رأي

الذين غادروا البيت الأبيض مبكرا

بقلم/ أحمد محارم

الناس حائرون يتساؤلون، وهم مصدومون، عن سر هذا الخروج الميكر من البيت الأبيض لكبار الشخصيات التي عملت مع الرئيس خلال فترة حملته الانتخابية، أو الذين عملوا بعد أن تم تعيين الرئيس ودخوله البيت الأبيض.

طبقا لدراسة حديثة أجراها معهد بروكنجز للسياسات ومقره واشنطن العاصمة أنها لم تكن المرة الأولى في التاريخ الأميركى التي نرى فيها بعضا من كبار الموظفين قد غادروا البيت الأبيض في وقت مبكر، إلا أنها ربما الحالة الأولى من نوعها أن يغادر هذا العدد الكبير نسبيا البيت الأبيض خلال عام واحد فقط من اعتلاء الرئيس الأميركى دونالد ترامب مقاليد الحكم.

وأشارت الدراسة المقارنة بين 3 من الرؤساء أنه خلال فترة إدارة الرئيس رونالد ريجان خرج من البيت الأبيض 17% من العاملين بينما خلال فترة وجود الرئيس كلينتون خرج 7 % فقط من العاملين والمدهش أو المحير أن هذه النسبة وخلال العام الأول من تولى الرئيس ترامب مقاليد السلطة أن عدد الذين غادروا البيت الأبيض قد بلغ 34 % وأشارت الدراسة إلى أسماء ووظائف محددة حيث أن رئيس قسم الاتصالات بالبيت الأبيض قد تغير 4 مرات خلال العام الأول بمعنى أنه بمعدل كل 3 شهور كان هناك شخص جديد يتولى هذا المنصب.

وأما عن مستشار الرئيس للأمن القومى (مايكل فلين) فلقد غادر بعد 25 يوما فقط من استلامه مهام منصبه.

كان المجتمع الأميركى قد اعتاد في السابق أن يتحدث عن احتمال أن يخوض الرئيس الجديد التجربة ويتقدم لفترة رئاسية ثانية وذلك بعد مضى عدة شهور من وجوده في البيت الأبيض والآن نحن أمام نغمة جيدة حيث يتحدث الناس عن متى سيرحل الرئيس وهناك من يقول أننا أمام انقلاب قانوني على ترامب فالذين أتى بهم إلى البيت الأبيض هم الذين يتحدثون الآن عن موعد خروجه والأسباب كثيرة لكنها تزداد يوما بعد يوم.

البعض يعزى أن الانقلاب القانوني راجع بالأساس إلى خطورة الوضع الخارجي حيث أن العداء للولايات المتحدة ازداد بشكل كبير والآخرين يرون أيضا أن هناك تجاوزات كثيرة من شأنها أن تمس حياة المواطنيين الأميركيين على المستوى المحلي أو الداخلي.

ويرى كثيرون أن هناك من يضرب عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدبلوماسية وينظر إلى العالم وكأنه رئيس لمجلس إدارته نيابة عن الأمم المتحدة والحديث عن قرار نقل سفارة إسرائيل من تل أبيب إلى القدس على أنه أكبر مثال.

منذ أيام قليلة تجمع 2000 من حاخامات إسرائيل امام حائط البراق ومعهم وزير الزراعة الإسرائيلي حيث أدوا جميعا صلاة الاستسقاء أو الدعاء بطلب المطر حيث تتعرض إسرائيل منذ 5 أعوام لموجة جفاف.

صلاة الاستسقاء أو طلب المطر وكما أنها سنة عن الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام فأيضا أصحاب الديانات الإبراهيمية (المسيحية واليهودية) يقومون بصلاة يطلبون فيها سقوط المطر من الله عز وجل.

الغريب في الأمر أن إسرائيل والتي دأبت على سرقة مياه الفلسطينيين والمياه العربية تطلب من الله أن يسقط عليها المطر، ونحن نعيش الآن حالة غريبة من الواقع المحزن والذي نحاول أن نفهمه او نهضمه أو نتفاعل معه.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى