رأي

اسرائيل تشارك في تثبيت دعائم حكم دمشق !! ..

كاتب المقال : دكتور حسن عبد ربه المصري *

إستغلت إسرائيل قصر نظر طهران الذي زين لها إمتلاك القدرة علي مناوشاتها بإطلاق عدد من الصواريخ تجاه قواتها التى تحتل هضبة الجولان ، وشنت ضد نقاط تواجدها فوق الأراضي السورية عدة حملات جوية قضت فيما تقول التقارير الأوربية علي اكثر من خمسين موقع حصين لها حول العاصمة دمشق خاصة في ريفها ، وبالقرب من الهضبة

ولم يكتف نتيناهو بذلك بل نسق مع حليفه الإستراتيجي الرئيس بوتين لعقد صفقة متعددة المستويات هدفها الرئيسي .. تحجيم مستقبل التواجد الإيراني في سوريا إلي أدني مستوي ، وإطلاق يدها في الهضبة بلا عائق .. تقوم علي ..

1 – إبعاد القوات و المستشارين العسكريين الإيرانيين والميليشيات التي تعمل بأمرها عن موقع الهضبة بنحو 60 كيلو متر ..

2 – السماح للقوات المسلحة السورية بمنازلة القوات المعارضة لها في منطقة الجنوب المحازية للحدود معها ومع الأردن لطردها إما إلي خارج البلاد أو إلي مناطق تسيطر عليها في شمال وشرق سوريا ,,

3 – الموافقة علي تواجد قوات مسلحة سورية عند حدود التماس بين الجانبين الإسرائيلي والسوري بأسلحتها الخفيفة كرمز للسيادة في هذه المنطقة ..

** ذلك كله في مقابل ..

وضع التوصيات التى توصل إليه مؤيدوها في الكونجرس الأمريكي – بعد دراسات مستفيضة شهدتها الخمسة عشر عاما الماضية – حول مستقبل الـ 1200 كيلو متر مربع التى تحتلها من هضبة السورية ، موضع التنفيذ بشكل قانوني لأول مرة منذ إتخذت قرارها عام 1981 بضمها إلي إراضيها !! ..

النموذج الأمثل الذي توصلوا إليه هو الذي حققت إسرائيل من وراءه مكاسب جمة ، ونعني به إعتراف جورج بوش الإبن عام 2004 بسيادة إسرائيل علي الكتل الإستيطانية في الضفة الغربية رغم تعارضه مع القانون الدولي وإتفاقية جنيف ..

هو النموذج الأمثل من وجهة نظر اللوبي اليهودي في أمريكا ، لأن دولة الإحتلال والعنصرية حققت بسببه أكثر مما توقع أشد المحللين تفاؤلا في ذاك الوقت ..

فإلي جانب اطلاق يدها في بناء المستعمرات والإستيلاء علي مصارد المياه الجوفية والأراضي الزراعية و تصدير منتجات مستعمرات الضفة إلي عدد كبير من دول العالم لحسابها ، تمكنت من تعطيل كافة مقترحات السلام بينها وبين الشعب الذي تحتل ارضه منذ اتفاق أوسلو وإلي اليوم ..

اليوم ماذا يُرتب الجانبان الأمريكي والإسرائيلي ؟؟ ..

قبل عرض هذه الترتيبات ، علينا ان نؤكد أنها ترتكز في المقام الأول علي ورقة ” تمسك النظام السوري بالبقاء ” برغم تلطخ يداه بدماء أبناء شعبه وموت ضميره حيال الملايين التى تركت بلادها هرباً من جبروته .. هذه الورقة التى عرفت روسيا مدي اهميتها عند نظام بشار الأسد منذ حوالي اربع سنوات ، تدارست جبهة واشنطن / تل أبيب اهميتها الإستراتيجية لتحقيق هدفين بضربة واحدة ..

الأول .. إبعاد كل ما يمت لإيران بصلة من المنطقة القريبة من الجولان ، تأديبا لطهران علي ضرباتها العشوائية ضد مدنيينها وقواتها  في الهضبة .. ..

و الثاني .. تعزيز موقف إسرائيل الاحتلالي غير القانوني باعتباره سيادياً تأخر تنفيذه حوالي أربعين عاماً ..

لا نستغرب إذن أن الكونجرس الأمريكي هذه الأيام ..

  • يستعد لإصدار قانون يحض علي توفير المبالغ الإستثمارية اللازمة للبدء فورا في التأسيس لإقامة مشاريع مشتركة فوق ارض الجولان ..
  • ويُجهز لتوسيع مجال اتفاقية التجارة الحرة بين امريكا وإسرائيل التى شملت منتجات مستعمرات الضغة الغربية ، لكي تستوعب مثيلاتها من صادرات الهضبة تحت مسمي مزور عنوانه ” صنع في إسرئيل “
  • ويتدارس مسودة وثيقة قانونية تنص علي ” عدم قانونية اعادة أراضي هضبة الجولان إلي سوريا ” لأي سبب بعد الحاق سيادتها بإسرائيل ..

لهذا نقول أن الإجتماع الثلاثي لممثلي وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن قبل نهاية الأسبوع الحالي في عمان لن يناقش التفاصيل ، بل سيتناول فقط الخطوات العملية لإستبدال طهران بـ تل ابيب ضمن المعادلة المتوافقة علي ضرورة بقاء كرسي الرئاسة في دمشق بحالته الراهنة .. كما قال الكاتب إبشان ثارور في مقاله التحليلي بصحيفة الواشنطن بوست أوائل الشهر الحالي ..

[email protected]


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى