الراديوطبيبك الخاص

التعقيم النفسي.. روشتة لتجاوز أزمة كورونا دون أمراض نفسية

 أعد الحوار للنشر: أحمد الغـر

عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تأثير وباء كورونا على الصحة النفسية للناس، مشيرة إلى أنها رصدت انتشارًا كبيرًا لأمراض الاضطراب النفسي والعقلي والاكتئاب بسبب الوباء.

كيف يمكننا تجاوز كل هذه الضغوط والمخاوف؟، وكيف نحمي أنفسنا من الأمراض النفسية في هذه الفترة العصيبة؟، وكيف نستعد نفسيًا للتعامل مع الآخرين بعد إنهاء الإغلاق وعودة الحياة الطبيعية؟

أسئلة مهمة طرحناها على الدكتور وجدي عطية، أستاذ الصحة النفسية والسلوك بجامعة جورج واشنطن سابقًا، وهو طبيب مصري أمريكي تخصص في الطب النفسي من جامعة تكساس، ومارس هذا التخصص لمدة 30 عامًا، وله نشاطات مهمة لخدمة الجالية العربية الأمريكية، وقدم لسنوات برنامجًا طبيًا للعرب الأمريكيين في الشبكة العربية الأمريكية.

الخوف من الإصابة
* د. وجدي؛ كيف نستعد نفسيًا لتحمل الضغط الناتج عن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا؟

** الحقيقة لابد من الانشغال النفسي والذهني، بمعنى ألا نسمح للشيطان كي يسيطر علينا، فالخوف عدو غير مرئي وغير ملموس للبشر، فلابد من تعليم أنفسنا عدم الخوف، وذلك من باب أن الوقاية خيرٌ من العلاج.

فأيّ شك لدى الشخص من التواجد في مكان موبوء أو التقارب من شخص مصاب، فلابد فورًا من الابتعاد عنه، فالوقاية الشخصية مهمة للغاية.

لكن في حالة الاضطرار؛ فلابد من التلاقي في الأماكن المفتوحة، مع تحقيق التباعد الاجتماعي، وارتداء القناع، فالمشكلة الأكبر أنه في بعض الأحيان يكون الشخص حاملًا للفيروس، ولكن دون أن تظهر عليه الأعراض.

إذًا لابد من عدم الاستسلام للخوف، لأن الخوف يقلل من وقاية الجهاز المناعي، وهذا يعني أن أيّ ضغط نفسي يقلل من نشاط الجهاز المناعي، الذي يعدّ أهم جزء في أجسامنا، وهو المسؤول عن حمايتنا من أيّ شر، والذي عندما يُنهك.. يبدأ الإنسان في الدخول في وهم بلا أيّ أساس.

لذلك علينا إتباع الإرشادات المعتادة، مثل: غسل اليدين جيدًا، الابتعاد عن الزحام والمصابين والمخالطين، وإذا إلتقينا شخصًا نشك في إصابته، فعلينا أن نتحرى بدقة إصابته من عدمها، وفي حالة تأكدنا من كونه مصابًا فلنبدأ مباشرة في الاتصال بالطبيب لأخذ نصيحته.

مخاطر العزلة والفراغ
** أيضًا من الأمور الخطيرة على صحتنا؛ العزلة، والفراغ الذهني، والفراغ الجسدي (أقصد بها هنا عدم ممارسة التمارين الرياضية)، فالعزلة عدو للمخ، فمن هنا يبدأ الوسواس القهري.

لذلك لابد أن يكون الشخص مشغولًا ذهنيًا وبدنيًا، على سبيل المثال: نحن كمسلمين يمكننا أن نقرأ القرآن، ولو كان الشخص لا يقرأ القرآن يمكنه أن يُغنّي، أو يتكلم بصوت عالي، أو يحضر محاضرات، أو يجلس مع أسرته ويخلق نوعًا من الحديث والمناقشات.

بمعني أن نجعل العقل دائمًا مشغولًا بأمور أخرى، لأننا لو تركنا عقلنا للفراغ، فسيكون فريسة للوسواس القهري، والذي له مخاطر كبيرة، لذلك من المهم جدًا الآن في فترة العزل في المنازل، أن نكون مشغولي الذهن والبدن.

وسواس التعقيم
* يسود لدينا شعور دائم بضرورة غسل اليدين كل فترة، فنجد أنفسنا قد دخلنا في وسواس آخر، وهو وسواس التعقيم، فكيف نتخلص من وسواس التعقيم؟

** للأسف فإن الوسواس أشبه ما يكون بالشيطان، حيث يكون هناك استحواذ (obsession)، وبالتالي علينا الرجوع للحل المثالي، وهو أن نكون دائمًا مشغولين، سواء في مساعدة الأسرة والأولاد والجيران، أو مشغولين في المناقشات، بشرط تقبل الرأي الآخر وبدون خلافات، لأن المناقشات الصدامية تقودنا إلى مشكلات أخرى.

الشيطان في حالات خوفنا لا يتركنا، وبالتالي فعلينا أن نشغل مخنا بشكل دائم، حتى لا نعطي فرصة للوسواس القهري بأن يتمكن من عقولنا.

العزلة والانتحار
* العزل المنزلي يهدد الصحة النفسية لأبنائنا من المراهقين والصغار، وشاهدنا عدة حالات انتحار في أمريكا؛ فكيف نحمي أبناءنا من خطر التفكير في الانتحار؟

** يبدأ الانتحار بالعزلة، فالعزلة تدفع الشخص للتفكير فيما يحدث حوله، وتبعده عن الجانب الإيجابي في حياته، فهى تجعل الحياة في عين الشخص سوداء على الدوام، وتجعل الشخص ينسى كل الـ quality assets (أو جوانب العظمة) في حياته، فينسى مجهوده وتعبه ونجاحاته.

من الأمور التي يجب إدراكها جيدًا، أن الشخص قدوة لأبناءه، لذلك علينا أن نضع في عقولنا أنه إذا انتحرنا، فإن أبناءنا سيقلدوننا.

وأيضا في لحظات العزلة ومن خلال المقارنة مع الآخرين، يكون تركيزنا دائمًا على الفشل فقط، وننسى مجهودنا وتعبنا، خاصة لو تحدثنا عن كوننا مهاجرين هنا في أمريكا، حيث نبدأ في عقد مقارنات بين حالنا هنا، ولو بقينا في بلادنا، بالرغم من أننا بالفعل قد حققنا نجاحات وأشياء رائعة هنا.

ولا يجب أن ننسى أنه في بلادنا قد تعودنا على مساعدة الآخرين لنا، فالنشأة في بدايتها كان فيها نوع من السهولة، وكانت لنا مبادئ ثابتة وأخلاقيات معينة في بلادنا، أتذكر منها، أنه في يوم الجمعة كانت صلاة الجمعة والتجمع على وجبة الغداء بعد صلاة الجمعة من أساسيات هذا اليوم.

وقد لا نرى هذه الأمور الآن، بسبب طبيعة حياتنا هنا. وأنصح وأذكّر الأب والأم بأنهما هما قدوة الأسرة، ومهما كانت مشاكلنا، فعليهما الالتزام بالابتسامة الجميلة، والصوت الهادئ، وشكر الله دائمًا.

حماية الأبناء
* ماذا عن حماية الأبناء المراهقين من التفكير السلبي في مشكلات الحياة في ظل هذا الوباء؟، خاصة أن هذا الفيروس سوف يقضي علي حياتنا وسيجعلنا جيلًا محطمًا؟

** الأبناء يتعلمون من الوالدين، فنحن القدوة لهم، ولذلك فغن عدم وجود مشكلات بين الأب والأم، وإظهار مدى حب وتضحية الوالدين للأبناء، تعدّ من الأمور الهامة جدًا، لذا يجب توعية الأبناء بشأن ما يحدث حولهم، وبناء الثقة في نفوسهم، ومتابعتهم دراسيًا باستمرار، وبناء جسر جيد من التواصل بين جميع أفراد العائلة.

ويجب أن نعيّ جيدًا أن أولادنا سيصبحون أولياء أمورنا في يوم من الأيام، فما سنزرعه ونبنيه سوف نحصده ونجمعه في النهاية، لذا يجب أن نكون قريبين من أولادنا طوال الوقت.

أتذكّر أنه قديمًا كان هناك مجلس للعائلة مرة أسبوعيًا، وكنت دائمًا أبدأ هذا الاجتماع بالاستماع إلى نصائح من الأبناء حول بعض المشكلات والصعوبات، كي أعطيهم ثقة في أنفسهم، ويعتمدون على أنفسهم.

ويجب علينا بدورنا، أن نعطي نصائحنا لأبنائنا، لأنهم إذا لم يحصلوا على النصائح منا، فمن أين سيحصلون عليها؟، من أصدقائهم الذين يتعاطون الكحول أو الماريجوانا أو غيرها؟!، ربما!.

ويجب عدم مواجهة أخطاء الأبناء بالشدة والقسوة والضرب، وإنما بالنصح برفق. وأذكّر مرة أخرى بأهمية التجمع العائلي حول مائدة الطعام، لأنه ينمّي الكثير من السلوكيات الإيجابية التطبيقية في نفوس الأبناء، ويزيد من التقارب بين جميع الأفراد.

نصائح للمتعافين
* في أعقاب شفاء البعض من فيروس كورونا، قد يعاني الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من سوء الحالة النفسية والخوف من الإصابة مرة أخرى، فبماذا تنصح الأهل والشخص المتعافي من الإصابة؟

** كورونا مرض جديد، مثله مثل أي فيروس جاءنا قبل ذلك، وأعراضه المستمرة غالبًا هى التعب والإرهاق والخمول وعدم التركيز، أهم شئ إذا كان الشخص يعبر عن نفسه وعن أعراضه، فلا يجب أن نتجاهل ذلك، بل يجب أن نستمع للشخص المتعافي، خاصة في فترة النقاهة، فالطبيب المعالج يعطي النصيحة الطبية والدواء، وعندما يكتمل الشفاء يجب التخلص من الهلع، لأن الهلع يسبب الوسواس القهري.

الخوف من التقارب
* كيف نتجاوز حاجز الخوف من التقارب المجتمعي مع أشخاص ربما يحملون الفيروس، وخاصة بعد إعادة فتح الاقتصاد وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية؟

** لابد من إجراء التحليل أو الاختبار للتأكد من أن الموضوع انتهى، وهذه النقطة يحددها الطبيب المعالج حسب الفيروس وتأثيره على الجسم، ويجب أن نلاحظ أن الـ Antibiotics (المضادات الحيوية) تعالج فقط الآثار الجانبية للفيروس، ولكن طريقة العلاج نفسها والأدوية تعود للطبيب المعالج، والطبيب أيضًا هو من يحدد للمريض هل انتهى الفيروس لديه، وهل يمكنه الخروج للمجتمع والشارع أم لا.

مصادر موثوقة
* هناك مشكلة أخرى، وهى مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم ببث بعض الشائعات عن طرق مختلفة للتداوي، مثل الثوم والليمون وغيرها من الأمور غير العلمية، لمقاومة هذا الفيروس، وبالتوازي أصبح هناك عدم ثقة لدى البعض في الجهات الرسمية، فالرئيس ترامب على سبيل المثال يخرج ليتحدث عن علاج الملاريا، ثم نجد لاحقًا أنه غير فعّال لمقاومة الفيروس. فمباذا تنصح المستمع فيما يتعلق بمصدر موثوق به للحصول على المعلومات الصحيحة حول هذا الفيروس؟

** هناك مصدرين؛ أولهما: الطبيب، وهذا مصدر هام جدًا للمعلومة، وثانيهما: الإنترنت، وهناك مواقع طبية موثوقة لأخذ المعلومة منها، وكما قلت سابقًا فإن هذا المرض جديد، ولم يكن معروفًا من قبل، وهناك أبحاث كثيرة ـ خاصة هنا في الولايات المتحدة ـ حول المرض، لكن تظل هناك مشكلة عدم توافر معلومات كثيرة حول هذا المرض.

كورونا والمريض النفسي
* كيف سيؤثر الخوف من الإصابة بمرض “كوفيد-19” على أشخاص مصابين بالفعل بأمراض نفسية؟

** نبدأ بأكثر شئ يقلقنا من المرض النفسي، وهو الانتحار، فالانتحار يبدأ بالعزلة والخوف، وعدم التعبير عن النفس، وقيام المحيطون بالشخص بشكل مستمر بانتقاد الشخص المريض نفسيًا، ومقارنته بالآخرين، والتركيز المستمر على فشله.

كورونا وفقدان العمل
* كيف يتعامل الشخص الذي فقد وظيفته بسبب فيروس كورونا مع الضغط النفسي الناتج عن فقدانه لمصدر الدخل العائلي؟

** “هذه مصيبة!”، لكن أنا لا أريد أن يأخذها الشخص على أنها مصيبة، لسبب واحد فقط، هو أن هذا سيزيد من تعبه أكثر، فكل هذه الأمور مؤقتة، وبمجرد زوال الفيروس ستعود الوظائف وحركة العمل، فهذا الفيروس له وقته وينتهي.

ولا يجب أن نواصل التركيز على أن هذا الفيروس هو السبب فيما حدث لحياتنا، ولا يجب أن نظهر هذا الضيق والنظرة السلبية والانفعال أمام أولادنا.

متابعة الاخبار
* سؤال من مستمعة من ديترويت؛ تقول: مع استمرار سيطرة أخبار عدد الإصابات والوفيات من فيروس كورونا، كيف يمكن لنا أن نتابع أخبار الوباء دون أن نتعرض للتوتر والإكتئاب؟

** في الحقيقة فإن ذلك يعتمد على طبيعة الشخص، خاصة لو كان شخصًا متفائلًا ونظرته للحياة فيها الصح والخطأ، وفيها أن المرض قد يأتي ويذهب، وعلينا أن ندرك جميعًا أنه لا سيطرة لنا على الأمر، وأننا مع الحدث كيفما سيكون، وعلينا أن نتقبل الواقع، ولكن علينا فقط أن نأخذ الأمور دائمًا بنظرة إيجابية.

معاناة زائدة
* هناك أشخاص يعانون من الاكتئاب والقلق، قبل أن يظهر فيروس كورونا، فكيف يمكن لهؤلاء الأشخاص تجنب حدوث تدهور متزايد في صحتهم النفسية؟

** هؤلاء بالطبع لديهم مشكلات نفسية، وبالتالي فإنهم تحت الرعاية الطبية والنفسية، وهم بالفعل لديهم درجة من الوعي بأنفسهم، والجانب النفسي لهم سهل التأثير عليه، لذا ففي حالة وجود أي تطورات في حالتهم فعليهم اللجوء مباشرة للطبيب النفسي المتابع لحالتهم، وعادة ما يتم عمل بعض التعديلات في الأدوية، أو عمل Group therapy (مجموعة علاج جماعي).

وبشكل عام، فإننا كلنا سواسية في مواجهة الـstress، والفارق بيننا هو كيفية التعامل مع الخوف، ومع عدم إدراك ما يمكن حدوثه، أنا شخصيًا أحاول أن أشغل نفسي بقراءة المقالات، أو مشاهدة التلفزيون، أو أبدأ في الغناء بصوت عالي، على أساس أني أقوم بتحويل تركيزي إلى أمور أخرى.

كورونا والأعصاب
* هل تؤثر الإصابة بفيروس كورونا على الجهاز العصبي، أم تؤثر على الصحة النفسية للمتعافي؟

** الجهاز العصبي هو جزء من الصحة النفسية، فالأعصاب جزء من المخ، والمخ هو المتحكم في الصحة العصبية والنفسية، فهما الاثنان مترابطان، وهذا يعتمد على درجة الشخصية، وطريقة التربية، والأفكار، لذا يجب أن نكون واقعيين باستمرار، ولا أقول متفائلين بل واقعيين.

فنحن اليوم نعلم أن فيروس كورونا موجود ومنتشر، فإذا وجدنا أن هناك أعراض مستجدة، فهذا يعني أن هناك أمر ما خطأ، وبمجرد الشعود بأي أمر جديد أو مختلف، يجب عليك مباشرة الاتصال بالطبيب المعالج.

الأطفال والعزل المنزلي
* نحن كأُسَرّ لدينا أطفال بعيدين عن المدرسة لمدة شهرين أو أكثر، كيف يمكننا أن نحافظ على النمو الاجتماعي لأطفالنا وهم بعيدين عن اللعب مع أصدقاءهم، وبعيدين عن المدارس؟

** دور الأسرة مهم هنا للغاية، فالأطفال الآن بعيدين عن أصحابهم، ولكن أفراد الأسرة والأقارب موجودين، وهناك نشاط داخلي في المنزل من قبل الأسرة، وهذه فرصة لكي نتعرف على أطفالنا أكثر، ونعرف كيف يفكرون.

وأنا أتذكر من العادات الجميلة القديمة.. أن الوالد أو أحد أفراد الأسرة كان يجمعنا ويجلس ليحكي لنا قصة أو حكاية. فاليوم به 24 ساعة وأطفال اليوم معظم حياتهم باتت مع أصدقائهم أو أمام التلفزيون والإنترنت، فباتت الأسرة متفككة، ولم تعد الأسرة المغلقة موجودة.

مخاوف ضعاف المناعة
* هناك أشخاص مصابون بخلل في النظام المناعي، مثل مرض Lupus وغيره، ويتطلب علاجهم استخدام أدوية تثبط نظام المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، طبعًا لا يجب أن نلومهم إذا وجدنا مخاوفهم النفسية تزداد من عواقب الإصابة، وذلك نظرًا لضعف المناعة لديهم بسبب الأدوية، فكيف يمكن تهدئة مخاوف هؤلاء الأشخاص؟

** كل شخص يكون متفردًا بذاته، ولا يمكن تعميم النصيحة للجميع، فمريض Lupus يمكن أن نراه سليمًا ظاهريًا، ولكن في الواقع فإنه يتألم من مشكلات العضلات والمفاصل وعدم التركيز، وغيرها من الآلام، وأحيانًا يصيبهم الاكتئاب وكذلك الهلوسة.

ووصيتنا نحن كمخالطين لهم، أن نكون داعمين لهم، وأن نعرف ماذا يحدث لهم، حتى ولو لم نكن أطباء، فنحن بحاجة لمعرفة ما يدور في أذهانهم، لأنه في كثير من الأحيان يكون لديهم أفكار سلبية، وقد تؤدي بهم إلى الانتحار، وعلينا أن نتقبلهم ونشجعهم على الخروج من مخاوفهم، بدون أن نؤثر على صحتهم البدنية أو الذهنية سلبيًا.

فقدان الوظائف
* هناك أبحاث تشير إلى أن فقدان الوظائف بسبب فيروس كورونا تهيئ البعض للإصابة بالتوتر والاكتئاب، مما يدفعهم إلى تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية، فكيف يمكن تفادي الوقوع في هذه المشكلات؟

** أولًا.. ليس كل شخص يفقد وظيفته يلجأ إلى المخدرات والكحوليات، ثانيًا.. المخدرات والكحوليات تجعل الشخص غير قادر على الحركة وغير قادر على التفكير، وبالتالي تجعله معزولًا أكثر، فتصبح كل قدراته البدنية والعقلية معدومة تقريبًا. فالمخدرات تعطي لحظة من الإحساس النفسي الجميل، لكنه إحساس زائف.

فالشخص الذي لا يستطيع الحركة، عندما يتعاطي بعض الكحول، يزداد نشاطه بشكل مفاجئ، لكن هذا ليس بسبب نشاطه أو قوته البدنية، وإنما بسبب خروج جسمه عن السيطرة، ونتيجة للاكتئاب الذي كان يعيش فيه تزيد الأمونيا وتؤثر على طريقة تفكيره، فالكحول يُحدِث التهابات تؤثر على الألياف العصبية، ويؤثر سلبًا على التفكير.

فعلى سبيل المثال؛ قد نجد شخصًا يقول إن القليل من الكحول مفيد؛ فنسأله: ما هى فائدته؟!، هل أنه يعطي بعض الطاقة والإحساس بالنشوة، لكن لو ذهبنا لنرى كيفية امتصاصه، سنجد أنه يُحدِث التهابًا في الغشاء المخاطي للمعدة، والتهابًا في الجدر الخاصة بالأعصاب، وبعيدًا عن كل ذلك فالأديان تحرّمه.

مخاوف التقارب الاجتماعي
* مع اتخاذ معظم الولايات الأمريكية قرارًا بفتح الاقتصاد، كيف يمكن التغلب على المخاوف النفسية من عواقب التقارب الاجتماعي بعد التباعد الاجتماعي؟

** من المعروف أن سبب التباعد الاجتماعي هو وجود فيروس، والفيروسات سهلة الانتقال، فلو كان لدى الشخص أي مخاوف فلا داعي للاستعجال لفعل أي شئ.

ثانيًا.. نحن الآن في الولايات المتحدة، فلو كان هناك خوف من الذهاب إلى محل الحلاقة، فالنظام هو أول من سيقوم بإغلاق محلات الحلاقة، لأن النظام هنا مبنى على حماية الأفراد، فأي إصابة بالكورونا ستنتشر أسرع مما تتخيل.

وطالما أن الشخص يتبع إجراءات الوقاية، ويسير وفقًا للقواعد الاحترازية المعلنة والتي يعلمها الجميع، فهذا يقلل من الإصابة، فهذه الإجراءات يقدمها خبراء وعلماء على درجة كبيرة من العلم والمعرفة بطبيعة الفيروس وسبل الوقاية منه.

ويجب التأكيد هنا على أن الصحة أهم شئ في حياة الإنسان، فهى التي تعطيه المتعة في الحياة، وتجعله يسير في استمرارية صحية جسمانية وذهنية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى