رأي

” الحشمة ” هو منتج Macys الجديد لملابس المحجبات

اشهر شركة بيع في امريكا تقدم ملابس المحجبات من تصميم بيت الازياء الاسلامي "فيرونا"

كتابة راي حنانيا

ترجمة مروة مقبول

عرض المقال باللغة الإنجليزية

أعلنت ميسي ، و هي اِشهر شركة بيع للملابس بالتجزئة في أميركا، أنها ستقدم خطا جديدا للملابس خاص بالنساء المسلمات من تصميم بيت الازياء الاسلامي فيرونا  و سيتم اطلاق اسم “الحشمة ” علي هذا الخط .

و في عالم الاعمال تعتبرهذه الخطوة ذكية الي حد كبير ، فهي تهدف لاستقطاب الاعداد المتزايدة للمسلمين في أميركا، التي وصلت حد 7 مليون في تقديرات بعض الدارسين والمهتمين – وتجدر الاشارة الى انه لا يمكن التاكيد علي هذا الرقم في ظل سياسة التمييز التي يمارسها جهاز الاحصاء الامريكي ضد المسلمين و العرب ، فهو لا يقوم بحصر الاعداد الحقيقية و تقديمها من خلال الاحصاءات الرسمية التي يتم اجراؤها كل 10 سنوات .

واذا نظرنا لواقع الحال فان غالبية المسلمين في اميركا هم من اصول أفريقية ، حيث يمثلون اكثر من 36% ، ويمثل العرب 20 % فقط .

ولاصوات المسلمين هنا في الولايات المتحدة الامريكية دور مؤثر في العملية الانتخابية ، و هناك العديد من الاثرياء العرب في اميركا، لهذا يلجأ العديد من السياسيين الى الجاليات والاثرياء المسلمين لدعم حملاتهم الانتخابية ، من خلال اصواتهم او دعمهم المادي لهذه الحملات.

و من هنا جاءت فكرة استهداف العرب المسلمين في مجال المال كقوة مالية واستهلاكية، ولم تكن  شركة ميسي الاولي في هذا التوجه ، فقد سبقتها كلا من شركة نايكي و اميركان ايجل ، و كانت البداية عام 2017 عندما تم انتاج  ملابس وازياء تناسب المرأة المسلمة.

و تعتبر فيرونا للتصاميم والازياء شركة امريكية اسلامية معروفة و لها رسالة قوية توضحها كما ورد في موقعها الرسمي علي الانترنت حيث تقول  :

” واجهت الشركة تحديات كبيرة في طريقها للنجاح و تقديم خط انتاج عالمي  يتميز بالحشمة. فمجموعة فيرونا بدأت من خلال تحدي واجهته أم وحيدة اعتنقت الاسلام عام 2011 و وجدت انه ليس من السهل الحصول علي ملابس عصرية و محتشمة ، وبعد البحث توصلت الي ان تلك المشكلة ليست قصرا عليها فحسب بل ان هناك الكثير من السيدات سواء مسلمات او غير مسلمات يعانيين من نفس المشكلة.  و من هنا جاءت الفكرة و هي ايجاد حل لهذا التحدي و مساعدة النساء المسلمات والمجتمع .. و من خلال استثمار مبلغ سبعة الاف دولار ، قامت الام بانشاء شركتها علي الانترنت و اضافت صور المنتجات التي كانت تقوم بتصويرها من وجهة نظرها الفنية ، و نجحت بالفعل  كسيدة أعمال في اكتساب العديد من العملاء من جميع انحاء العالم و بدأت الطلبات تتزايد علي منتجات فيرونا و فازت بجوائز تقديرية من العديد من الصحف مثل Huffington Post ،   NPR ،  Refinery 29  و Fusion Network. .  فيرونا ليست شركة عادية ، فهي تقدم منتجا له معني و في ذات الوقت رسالة . وفي الوقت ذاته تدافع عن تمكين المرأة و الفخر بالهوية الاسلامية في الاوقات العصيبة . فالرسالة التي تقدمها الشركة ، و التي تتجاوز حدود بيع الملابس ، لا تجعلها من انجح الشركات فحسب و انما ايضا تضعها في مكانة مختلفة عن المنافسين”.

و بالمثل،  شركة فان شركة  Macys ميسي ليست غريبة علي العالم العربي ، وبنظر  عامة على الموقع الرسمي فانها تقول عن نفسها :

” تعتبر ميسي من اكبر شركات البيع بالتجزئة في اميركا حيث تقدر مبيعات الشركة في  عام 2016 حوالي 25.778 بليون دولار ،  عدد الموظفين بها 140ألف موظف و لديها معاملات في اكثر من  700  متجر متعدد الاقسام و 160 متجر متخصص تشمل منافذ بيع خطوط انتاج بلومينجديل ، بلو ميركيوري و ميسي باكستيج . الشركة لديها محلات في 45 ولاية بالاضافة الى مقاطعة كولومبيا ، غوام و بورتوريكو. كما ان لديها مواقع رسمية تبيع من خلالها منتجاتها مثل macys.com, bloomingdales.com and bluemercury.com  .

تدير “مجموعة الطاير” مجموعة محلات بلومينجديل في دبي و الكويت . كما ان لدي شركة ميسي مكاتب رسمية في سينسيناتي و اوهايو و نيويورك.

الشركة كانت تعرف باسم  “شركة المتاجر المتحدة”  و كان يتم تداول الاسهم بالرمز M في بورصة نيويورك . و في الاول من شهر يونيه عام 2007 تم تغيير اسم الشركة الي  ميسي Macys “.

المسلمون متنوعون عرقيا و مختلفون في الثقافة ، فهناك اكثر من خمسين دولة في العالم  و لكنهم قد يختلفون من حيث اللغات او الاعراق لكن يجمعهم شيئ واحد وهو الديانة  الاسلامية، فالمسلمون يؤمنون بدينهم و بالقران الكريم . و قد يبدو للكثيرين  ان الاسلام مقتصر علي العرب ، لكن في واقع الامر فان الغالبية المسلمة ليسو من العرب.

في واقع الامر تلك الحقاائق هامة ليس فقط للمسلمين و لكن ايضا للعامة في اميركا حيث انهم يجهلون الكثير عن المسلمين بوجه عام و المسلمين من العالم العربي بوجه خاص. و هناك بعض القضايا و الاحداث في العالم جعلت العرب و المسلمين محل تساؤل ، في اميركا و اوروبا  مثل فرنسا.

والجدير بالذكر ان شركة منتجات الفرنسي العالمي لوريل أعلنت في شهر يناير انها قامت باختيار أمينة خان ، و هي عارضة ازياء و مدونة مسلمة ، لتقديم خط الانتاج الجديد للعناية بالشعر من الفيف Elvive  .

وفي البداية كان الاعتقاد ان تلك الخطوة تاريخية حيث ان أمينة ترتدي الحجاب و هي بذلك تعتبر اول امرأة محجبة تستعين بها شركة معروفة لتكون هي وجه حملتها الدعائية ، و ان  شركة لوريل استطاعت ان تكسر هذا الحاجز الزجاجي الذي طالما منع العديد من النساء المسلمات من الظهور في دعاية منتجات التجميل الشهيرة،  لكن لم تتمكن الشركة من الاحتفال بهذا النجاح طويلا كما اعتقدت حيث تعرضت لهجوم من بعض النقاد علي تلك الحملة الاعلانية بدعوي انه من غير المنطقي ان تقوم امرأة ترتدي الحجاب و تغطي كامل شعرها بالدعاية لمنتجات خاصة بالشعر. كما قام الاعلام الغربي بالكشف عن حساب أمينة خان علي موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” و قالوا انها قامت ، من خلال منشورات تعود الي عام 2014 ،  بالتعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة و انتقدت اسرائيل التي قامت بشن هجمات مسلحة استمرت لمدة 6 اسابيع كان نتيجتها استشهاد اكثر من 2000  فلسطيني مدني و وقوع  10.000 مصاب ،  كما عبر الاعلام الغربي عن صدمته من هجوم أمينة علي تلك المجزرة التي ارتكبتها  اسرائيل و مساندتها للقضية الفلسطينية ، و كانت النتيجة ان تم اجبار أمينة علي تقديم استقالتها في بداية نجاح لم تتمكن من الاحتفال به بعد، فالمعروف انه في الغرب اي انتقاد لاي عمل تقول به اسرائيل يعتبر جريمة يجب ان يحاسب من يرتكبها.

و ردا علي الحملة الاعلامية التي شنتها مؤسسات ووسائل الاعلام الغربية ، اجبرت شركة لوريل لاصدار هذا البيان :-

” نحن نقدر أن أمينة قامت بالاعتذار عن محتوي تلك المنشورات علي تويتر و عن الازعاج الذي سببته، فشركة لوريل باريس تشعر بالاحترام و التسامح تجاه كل الناس. و عليه ، فقد قمنا بالموافقة علي قرار أمينة بالانسحاب من الحملة الاعلانية”.

وحقيقة فان المأساة تكمن بأن الجدل الدائر حول لوريال وخان اظهر مدى قوة التشهير التي تقودها وسائل الإعلام الغربية المناهضة للعرب والمسلمين. فالامر ان الأمريكيين يشنون جام انتقاداتهم وبصورة خاطئةعلى  الفلسطينيين اوالعرب والمسلمين دفاعا عن مواقف اسرائيل ، في الوقت الذي لا تقوم هذه الدول والجهات بتوجيه اي انتقاد او اتهامات اذا ماكان الوضع غير ذلك ، وتكون العقوبات والانتقادات حازمة عندما يوجه الانتقاد من احدهم لإسرائيل.

البعض يقول ان المتحدث الرسمي لاي شركة يجب ان يتمتع باراء مثيرة للجدل، لكن في واقع الامر تلك القاعدة تسري فقط علي من ينتقد المواضيع المشتركة مع السياسات ووجهات النظر المؤيدة لاسرائيل،.

ولربما في وضع كهذا لو ان امينة اتجهت في ارائها نحو مواضيع مثل ” قتل الشرف” في الدول العربية و الاسلامية ، لاستطاعت الاحتفاظ بوظيفتها حتى الان.

ولكن وفي الحقيقة كان من المفترض ان يكون لدى أمينة الحق في ابقائها على عملها ،وتكون قادرة بأن تجادل و تدافع عن نفسها بقوة لتوضح ان أراءها  التي تندد بوحشية إسرائيل في قطاع غزة قد جعلتها رمزا هاما لشركة تدعي أنها تتبنى التنوع وتسعي للتواصل مع المستهلكين المسلمين والعرب.

لكن مع الاسف ان ما حدث الآن تجاهل شركة لوريال للسوق العربية والإسلامية  و بالتالي فان أي امرأة عربية أو مسلمة تشتري منتج لوريل بعد هذا الحادث ستعتبر خائنة لموروثها الثقافي والحضاري.

في الاخير لا يسعنا هنا الا ان نتمني ألا تتعرض شركة ميسي للافلاس،  فشركة فيرونا تعتبر من الشركات الكبيرة التي ترمز الي المستقبل ليس للمسلمين فحسب ، و انما للعالم الحقيقي والمتنوع.

ورغم كل شيئ فان أمريكا هي دولة التعليم. لذلك علينا ان نخلق مساحة اوسع للمناقشة و الخيارات و أن نحترم جميع الأديان وأن نساعد ونقدر احتياجات جميع الأديان أيضا. حتي و ان كان هذا مراعاة متطلباتهم من الملابس المناسبة لثقافتهم وعاداتهم ومعتقداتهم ودياناتهم، او حتى التنوع في بعض الآراء المختلف حولها والتي قد تبدو مواضيع  شائكة .

و علي الرغم من المشاكل التي واجهتها شركة لوريل ، فاني اعتقد ان قرار شركة ميسي لتقديم خط انتاج فيرونا لملابس المرأة المسلمة، لا يعد  قرارا رائعا وحسب ، بل انه جاء ا في وقته المناسب ايضا .

 

راي حنانيا ، صحفي فلسطيني أميركي ، مؤلف و كاتب مقال في الموقع الاخباري Arab News

الموقع الرسمي للكاتب  :  http://www.thedailyhookah.com/

البريد الألكتروني [email protected]

Written by Ray Hanania

Translated by Marwa Machboul


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى