رأي

حلقة جديدة في مسلسل قتل الشعب الفلسطيني

بقلم/ حسن عبد ربه المصري

إستدرج الرئيس الأميركي السلطة الفلسطينية إلي فخ الترتيب لجولة مفاوضات بينهم وبين الإسرائيلين وفق خطة سرية سيعلن عنها –هو- في الوقت المناسب، واتضح فيما بعد أنه كان يخطط لتعريضهم لمساومة غير أخلافية تتطلب منهم الموافقة علي التنازل عن القدس العربية لكي تكون عاصمة دولة الإحتلال والعنصرية مقابل أن تقوم دولتهم –إذا قامت– علي مساحة لا تزيد عن 18 % من مجمل مساحة أراضيهم المحتلة، ويكون عاصمتها حي أبو رديس!.

ولم يبال ترامب بالرفض العربي والإسلامي لقرار إعترافه بالقدس العربية عاصمة لدولة الإحتلال والعنصرية، والذي في ضوئه كلف وزارة خارجيته بنقل قنصلية بلاده من تل أبيب إليها فيما بعد، ولم يوقظه من غيه إعتراض 128 دولة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة علي هذا القرار، بل دفعه إلي معاقبة وتأديب الدول التي ناصرت الحق الفلسطيني المشروع، وبدأ بالشعب المحتلة أرضه فأمر بوقف المساعدات الأميركية التي كانت تمنح للسلطة الفلسطنية.

ولم يُثلج صدره القيام بهذه الخطوة العقابية غير الإنسانية، برغم التقارير التي تحدثت بإسهاب عن قسوة الظروف المعيشية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة السياسات العنصرية التي تمارسها عليهم علي مدار الساعة سلطات الإحتلال، فأعلن أنه سيقلص المساهمات التي تقدمها أميركا إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” حتى يُحنوا رؤوسهم طاعة واتباعا لنهج البيت الأبيض في إدارة خطته لبدء مفاوضات السلام بينهم وبين الدولة التي تحتل أراضيهم.

لم يفكر رئيس أميركى قبله أن يقدم علي هذه الخطوة.. لماذا؟ لأنها –أي الوكالة- تشكلت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 وتم تفويضها “بتقديم المساعدات الإنسانية والحماية الدولية لكافة الفلسطينين المسجلين لديها” ولا يقتصر هذا التفويض علي الفلسطينين في الأراضي التي كانت تحتلها إسرائيل عام 1948، ولكنه يمتد كذلك إلى من يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان “إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم”.

لكن الرئيس الأمريكي الحالي فعلها..

يتم تمويل ميزانية الوكالة سنويا –368 مليون دولار- من مجمل التبرعات التطوعية التي تقدمها بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فهل من حق واشنطن في ضوء أنها الدولة الأكثر تبرعا –125 مليون دولار للعام الحالي- أن تمارس هذا النوع من السياسات الإبتزازية بهدف الضغط علي الشعب الفلسطيني للتنازل عن ثوابته التاريخية، تحت ستار أنها تعمل من أجل بدء جولة جديدة من المفاوضات؟.

أم أن وقف المساعدات الأميركية وكذا المساهمة في ميزانية وكالة الغوث، والدولة التى تقدم لمساعدة الشعب الفلسطيني علي مقاومة الموت تحت مقصلة الإحتلال الإسرائيلي العنصري يمكن اعتبارهما خطوات ضمن مسلسل الإسراع بقتل هذا الشعب بكل الوسائل المعروفة وغير المعروفة؟.

من جانبي أري أن الثانية هي الأكثر اتساقا مع منطق صحيفة نيويورك تايمز التى تساءلت في عدد الخميس 11 يناير/كانون الثاني الجاري “هل ترامب مختل عقلياً!”.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى