أرقام صادمة تثير القلق حول العنصرية ضد السود في أمريكا

هاجر العيادي
رغم من أن الدستور الأمريكي يمنع التفرقة بين الناس على أساس اللون أو الجنس أو الدين، إلا أنه على ما يبدو أن بقايا العنصرية لا تزال موجودة في قلوب البعض، وجذورها أعمق من أن تنتزع، رغم جميع قوانين المساواة والحرية واحترام حقوق الإنسان التي تنادي بها أمريكا.
ولم يكن جورج فلويد أول مواطن من أصل أفريقي يتم قتله أثناء توقيفه من قِبل شرطة في الولايات المتحدة. فسِجل القتل على يد قوات الشرطة يزداد ثقلًا مع سقوط ضحايا جدد في كل مناسبة، دون أن يطال العقاب أفراد الشرطة المتورطين في مثل هذه القضايا.
ويوم بعد يوم تتجدد جراح الأمريكيين السود بنيران الشرطة، التي انتهجت سياسة التفرقة في المعاملة بين المواطنين.
في هذا الصدد، نشر موقع متخصص في جمع وتسجيل البيانات المتعلقة بجرائم القتل التي ترتكبها الشرطة بحق المدنيين، أرقامًا صادمة لهذه الجرائم خلال العام الماضي 2019.
وقال موقع “mappingpoliceviolence.org”، إن 1099 شخصًا قتلوا على يد الشرطة في مختلف الولايات.
ووفق الإحصاء، يفوق معدل ضحايا القتل على يد الشرطة من أصحاب البشرة السوداء 3 مرات أكثر مقارنة بالبيض، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه من المرجح أن يكون السود في هذه الحوادث غير مسلحين بواقع 1.3 مرة أكثر من البيض.
كما أضاف أن 99% من حالات القتل التي ارتكبها رجال الشرطة، بين عامي 2013 و2019، لم تسفر عن إدانة أي عنصر بارتكاب جريمة.
وفي سياق متصل، ووفق كتاب “السجل الأسود لأمريكا” تأليف عصام عبد الفتاح، فإن تقارير منظمة مراقبة الشرطة في واشنطن تشير إلى أن المنظمة تستقبل فى اليوم من 8 إلى 10 حالات تعذيب من الشرطة تجاه مواطنين سود سواء كانوا مجرمين أو مشتبه بهم.
كما تفيد هذه التقارير بوجود تمييز عنصري داخل السجون، حيث يصل عدد المسجونين بسبب العرق إلى أكثر من 60% من إجمالي المسجونين، كما أن هناك من يقبع داخل السجون دون تهم أو محاكمة مسبقة.
على صعيد آخر، يتجلى تراث العنصرية من خلال تعرض من هم من أصل أفريقي للعنصرية في مختلف نمط الحياة مثل المدرسة والجامعة، وعند التقدم للوظائف والترقية فى العمل، وعند محاولة استئجار، أو شراء مسكن، وعند الذهاب إلى الطبيب، أو العيادة الصحية وعند محاولة التصويت، وفقًا لاستبيان “التمييز في أمريكا” الذي أجرته مؤسسة الإذاعة الوطنية العامة خلال الفترة من 26 يناير حتى 19 إبريل 2017.
ولكن أبرز مظاهر الاستهداف الممنهج، يتمثل في تعامل الشرطة مع السود، إذ قتلت الشرطة 1147 شخصًا، من بينهم 25% من الأمريكيين من أصل أفريقي، في عام 2017، وفقًا لمسح mappingpoliceviolence خريطة مراقبة العنف الشرطي، الذي أجرته حركة (TheProtesters) “نحن المتظاهرون” المناهضة للعنصرية.
وتم جمع بيانات المسح عبر مصادر FatalEncounters.org وقاعدة بيانات الشرطة للشرطة الأمريكية و KilledbyPolice.net، إضافة إلى إجراء بحث شامل لتحسين جودة البيانات واكتمالها؛ في وسائل الإعلام الاجتماعية، وإعلانات النعي، وقواعد بيانات السجلات الجنائية، وتقارير الشرطة، وفق ما جاء في قاعدة بيانات المسح ذاته.
ومنذ بداية عام 2018 وحتى أكتوبر من نفس العام يقدر موقع statista الدولي المختص في البيانات عدد القتلى من الأمريكيين من أصل أفريقي على يد الشرطة بـ 158 شخصًا من إجمالي 1.056 أمريكيًا متعددي الأجناس قتلتهم الشرطة خلال الفترة من يناير حتى بداية ديسمبر من عام 2018، بحسب بيانات خريطة مراقبة العنف الشرطي.
ويشار إلى أن نسبة السكان من أصل أفريقي تبلغ 12.6% من إجمالي عدد الأمريكيين البالغ عددهم 327.16 مليون نسمة وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء السكاني.
ويرجع الأكاديمي أسانتي سبب استهداف الشرطة لهم إلى النظرة النمطية للسود، والسبب الثاني يتمثل في رفضهم للسلوك العنصري الممارس ضدهم، وهو ما تؤكده بينا بروكينز الناشطة في جمعية تمكين المجتمع (منظمة معنية بالتعليم والتوعية) التي تعرضت للكثير من المضايقات.
يذكر أن أمريكا تشهد لليوم السادس على التوالي تظاهرات حاشدة وأعمال شغب، خاصة في مدينة مينيابولس، وتأتي هذه الاحتجاجات عقب مقتل جورج فلويد، من أصول إفريقية، على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين.