رأي

شَذْرَات- عندما يصبح الهوى هو الإله

بقلم: معن الحسيني

لم أكن أريد التطرق إلى موضوع سارة حجازي واللغط الدائر حوله، غير أنه مازال يكبر ويكبر ككرة الثلج، ولا أرى غرابة في ذلك فنحن في عصر يسود فيه “إعلام العوام”.

لذلك وجدت من الضروري أن أبين هنا بعض المغالطات:

– المثلية الجنسية رذيلة تستحق العقاب في كل الديانات السماوية، وهذا الأمر ليس مقتصراً على الإسلام. فنجد في العهد القديم: “وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا” – سفر اللاويين 20:13.

– الانتحار أيضاً تُحرّمه الأديان السماوية، حتى أن المسيحية لا تترحم على المنتحر. وهذا ما يؤكده  القمص صليب متى ساويرس: “المسيحية تحرم الانتحار وقتل النفس بشكل قاطع، تقوم الحجة على أساس  وصية “لا تقتل” الواردة في ( إنجيل متى 18:19).

ويقول ساويرس لـ”اليوم السابع” “إن الكنيسة لا تصلّي على المنتحر وعلى مر التاريخ في الكنيسة كان الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يحرمون كنسيًا، فالمنتحر مات دون أن يتوب عن جريمة القتل”. انتهى الاقتباس.

– بدل التحدث عن الأثر والأحكام الفقهية، وهل نترحم أو لا نترحم، وهذا مما يطرب الكثير من الناس للنفخ فيه، وتصوير الإسلام بصورة التشريع القاسي الذي ليس فيه رحمة ولا شفقة حتى على الأموات، لنتحدث عن السبب الذي من أجله شُرّع نبذ المثلية الجنسية وتغليظ عقوبتها.

فقد خلق الله الإنسان ليعمر الأرض، ولم يكن ذلك ليكون إلا بالتناسل والتكاثر، وهذا لا خلاف عليه عند ذوي العقول.

وهنا نسأل أصحاب هذه القضية ومن يدافع عنهم: ماذا لو استيقظنا يومًا ووجدنا أن أصحاب هذه القضية قد انتصروا، وأن سكان الكرة الأرضية كلهم أصبحوا مثليين؟

هل لدى المدافعين عن المثلية حل مقنع لتجنب فناء البشرية غير اللجوء لتبني أطفال من أزواج آخرين؟، ومن أين نأتي بهؤلاء الأزواج؟، فلن تجدهم على هذه الأرض إن انتصرت قضيتك!

فإذا علمنا أن قضيتك التي تدافع عنها ستكون سببًا رئيسًا في هلاك البشرية. فهل هذا مبرر كاف لأتبنى موقفًا عدائيًا ضدك أم لا؟ وهل هذا سبب كاف لأدّعي أن قضيتك هذه عدمية لا بد من محاربتها بكل الوسائل؟

وهنا أسأل من يتعاطف: إن أصبحت الأخلاق والقيم وجهة نظر، فهل في الترويج لإفناء الجنس البشري نظر؟، وما الفرق بين من يضع السم لضيوفه أو من يقتلهم بالرصاص إن كانت النتيجة واحدة؟!

أجيبك أن كلاهما واحد، غير أن إخراج الأول وجريمته كانت “كيوت” على طريقة الموت الرحيم.

– لم تأت الشرائع السماوية إلا لخير البشر، لأن من خلقهم أعلم بهم، لكن من يفكر ويتصرف مدفوعًا بآرائه وأهوائه يتوهم مخطئًا أو معتقداً بأن هذه الشرائع لا تصلح له أو للمجتمع الذي يعيش فيه، فتراه ينطلق في متاهة البحث عن قوانين أخرى ترضي أهواءه ومصالحه.

قال تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا).


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى