رأي

شَذْرَات- وقفات مع الكورونا (3).. الطمع والجشع

بقلم: معن الحسيني

يقول الدكتور مصطفى محمود “إن القول بنقص الموارد على كوكب الأرض كلام فارغ! فمشكلة هذا الكوكب هي الطمع والجشع والأنانية”.

وقد جاء هذا الفيروس مصدقًا لهذا القول معريًا الإنسانية وكاشفًا ما وصلت إليه من حضيض المادية.

وإن كنا لا نلوم من نزعم أنهم من أتباع الحضارة المادية، فلا أخال أننا قد نجد مبررًا لما رأيناه من أفعال من يُحسبون على أهل الإيمان والروحانيات، وقد رفع أحدهم لفافة ورق الحمام التي اشتراها من السوق التجاري وكأنه ظفر بالجائزة الكبرى، أو تلك التي ابتاعت كمية من الطعام قد تكفي يأجوج ومأجوج لو حلوا ضيوفًا عليها.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أًعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ”. رواه البخاري. والخميصة والخميلة نوعان من الأقمشة.

وقد ساد من كانوا قبلنا العالم عندما عرفوا أن لهم في هذه الدنيا رزقًا مقسومًا، فكان عيشهم كفافًا، ما همهم إلا طاعة خالقهم، وإعمار أرضه، والسعي في حاجة إخوانهم.

ومن يقرأ التاريخ يعرف أن ما من دولة عربية أو إسلامية في الشرق أو الغرب وصلت إلى درجة الانحطاط ثم الاندثار، إلا وقد كان فشا فيها حب الدنيا.

فعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بُسِطت على من كان قبلكم، فتنافَسوها كما تنافسُوها، وتهلككم كما أهلكتهم”.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى