رأي

الحلقة المفقودة في الوجود العربي بأميركا

بقلم/ ليلى الحسيني

سبق وأن أجريت عددا كبيرا من الحوارات مع أساتذة في الإعلام الأميركي خاصة من أصول عربية، مثل الصحفي القدير حافظ الميرازي، الإعلامي القدير والمحلل السياسي الدكتور عاطف عبد الجواد، الإعلامي القدير محمد الشناوي، وغيرهم كثير من أصحاب المبادرات الصحفية والإعلامية.

هذه الحوارات جعلتني أتعرف على الرد على سؤال سألته لنفسي كثيرا وهو “لماذا أحجم العديد منهم عن متابعة تجارب جديرة بالاحترام للنهوض في الإعلام العربي في أميركا.

إن حقيقية الجالية العربية في أميركا تختلف جدا في اهتماماتها عن الجاليات الأخرى في بلدان الاغتراب، فمع التنوع الكبير في الجالية لم تستطع أن تتغلب على الانقسامات الحادة بسبب السياسة والدين، وبقى تغليب المصالح الفردية على مصلحة الجالية صبغة شبه عامة تحدد معظم الأهداف مع غياب لوبي أو جماعة ضغط ذات نفوذ وتأثير كبيرين في أوساط العرب الأميركيين، فيما عدا بعض جماعات ضغط عربية أميركية تهدف إلى الدفاع عن الحقوق المدنية للعرب الأميركيين وتفعيل دور الجالية في الحياة السياسية، والعمل على تغيير الصورة السلبية النمطية التي التصقت بالعرب لفترة طويلة، مع غياب أي دور لإعلام عربي حقيقي يستغل مساحة الحرية المتاحة ويقوم بالتواصل مع الجاليات العربية في أميركا والأهم أن يتواصل مع الشعب الأميركي بلغته.

الأخطر هو غياب دور المثقفين ورجال الأعمال في الجالية ووعيهم بأهمية الإعلام ودوره في بلد صناعة الإعلام في أميركا، أيضا النظرة القاصرة لبعضهم بدعم إعلام الترفيه والعنصرية (تحت مسمى الجمهور عايز كده) مما يشكل تحديا آخر يستدعي وقفة تأملية في أسباب عزوف كبار الإعلاميين عن القيام بأية محاولات جادة أخرى لإحياء إنشاء محطة عربية أميركية تتواصل مع العرب في أميركا وتقدم إعلام مهني وحيادي يعبر عن طموحات الجالية في المرحلة القادمة، مرحلة أصبح الإعلام أحد الأسلحة الهامة بل يكاد يكون من أهمها في صناعة الرأي العام.

صحيح “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ويعرفوا أولوياتهم، ويغلبوا المصلحة العامة على صغائر الأمور، الشللية، والطائفية، والاهتمامات الشخصية لنجاح فردي بدون أي دور مجتمعي؟!


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى