رأي

أردوجان وحلم سفارته المزعومة

بقلم/ حسن عبد ربه المصري

استنكر البعض إصرارانا علي فشل مؤتمر قمة منظمة الدول الإسلامية الذي عقد في استنبول في الثالث عشر من ديسمبر الحالي، وعابوا علينا موقفنا الصادم من محاولات الرئيس التركي رأب الصدع العربي وقصور الموقف الإسلامي تجاه القدس، ولم نسمع لهم صوت عندما أعلن سيادته يوم الأحد 17 الجاري أنه ينوي فتح سفارة لبلاده هناك عندما ينتهي إحتلالها!!

ليس في هذه النية جديد.. فكل العالم يستعد لهذه الخطوة من الآن، لكن تتم عندما يتكاتف العالم لإنهاء إحتلال الأرض الفلسطينية.

لم نسمع لهم صوت لأن الإعلان جاء خارج السياق، ونطق به صاحبه تغطية للتراجع المدوي لمكانته في الداخل، لأنه أطلقه ضمن كلمة له أمام أعضاء حزبه (العدالة والتنمية) في أقصي جنوب البلاد، وليس من فوق منبر حزبي في العاصمة!! ولأنه تخفي وراء مقولة أن لبلاده قنصلية عامة في القدس، ونسي أن تحويلها إلي سفارة كما يتمني يحتاج إلي خطوات متوازية في مقدمتها أن توافق إسرائيل.. ولأنه تذكر الله سبحانه وتعالي عندما ركز علي “لأن المدنية تحت الإحتلال لا يمكننا الذهاب ببساطة لفتح سفارة فيها، لكن قريباً باذن الله سنفتتح رسميا سفارة هناك.

نقول للرئيس التركي..

لسنا علي خلافف معك حول أن القدس خاضعة للإحتلال والعنصرية، لكننا علي يقين أنك لن تضحي بعلاقتك مع تل أبيب وواشنطن لكي تقدم علي هذه الخطوة غير محسوبة العواقب.

ولسنا علي خلاف مع إستراتيجيتك حول الفكر الصهيوني التوسعي، وأن إسرائيل كدولة استعمارية ليس من حقها إمتلاك القدس، ولكننا نسأل ألست قادرا بدلا من إطلاق هذه الأمنيات الطيبة أن تعلن علي الأقل خفض مستوي تمثيل تركيا إلي درجة قائم بالأعمال؟؟.

يا سيادة الرئيس.. الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية قائم وأنت تتعامل معه.. حكومة الإحتلال العنصرية لك معها علاقات تتنوع بين السياسي والإستخباراتي والاقتصادي والعسكري والمعلوماتي.

يا سيادة الرئيس.. حجاج تركيا إلي إسرائيل هم الأكثر عددا بين المسلمين حول العالم حيث تسهل لهم السلطات المسئولة زيارة القدس قبل عودتهم من رجلة الحج إلي الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية.

وأخيرا.. يا سيادة الرئيس..

نتمني أن تتعامل مع إسرائيل علي أنها دولة إستعمارية عنصرية غاصبة للأراضي العربية، وليست دولة صديقة وحليفة.

للتواصل مع الكاتب: [email protected]


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى