رأي

حديث السوشيال- في مسألة إصابة ترامب وفرص فوزه

بقلم الإعلامي: محمد السطوحي

إصابة ترامب

أيًا كانت المواقف السياسية، فالشئ الطبيعي والإنساني أن نتمني الشفاء العاجل لترامب وزوجته ميلانيا من فيروس كورونا. ورغم ان الرئيس الأمريكي لم تظهر عليه أعراض، إلا أنه يدخل ضمن فئة الأكثر خطورة؛ فعمره 74 سنة، ووزنه ثقيل نسبيا وربما تكون لديه مشاكل صحية لانعلمها تزيد من صعوبة الأمر.

في كل الأحوال، مجرد إصابة ترامب رغم كل الإجراءات الاحترازية المطبقة لحمايته تعني بشكل مباشر منع كل مؤتمراته الحاشدة في الأسابيع الأخيرة لحملته الانتخابية. ورغم أنها قد تثير بعض التعاطف معه، لكنها ستضع نهاية حاسمة لدعايته منذ شهور بأن الوباء تحت السيطرة مع الدعوة لفتح الاقتصاد والمدارس.

قد يشفي ترامب من كورونا، لكنها في الأغلب ستؤدي إلي نهايته سياسيًا

في مسألة الاستطلاعات

كنت ضيفًا في برنامج الأستاذ محمد مصطفي شردي علي قناة “الحياة” المصرية عن مناظرة ترامب/بايدن، وتطرق الحديث إلي استطلاعات الرأي في أمريكا، لكنه بدا غير مقتنع بها خاصة أنها كانت خاطئة في الانتخابات السابقة، ولأنني أسمع هذا الكلام كثيرا فإنني اردت توضيح بعض الأمور:

أولا: الاستطلاعات الشعبية (علي المستوي القومي) لاتحدد النتيجة، فقد فازت هيلاري بفارق ثلاثة ملايين صوت وخسرت الانتخابات علي مستوي الولايات.

لكننا نقف عندها كمؤشر، فإذا كان الفارق كبيرا في الأصوات الشعبية فإنه قد يعني طوفانا يغرق في طريقه كل الولايات المتأرجحة، وبايدن يتقدم حتي الآن بحوالي 7%  إلي 8% وهو يعد فارقًا كبيرًا، وإذا استمر فسيكون من الصعب تصور هزيمته في تلك الولايات.

ثانيًا: مؤسسات استطلاع الرأي كثيرة وتتفاوت في توجهاتها ودقة بياناتها وهو مايجب الالتفات إليه، ولمن لايمكنه التمييز بينها فمن الافضل الاعتماد علي المتوسط العام لعدد من الاستطلاعات.

ثالثاً: نحن نتحدث عن احتمالات وتقديرات، فالاستطلاع الوحيد الذى يعتد به هو صناديق الاقتراع. وكما قال الخبير الانتخابي نيت سيلفر فإن الاستطلاعات هي أسوأ طريقة لتوقع النتيجة باستثناء أنها أفضل من أي طريقة أخري.

رابعًا: ماحدث مع هيلاري ان فرصتها كانت حوالي 70% مقابل 30% لترامب حسب التقديرات حتي داخل حملة ترامب، هذا معناه أنه كانت لديه فرصة، قد تكون أقل لكنها موجودة.

خامسًا: آخر الاستطلاعات قبل الانتخابات كانت تشير إلي اقتراب ترامب بقوة في اليوم الأخير بل وأعطته تقدما طفيفا في فلوريدا وبعض الولايات.

سادسًا: هناك هامش للخطأ 3 أو 4% يزيد أو يقل حسب جودة الاستطلاع. وقد كان أداء ترامب متفوقا علي ما أعطته الاستطلاعات بحوالي 3%، أي في إطار هذا الهامش.

سابعًا: هناك تحسن في أسلوب جمع البيانات وتحليلها خاصة بالنسبة لفئات معينة مثل الشباب والهيسبانيك ومستويات التعليم، وهي لاتمنع الخطأ لكنها تقلل منه.

ثامنًا: هامش تقدم بايدن الآن يفوق تقدم هيلاري في الولايات المتأرجحة، وإذا استمر بنفس النسبة حتي يوم الانتخابات فإنه يعني أن ترامب، حتي لو حقق زيادة على الاستطلاعات بنسبة 3% كما فعل مع هيلاري، فإن ذلك لن يكفيه للفوز لأن تقدم بايدن يتجاوز هذه النسبة في أغلب الولايات.

فباستثناء فلوريدا نجده يتقدم علي ترامب بنسبة تصل من 5 إلي 9%، وحتي الولايات التي كانت تميل بقوة لترامب وفاز بها بسهولة في الانتخابات الماضية نجدها الآن محل منافسة مثل أوهايو وأيوا ونورث كارولينا، بل إن بايدن يتقدم في أريزونا التي تتجه تقليديا لليمين الجمهوري ومن المرجح الآن أن يفوز بها.

علينا أخيرًا أن نوضح أن الاستطلاعات كانت جيدة في الانتخابات النصفية للكونجرس منذ عامين، ويُتوقع أن تتحسن أيضًا في الانتخابات القادمة.

ورغم كل ذلك لايمكنني القول بشكل قاطع إن بايدن سيفوز، فمازال أمامنا عدة أسابيع، لكني أردت توضيح لماذا لا أساير الكثيرين الذين يتحدثون بثقة عن فوز ترامب، فالأمر أكثر تعقيدًا ومازالت الكرة في الملعب.

كل ما أقوله إنه لو أجريت الانتخابات اليوم فإن فرصة بايدن أكبر من ترامب، بل وأكبر من فرصة هيلاري في مثل هذا الوقت من الانتخابات السابقة.

أما وضع الاثنين في الاستطلاعات الحالية فيحتاج إلي مقال آخر.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى