أخبارأخبار أميركا

أوباما للمحتجين: الاحتجاجات شرعية والتغيير قادم.. تمسكوا بالأمل

توجه الرئيس السابق، باراك أوباما، بالشكر للمتظاهرين في الشوارع في جميع أنحاء أمريكا، مشيدًا بمشاركة الشباب الواسعة في الاحتجاجات والتظاهر السلمي ضد الظلم والعنصرية.

وأكد في خطاب عبر الفيديو، اليوم الأربعاء، أن الاحتجاجات الحالية شرعية وأغلب الشعب الأمريكي يعترف بها، وهو اعتراف لم يسبق له مثيل، مناشدًا عمد المدن الأمريكية بمراجعة سياسات الشرطة مع مختلف فئات المجتمع.

وتابع في الكلمة التي استضافها تحالف My Brother's Keeper Alliance، وهو برنامج تابع لمؤسسة أوباما: هناك ضباط يشاركون المحتجين في نفس الأهداف وهذا يشعرني بالارتياح.

وقام الرئيس السابق بتكريم كل من جورج فلويد وبرونا تايلور وأحمود أربيري، الأمريكيين الأفارقة الذين قتلوا في الأحداث التي تسببت في الاحتجاجات الحالية.

أمل في التغيير

وقال إنه يرى أن الاحتجاجات التي أزعجت البلاد في أعقاب وفاة جورج فلويد فرصة للأمريكيين ليصبحوا على دراية ومعالجة التحديات والمشكلة الهيكلية في المجتمع.

ووجه أوباما، رسالة إلى الشباب الأمريكيين من أصل أفريقي، الذين شاهدوا العنف من أشخاص يفترض أن يقدموا خدماتهم ويحموا الشعب بلا استثناء أو تمييز، قائلًا: “أريدكم أن تعرفوا أنكم مهمين وأن حياتكم وأحلامكم مهمة”.

وتابع: “يجب أن تكون قادرًا على التعلم وارتكاب الأخطاء، وأن تعيش حياة من الفرح دون القلق بشأن ما سيحدث إذا ذهبت إلى المتجر، أو ذهبت للركض، أو كنت تقود سيارتك في الشارع، أو تنظر إلى بعض الطيور في الحديقة”.

وأضاف أوباما “إنهم يقدمون لنا فرصة للعمل سويًا لمعالجة مثل هذه الأمور ولتغيير أمريكا وجعلها ترقى إلى أعلى المثل العليا”.

ودعا أوباما الشباب السود للتمسك بالأمل حتى عندما يشعرون بالغضب، مؤكدًا أنه يشعر بأن التغيير قادم، مؤكدًا أن أمريكا تستحق الأفضل وأن التغيير يتطلب تضافر الجهود.

إصلاحات مطلوبة

وأضاف أن معظم الإصلاحات المطلوبة يجب أن تتم على المستوى المحلي، رؤساء البلديات ‏والمديرين التنفيذيين في المقاطعات هم الذين يحددون ممارسات الشرطة ويقرر محامين المقاطعات والولاية ‏ما إذا كانوا سيحاكمون في حالات سوء سلوك الشرطة.‏

وأضاف أنه يحث كل رئيس بلدية في الولايات المتحدة على مراجعة سياسات استخدام القوة مع مجتمعاتهم ‏والالتزام بالإصلاحات التي يمكنهم إجراؤها.‏

كما يعتقد أن كل مدينة في الولايات المتحدة يجب أن تكون “مجتمع ‏My Brother's Keeper‏” ، بهدف ‏توسيع الفرص للشباب الملونين، لأن البرنامج يمكن أن يحدث فرقًا.‏

تغيرات ملحمية

وقال “إن الأحداث الهامة التي شهدتها أمريكا خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك الاحتجاجات على مقتل فلويد ووباء فيروس كورونا، تمثل نوعًا من “أنواع التغيرات الملحمية في بلادنا التي هي عميقة أكثر من أي شيء رأيته في حياتي”.

وأضاف: “أعرف ما يكفي عن هذا التاريخ لأقول: “هناك شيء مختلف هنا”، في إشارة منه إلى احتجاجات الستينيات.

ولد أوباما في عام 1961، حيث كان في السابعة من عمره عندما اغتيل مارتن لوثر كينج جونيور، وقد شبه الاضطرابات المدنية الأخيرة بما حدث وقتها.

وأوضح أنه عندما “تنظر إلى تلك الاحتجاجات (ستجد) هذا مقطعًا عرضيًا أكثر تمثيلًا لأمريكا في الشوارع، احتجاج سلمي (من الذين) شعروا بالتحرك لفعل شيء ما بسبب الظلم الذي شهدوه. لم يكن هذا موجودًا في الستينيات، هذا نوع من الترتيب الواسع”.

وأشار أوباما أيضًا إلى التأثيرات السيئة على المجتمعات ذات البشرة السمراء وما واجهته من خسارة بسبب وباء كورونا أكثر من غيرهم.

وأضاف أن مثل هذه المشاكل هي نتيجة “الخطيئة الأصلية لمجتمعنا”، والتي تعني الظلم العرقي، لكنه قال إن الأحداث الأخيرة توفر فرصة لأمريكا للعمل معًا من أجل التغيير.

وجه أوباما دعوة إلى الشباب للوقوف والضغط من أجل التغيير، مشيرًا إلى قادة الحقوق المدنية وقادة النقابات ‏والحركات البيئية، ومن بينهم مارتن لوثر كينج، الذين بدأوا العمل من أجل قضيتهم عندما كانوا صغارًا، وقال ‏إنه متفائل بأن هذا البلد سيتحسن.‏

احتجاج تصويتي

وحث أوباما المتظاهرين على معرفة أن النزول إلى الشوارع ليس كافيا، وحثهم على الحضور أيضًا للتصويت في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، حيث الانتخابات الرئاسية.

وقال: “لقد سمعت القليل من الثرثرة.. التصويت مقابل الاحتجاج.. السياسة والمشاركة مقابل العصيان المدني والعمل المباشر.. هذا ليس إما أحدهما أو كلاهما لإحداث تغيير حقيقي، يجب علينا أن نسلط الضوء على مشكلة ونجعل الأشخاص في السلطة غير مرتاحين، ولكن علينا أيضًا ترجمة ذلك إلى حلول وقوانين عملية يمكن تنفيذها”.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها أوباما عن وفاة فلويد أمام الكاميرا، عبر خدمة مؤتمرات الفيديو Zoom. حيث كان قد كتب مؤخرًا تدوينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويتفق قرار أوباما بالتعليق على الأحداث الجارية، مع تعهده السابق في نهاية فترة رئاسته، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي الأخير كرئيس للبلاد: “سأعود للحديث علانية إذا تعرضت القيم في البلاد لخطر، وإذا شاهدت تمييز عنصري وممنهج ضد أي فئة”.

وقال أحد مساعدي أوباما إن الرئيس السابق خطط لمعالجة وفاة فلويد خلال الحدث، راغبًا في التأكيد على أهمية “ضمان أن تصبح هذه اللحظة لحظة للتغيير الحقيقي”، وأن الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد تؤدي إلى سياسات جديدة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين