رأي

حديث السوشيال- عففت فعفّوا!

بقلم: معن الحسيني

عندما جاء الجنود بكنوز كسرى العظيمة إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظر إليها ثم قال: إن قومًا أدوا هذه لأمناء. فقال له عليّ رضي الله عنه، عففت فعفّوا ولو رتعت لرتعوا.

وقد علّق أحد أساتذتنا في علم الاقتصاد بأن هذه المقولة تعتبر من أهم القوانين التي يمكن أن تحكم اقتصاد بلد ما، لما تحققه من عدالة اقتصادية.

باختصار كل من يتحدث عن الإصلاح وشعبه يئن تحت نير الفقر، بينما يرفل هو وحاشيته بالثروة والنعيم، فهو منافق، ولا قيمة أبداً لما يتفوه به أو يدّعيه من تعاطف وتفهم للوضع ومحاولاته للتغيير.

عندما أراد أمراء المماليك تجهيز جيش لقتال التتار أمروا بفرض الضرائب على الناس، فوقف الإمام العز بن عبد السلام في وجههم، وطالبهم بإفراغ خزائنهم من المال أولاً ودفعها لتجهيز الجيش، فإن لم تكفي يتم فرض الضرائب على الناس، وقد كان.

هل يمكن لدولة هرب حاكمها بـ 169 مليون دولار تاركاً بلده في مهب الريح، بينما ابنته تتنزه في نيويورك وتلتقط الصور في أبهى ثياب، أن ينتصر هو وجيشه الجرار الفاسد على جيش من الذباب حتى!

التاريخ يعيد نفسه دائمًا، ولكن يأبى الكثير التعلّم منه، أو ربما يتغافلون عن ذلك.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى