رأي

شركة أيكيا – قصة نجاح

أحمد محارم – نيويورك

يُقال أن النجاح له مليون أب أما الفشل فهو يتيم عديم الأبوين. من قصص النجاح التي بهرت الكثيرين في شتى أنحاء العالم، قصة الملياردير السويدى الذى بدا حياته كبائع أعواد ثقاب (كبريت) عندما كان طفلاً صغيراً يعيش في إحدى القرى السويدية. عندما نجح في الثانوية، أهداه والده مبلغاً من المال جعله يترك مسألة بيع أعواد الثقاب لكي يؤسس شركة بسيطة لبيع الأثاث. كانت البداية التي إنطلق منها ومن خلالها إلى عالم الشهرة هي تلك الشكة التي أطلق عليها إسم “أيكيا”. وحسب ما أشار إليه في مذكراته، فإن الإسم يحمل إسمه وإسم القرية التي عاش بها وكانت سبباً في نجاحه وشهرته.

في الأسبوع الماضي، توفى صاحب ومؤسس شركة أيكيا العملاقة عن عمر يناهز 91 عاماً وهو الذى بدأ حياته العملية منذ أن بلغ السابعة عشرة من عمره. بلغت مبيعات شركته بنهاية عام 2017 مبلغ 36 مليار دولار وقدرت ثروته بمقدار يزيد عن 50 مليار دولار. وحسب شهادة المقربين منه، كان شخصاً بسيطاً جداً وحياته لا تختلف كثيراً عن حياة الملايين من البسطاء وكان سعيداً بهذا النمط في حياته الذى لم يغير من طبيعته منذ أن كان شاباً يافعاً وكانت لديه أحلاماً إستطاع مع الوقت أن يحققها.

يُقال أنه لا يحب البذخ وياكل في المطاعم الشعبية التي يرتادها الملايين من الناس العاديين، ولم تكن له مقتنيات خاصة مثل غيره من المليارديرات. فقد كان عندما يريد السفر يستقل الطائرات العامة مثل أي راكب عادى ولم يسعَ لأن تكون لديه طائرة خاصة مثل معظم من يمتلكون هذه الثروة الكبيرة. ولقد صرح أثناء لقاء أجراه معه أحد برامج التلفزيون السويدي بأنه يشترى ملابسه الخاصة من محلات الملابس المستعملة وأنه لايشعر بأى حرج من أن يذكر ذلك للسادة المشاهدين. وقد شكك بعض الناس في أنه شخص بخيل ولكن للرد على هذه الأقاويل فإن هناك معلومات أكدت أنه يتولى رعاية 5 مليون طفل حول العالم ويتولى الإهتمام برعايتهم الصحية وأنه مهتم باجراءات التطعيم والخاصة بالأطفال حديثي الولادة حول العالم ويدعم هذه البرامج بشكل كبير.

فإذا كان العالم كل يوم يقدم لنا مثل هذه النماذج المشرفة، فإننا بحاجة إلى أن نفتح الباب للحديث عن مثل هذه النماذج في بلادنا لعلها تكون مشجعة للأجيال لكي تدرك وتتعلم ويكون لها رؤية وحلم من الممكن أن يتحقق بالجهد والمثابرة.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى