رأي

سباق البيت الأبيض.. والمنافسة على الولايات المتأرجحة

بقلم: مروان سمور

مع بداية التصويت في الانتخابات الرئاسية اليوم 3 نوفمبر، تدخل المنافسة بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري دونالد ترامب مرحلتها الأخيرة، بعد أن كثّف المرشحان رحلاتهما لبعض الولايات للحصول على 270 صوتًا من المجمع الانتخابي اللازمة لفوز أي منهما.

يتفق معظم المحللين أن هناك 8 ولايات توصف بالمتأرجحة، هي التي ستحسم نتيجة السباق الرئاسي، وهذه الولايات هي: (فلوريدا، كارولاينا الشمالية، بنسيلفانيا، ميشيجان، أريزونا، جورجيا، آيوا، وأوهايو ) .

وفيما يلي نظرة على هذه الولايات المتأرجحة، التي ستكون نتائجها حاسمة في لعبة الانتخابات:

فلوريدا

تضم الولاية جالية كبيرة من أصل كوبي والعديد من المتقاعدين، وهما مجموعتان تقليديتان محافظتان. وهذه الولاية ذات الـ 29 ناخباً، فاز فيها ترامب بفارق ضئيل، بفضل كبار السن، ويأمل بايدن، الذي يتقدم بأقل من نقطتين، في جذب الشباب في المدن، وخاصة اللاتينيين، الذين لديهم حساسية تجاه قضايا الهجرة.

كارولاينا الشمالية

يعتمد ترامب على السكان البيض وأهل الريف وكبار السن ، وكذلك على المجتمع الإنجيلي الذي كان دعمه حاسمًا عندما فاز بها ترامب قبل أربع سنوات , ويسعى “بايدن” للحصول على أصوات الأمريكيين من أصل أفريقي والشباب للفوز بـ 15 ناخبًا في هذه الولاية. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم جو بايدن بالولاية بثلاث نقاط .

بنسلفانيا

كان ترامب قد فاز عام 2016 في هذه الولاية الديمقراطية تقليديا ذات العشرين ناخباً رئيسياً , ويعتمد “بايدن” ، الذي يتقدم بأربع نقاط، على ناخبي المناطق الحضرية وكبار السن والعاملين .

فالمدن الكبيرة في بنسلفانيا ستصوت بكثافة لبايدن فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة مؤيدة لترامب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق فستكون حاسمة , وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن ب5,6 نقاط مئوية.

ميتشيغان

فاز فيها ترامب بنحو 16 صوتا في 2016 , وهي ولاية تاريخياً ديمقراطية , ويعتمد الديمقراطيون على أصوات الناخبين البيض في الضواحي وأصوات المجتمع الأسود والعمال النقابيين , وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن فيها ب 7 نقاط مئوية .

أريزونا

يتقدم بايدن في أريزونا حالياً بنحو أربع نقاط، ويعول على تصويت الشباب اللاتينيين في المناطق الحضرية، والتي يمثلها 11 ناخباً رئيسياً ولم تصوت للديمقراطيين منذ عام 1996 , اما ترامب فقد أضر بحظوظه باسائته المستمرة إلى سمعة السناتور الراحل “جون ماكين” ، الذي كان يمثل أريزونا ، لكنه بالمقابل يحظى بدعم معارضي الهجرة غير الشرعية الذين يؤيدون بناء جدار على الحدود المكسيكية. وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن ب 4,0 نقاط مئوية .

جورجيا

رغم حصول ترامب على أصوات 16 ناخباً رئيسياً بالمجمع الانتخابي في جورجيا عام 2016، تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تأخره قليلاً عن جو بايدن (الذي يتقدمه بـ 1.2 نقطة مئوية) والذي يعتمد على أصوات المجتمع الأسود الكبير (32 بالمئة من السكان)، والناخبين في المناطق الحضرية الديمقراطيين تقليديا، وهناك هدف آخر للمرشحين في هذه الولاية هو النساء البيض من سكان الضواحي الثرية.

آيوا

فاز ترامب في هذه الولاية الزراعية المتدينة، ذات الكثافة السكانية المنخفضة والأغلبية الساحقة من البيض، لكن من الممكن أن يصوت الناخبون الستة لجو بايدن، الذي يتقدم بـ 1.2 نقطة عن الرئيس، وذلك بسبب الحرب التجارية مع الصين والبرازيل والأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.

أوهايو

تعتبر أوهايو من الولايات المتنوعة ديموغرافيا وسياسياً. وتحوز على ثمانية عشر صوتًا بالمجمع الانتخابي، فقد انتصر ترامب فيها عام 2016 بفارق ثماني نقاط عن طريق اجتذاب الديمقراطيين المحبطين، والذين يحاول بايدن إعادتهم إلى معسكره.

ولكن بالرغم من وعوده “ترامب”  فإنه لم يخلق وظائف في هذه الولاية التي تعاني من أزمة اقتصادية والوضع مقلق بالنسبة للمزارعين. وبحسب استطلاعات الرأي يتقدم بايدن بـ 6 نقاط مئوية .

الخلاصة

فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، بنسبة ضئيلة بالولايات الست الكبرى الحاسمة: (فلوريدا وبنسلفانيا وميشيجان ونورث كارولينا وويسكونسن وأريزونا). ولكنه بالمقابل  خسر في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون.

وحصل ترامب على 63 مليون صوت أو 46.1% من أصوات الناخبين، في حين حصدت كلينتون أصوات 65.8 مليون ناخب أو 48.1% من أصوات الناخبين.

وقد أثار فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة شكوكًا غير مسبوقة تتعلق بإمكانية الوثوق باستطلاعات الرأي.

ورغم ان بايدن ظل متقدمًا على ترامب في استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني، إلا أن  ساكن البيت الأبيض يتم تحديده عن طريق الهيئة الناخبة، لا التصويت الشعبي.

وختاما، ليس مستبعدا إمكانية أن تشهد الانتخابات الرئاسية تحوّلات كثيرة، إذ أن نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة في 2016 حُسمت في اللحظات الأخيرة.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى