفمبر القادم عن الدائرة الثامنة عشرة في ولاية إلينوي، التي قام بتمثيلها منذ عام 2015، بعد أن أمضى 4 سنوات في مجلس الشيوخ.

وفي لويزيانا، من المتوقع أن يفوز عضوان جمهوريان في الكونغرس بسهولة، من خلال إعادة انتخابهم في نوفمبر، وهما عضو الكونغرس اللبناني رالف أبراهام جونيور في الدائرة الخامسة، وعضو الكونغرس جاريت جريفز، أمه عربية الأصل، عن الدائرة السادسة. وتم انتخاب كلاهما عام 2014.

ومن أعضاء الكونجرس الذين سيتقاعدون أيضًا روبن كوهين عن الدائرة الرابعة في نيفادا، والجمهوري ريتشارد هانا من الدائرة الثانية والعشرين في نيويورك، والذي سيتقاعد بسبب غضبه من سياسات حزبه، وكيهوين المولود في المكسيك والذي سيتقاعد بسبب مزاعم بالتحرش الجنسي.

لقراءة المقال الأصلي اضغط الرابط التالي:

https://thearabdailynews.com/2018/08/08/tlaib-primary-builds-palestinian-presence-in-congress/


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى