رأي

شَذْرَات- وقفات مع الكورونا (2).. يوم المرأة

بقلم: معن الحسيني

استوقفني منذ أيام مشهد رفض وزير الداخلية الألماني مصافحة المستشارة ميركل خوفًا من أن تنقل له عدوى فيروس كوفيد-19، فردّ يدها خائبة، مما أصابها بالإحراج.

فاستذكرت ونحن في يوم المرأة الجدل المستمر حول مشروعية مصافحة النساء في الإسلام: يا ترى أيهما أكثر إهانة للمرأة، أن يرفض أحد الرجال مصافحتها لاعتقاده بأنها مصابة بمرض معدٍ فتاك، أم أن يرفض مصافحتها لاعتقاده بأنها جميلة بل وفاتنة!، ولا أخال أنني أبغي الجواب فهو بيّن لا يحتاج إلى تبيين.

أين تكمن المشكلة إذن؟.. إنها ببساطة في تحكيم آراء الناس فيما يرونه مناسبًا، فكلما طرأ طارئ غيّر الناس عاداتهم تبعًا له، وقد يتفقون أو لا يتفقون على حكم أو عادة معينة.

فعادة المصافحة والتقبيل أصبحت اليوم عادة مذمومة بعد أن كان عكسها هو المذموم، وقد يستمر الأمر على هذه الشاكلة ردحًا من الزمن.

وهنا نسأل: طالما أن كل العادات والتقاليد عُرضة للتغيير وفق ما يرتأيه فلان أو علان، فما هو الثابت إذن في العلاقات الإنسانية وما هو الصحيح؟

إنه القوانين والتعليمات المكتوبة في دليل الصانع – هذا الكتالوغ المصاحب لما أبدعه الخالق والمسُمى إنسانًا.

ولا أدري ما مشكلة بعض الناس مع دليل المستخدم هذا، ولماذا يرفضونه باستمرار ويصرون على استبداله بدليل توافقي يكتبونه هم، فيه ما فيه من ثغرات وقصور!

أليس من الأسهل والأكثر أمانًا أن نعود إلى دليل المستخدم في كل أمر، صغير كان أو كبير، ومتى كان إتباع الهوى من الأمور المحمودة!

هل نحتاج في كل مرة فيروسًا يعيدنا إلى الصواب؟.. لا أعتقد ذلك لمن يعقل.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى