أخبارأخبار العالم العربي

قوات حفتر تخسر آخر معاقلها في الغرب والوفاق تستعيد كامل طرابلس

بعد معارك استمرت أكثر من عام أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، سيطرتها على ترهونة، التي تعتبر المعقل الأخير للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر في غرب البلاد.

وقالت غرفة العمليات العسكرية المشتركة بالمنطقة الغربية، في بيان لها اليوم الجمعة، إنه تم تحرير مدينة ترهونة هذا الصباح من سيطرة قوات حفتر المعروفة باسم “الجيش الوطني الليبي” التي كانت تسيطر على المدينة الإستراتيجية.

وقال المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، محمد قنونو، في بيان، إن “قوات الوفاق دخلت المدينة واستولت عليها من أربعة اتجاهات.

وقال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي بشاغا إنه بمجرد الانتهاء من العمليات العسكرية، سيتم تسليم المدينة إلى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني التي ستعمل مع مجلس ترهونة المحلي لتطبيق القانون وملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة وحماية حياة الناس ومعيشتهم.

معركة طرابلس

وتأتي استعادة حكومة الوفاق لمدينة ترهونة عقب أقل من يوم واحد على استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكنها من إخراج قوات حفتر من جنوب العاصمة، إثر معارك استمرت أكثر من عام.

وأعلنت حكومة السراج، يوم الخميس الماضي، نجاحها في طرد قوات حفتر من طرابلس، لتسيطر على كامل حدود طرابلس لأول مرة منذ العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها قوات شرق ليبيا بزعامة حفتر في أبريل 2019.

رد قوات حفتر

من جهته قال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحافي إن قواته انسحبت من ترهونة لتجنب حصول قتال وتدمير المدينة”

جدير بالذكر أن ترهونة كانت مدينة حاسمة بالنسبة لقوات حفتر، كطريق إمداد وقاعدة إستراتيجية لهجماتها على طرابلس، وتعتبر غرفة العمليات الرئيسية لقوات حفتر وآخر معاقلها في غرب ليبيا.

وأضاف المسماري أن قواته “انسحبت لمنطقة آمنة على مشارف ترهونة، على الرغم من تعرضها للقصف من قبل طائرات مسيرة تركية وميليشيات موالية لأنقرة”.

وكانت قوات المشير حفتر قد بررت انسحابها من العاصمة طرابلس بقولها إنها قامت بإعادة تمركز لقواتها خارج طرابلس في “مبادرة إنسانية”، بعد الموافقة على استئناف الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة.

ووصف “الجيش الوطني الليبي” الانسحاب بأنه “إعادة تموضع” حيث ينوي استئناف المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

دعم تركي للوفاق

وتأتي عملية استيلاء قوات حكومة الوفاق على ترهونة، في إطار الهجوم المضاد الذي قامت به حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ضد قوات حفتر.

وبدأت تركيا في تقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق في وقت سابق من هذا العام في محاولة لوقف تقدم قوات شرق ليبيا “الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر، المدعوم من روسيا والإمارات ومصر.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عملية “عاصفة السلام” مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية مارس الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة “الوطية” الجوية الإستراتيجية (140 كلم جنوب غرب طرابلس).

وسبقت ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غربًا وصولا إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني بالكامل.

واستولت القوات التابعة لحكومة السراج، على مطار طرابلس الدولي، والذي كانت قوات حفتر تسيطر عليه، مساء الأربعاء.

حالة فوضى

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي وقتله في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات “الجيش الوطني الليبي: بقيادة خليفة حفتر، وغربها تحت سيطرة القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بتلقي الدعم من الخارج والاستعانة بمرتزقة في المواجهات المسلحة التي طال أمدها دون حسم لأحدهما أو التوصل لاتفاق سياسي لحل الأزمة في البلد المشتعل منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

واجتذبت الحرب في ليبيا قوى إقليمية وعالمية، إذ تدعم روسيا والإمارات ومصر الجيش الوطني الليبي بينما تقدم تركيا وقطر الدعم لحكومة الوفاق الوطني.

وأثار التدخل الروسي مؤخرًا قلق الولايات المتحدة الأمريكية التي حذرت من أن وصول أسلحة ثقيلة تشمل أسطولا من المقاتلات الروسية، يعني أن هناك تصعيدًا جديدًا قد يؤدي إلى أعنف قتال منذ الإطاحة بمعمر القذافي.

وفي الأسبوع الماضي قالت فرنسا، التي تدعم حفتر إلى حد كبير، إن الصراع ينذر بتكرار السيناريو السوري، حيث تدعم تركيا وروسيا طرفين متناحرين في حرب استنزاف من القصف والضربات الجوية.

ورحبت القوى الخارجية الرئيسية المشاركة في الصراع بقرار استئناف محادثات وقف إطلاق النار وقالت علنا إنها تدعم التوصل لحل سياسي، لكن لم يتضح إن كان باستطاعتهم إقناع الطرفين بالتوصل لتسوية تنهي الصراع المسلح.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين