رأي

حديث السوشيال- لماذا ارتفعت معدلات الانتحار بين المسلمين الأمريكيين؟

أظهرت دراسة حديثة ارتفاع معدل الانتحار بين الأمريكيين المسلمين مقارنة بالجماعات الدينية الأخرى. وحسب الدراسة كان المسلمون الأمريكيون أكثر عرضة 2.18 مرة للإبلاغ عن محاولة انتحار مدى الحياة، مقارنة بالبروتستانتيين، وأعلى من المسيحيين واليهود والكاثوليك والملحدين وغيرها من الطوائف.

إذن فمستوى الأديان لم يؤثر على احتمالات الإبلاغ عن محاولات الانتحار، وكون الشخص أكثر تقوى لم يجعله أكثر مناعة من الانتحار.

هذه النتائج التي كشفت عنها الدراسة جاءت مفاجئة إلى حد ما، حيث أن النصوص الإسلامية سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، لها لغة قوية ضد محاولة الانتحار أو الانتحار، فهي تُحرّمه، وتصفه بأنه “خطيئة كبيرة”.

لكن الأسباب الرئيسية لذلك الاستنتاج الذي توصلت إليه الدراسة هي أن الأمريكيين المسلمين عمومًا، وعلى الرغم من تنوعهم، أقل تعليمًا وثقافة بشأن قضايا الصحة العقلية، وربما لديهم إحساس زائف بأنهم لديهم “مناعة” من الاكتئاب وتعاطي المخدرات والأمراض العقلية التي تؤدي إلى الانتحار أو على الأقل محاولة الانتحار، لذلك فهم أقل من غيرهم من الطوائف من حيث الوصول إلى خدمات الصحة العقلية.

كما أنهم لا يتحدثون عن هذه القضايا بشكل صريح، فهناك وصمة عار تتعلق بالحديث عن قضايا الصحة العقلية داخل قطاعات كبيرة من جماعات المجتمع الإسلامي، وخاصة المهاجرين، وتمنع المساجد والمنظمات المجتمعية من معالجة هذه القضايا في العلن.

هناك أيضًا الطب البديل الذي ينتشر داخل الجماعات المسلمة (مثل غيرها من الجماعات)، ويتخفى تحت اسم “الطب النبوي”، أو ما يسمى بـ “الطب الطبيعي”، وهو يقوم على ممارسات قديمة، يتم إحياؤها، مثل إحالة المرضى إلى شيخ أو رجل دين يقوم بمعالجته بـ”الرقية الشرعية”، أو “الحجامة”، وغيرها من الممارسات التي يقوم بها البعض من أجل تحقيق الربح، ولا تستند إلى دليل أو علوم حقيقية، وينتج عن ذلك أن الأمور تصبح أسوأ.

هناك حاجة حقيقية إلى الكوادر والمزيد من الموارد والمنظمات التي تقوم على علاج الصحة العقلية لمن يحتاجون إلى العلاج داخل المجتمع المسلم. ويجب أن تتطرق خطبة الجمعة في المساجد إلى مثل هذه القضايا.

يجب أن يعلم الجميع أن الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية هي أمراض مثل الأمراض العضوية الأخرى، ويمكن علاجها بفعالية من خلال الأدوية وطرق العلاج الحديثة.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى