رأي

أفغانستان .. وأغنية حسن الأسمر

أحمد محارم – نيويورك

كما أن للأفراد حظوظ في دنياهم، يبدو أن الدول أيضاً لها نصيب مما منحته لها الطبيعة، إما من موقع جغرافي مميز تحسدهم عليه دول أخرى أو موارد طبيعية وثروات أو مواهب وقدرات بشرية او كل هذه الأشياء مجتمعه.

وهناك من نادى منذ زمن بعيد بأن الثروات الطبيعية كما إنها نعمة، إلا إنها قد تنقلب تحت ظروف معينة إلى نقمة، حتى إن أصحاب البلد كادوا أن يتمنوا ألا تكون هذه الثروات أو المزايا لديهم أو تحت أقدامهم.

أفغانستان، هذا البلد المحسود والمنكوب أيضاً، لم يرى يوماً جميلاً يتذكره أهله أو جيل بأكمله وإنه قد مر عليه حين من الدهر كانت بلاده مستقرة كباقى بلاد العالمين.

عندما كان الإتحاد السوفيتي سابقاً قابع على أرض أفغانستان ولعبت أمريكا دوراً مؤكداً في طرد السوفيت من هناك وكانت المرة الأولى التي بدأنا نسمع فيها كلمة الجهاد حيث نجحت أمريكا بخبث وذكاء شديدين في أن تقنع بعض الدول الإسلامية والعربية الخليجية منها على وجه التحديد في أن تتبنى قصة محاربة الشيوعية والتي كانت دول العالم العربى والإ سلامي تنظر إليها على إنها سوف تنشر المد الشيوعي وهو الكفر بعينه من وجهة النظر العربية والإسلامية.

خرج الإتحاد السوفيتي مهزوماً من أراضى أفغانستان، وتكونت بسبب ذلك مجموعات جهادية وأصبح لها مصالح وأجندات بدات تظهر على سطح الأحداث في مناطق متفرقة من العالم. وذهبت أمريكا إلى هناك وتغيرت الصورة حيث كان الهدف هو محاربة طالبان والمجموعات الجهادية. ورغم وجود قوات أمريكية إ ختلف عددها ومستوى تجهيزها ومدى الإحتياج الفعلي لبقاءها على أرض أفغانستان من عدمه من فترة رئاسية إلى فترة رئاسية أخرى حيث طالب الرئيس الامريكي الأسبق باراك أوباما بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.

حاولت أمريكا أن تُجمل من صورتها وأنها تعمل على إرساء قيم الديمقراطية وساعدت في إيجاد مناخ ثقافي وإجتماعي مختلف عما تعود عليه الشعب الأفغانى من قبل، وساعدت في تغيير الصورة الذهنية النمطية التي عرفت عن أفغانستان، حتى أن هناك فرقاً موسيقية وفنية دعيت إلى الحضور لأمريكا وتقديم صورة أفغانستان الحديثة للعالم.

لذلك، يربط البعض ما جرى في أفغانستان بأغنية الفنان الشعبي الراحل حسن الأسمر التي قال فيها: “كتاب حياتى ياعين .. الفرح فيه سطرين.. والباقى كله عذاب”.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


 

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى