احتجاجات فلويد تمتد لأكثر من 20 مدينة وترامب يهاجم المحتجين

امتدت الاحتجاجات الغاضبة على مقتل المواطن الأسود جورج فلويد إلى أكثر من 20 مدينة أمريكية على الأقل، ووصلت الاحتجاجات حتى أسوار البيت الأبيض مساء أمس، وطالت الهتافات الغاضبة الرئيس دونالد ترامب شخصيًا.
وأشعلت حادثة وفاة فلويد غضب المحتجين في مدن أمريكية كثيرة، ويقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إن هذا الغضب يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء أمريكا بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية.
وكانت قد اندلعت اشتباكات بين المحتجين وأفراد الخدمة السرية في محيط البيت الأبيض، أمسالجمعة، بعد تجمهر عدد منهم أمام مقر الرئيس ترامب احتجاجًا على مقتل فلويد على يد شرطة مينيابوليس.
واستمرت الاشتباكات بين الجانبين لمدة 5 ساعات، بعد أن أزال المحتجون الحواجز الحديدية التي وضعتها الشرطة وبدأوا يدفعون رجال مكافحة الشغب وأفراد الخدمة السرية بقوة، ما أسفر عن انسحاب عدد من رجال الأمن بعد تعرضهم لجروح طفيفة.
وردت الأجهزة الأمنية على المحتجين الغاضبين برش رذاذ الفلفل، مرة على الأقل، وسُمع المحتجون وهم يطلقون هتافات دعم لفلويد وأخرى تُعبر عن عدم رضاهم عن ترامب.
تشكيك في الدوافع
ويبدو أن الاحتجاجات والهتافات خارج البيت الأبيض قد أثارت غضب الرئيس الذي خرج كعادته بتصريحات مثيرة للجدل ضد المحتجين، حيث شكك في دوافعهم ووصفهم بأنهم “مجموعات منظمة”.
وادعى ترامب أن المحتجين الذين تجمهروا في محيط البيت الأبيض “يدارون بطريقة احترافية”، دون أن يقدم دليلًا على ذلك.
وقال ترامب في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: “أولئك الذين يُطلق عليم اسم “محتجين” والذين أديروا بطريقة احترافية لا يرتبطون بذكرى جورج فلويد، لقد تجمهروا هناك من أجل خلق المشاكل”.
These are “Organized Groups” that have nothing to do with George Floyd. Sad!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2020
وأشار ترامب بكيفية استبدال الخدمة السرية العناصر في الخط الأمامي أمام المتظاهرين، مشيرًا إلى أن الحشد من المتظاهرين كان كبيرًا ومنظمًا بشكل مهني، غير أنه لم يستطع أي منهم الاقتراب من سياج البيت الأبيض.
The professionally managed so-called “protesters” at the White House had little to do with the memory of George Floyd. They were just there to cause trouble. The @SecretService handled them easily. Tonight, I understand, is MAGA NIGHT AT THE WHITE HOUSE???
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2020
وتابع: “لو تمكنوا من ذلك، لكانت سترحب بهم هناك الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعبا، ولكان هؤلاء الناس سيصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرف”.
….have been greeted with the most vicious dogs, and most ominous weapons, I have ever seen. That’s when people would have been really badly hurt, at least. Many Secret Service agents just waiting for action. “We put the young ones on the front line, sir, they love it, and….
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2020
إشادة بالخدمة السرية
وأشاد ترامب بتعامل أفراد الخدمة السرية مع الموقف، ونشر ترامب 4 تغريدات متتالية حول الاحتجاجات في محيط البيت الأبيض، شكر فيها أفراد الخدمة السرية على الطريقة التي تعاملوا بها مع المحتجين في حديقة “لافياتي” أمس الجمعة.
وقال في إحدى التغريدات: “قوات الخدمة السرية تعاملت معهم بسهولة، كما أفهم، كانت ليلة جعل أمريكا عظيمة مجددًا في البيت الأبيض”.
وذكر أن عناصر الخدمة السرية (المعنية بحماية كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية) أدوا “عملا جيدا”، قائلا إنهم لم يظهروا مهنيتهم التامة فحسب، بل كانوا “رائعين”.
وتابع: “كنت في الداخل وتابعت كل خطوة، ولم يكن بوسعي أن أشعر بنفسي في أمان أكبر”، مشيرا إلى أن عناصر الأمن سمحوا للمحتجين بالصراح والهتاف قدر ما شاؤوا، لكن كلما تصرف أي من المتظاهرين بطريقة جريئة جرى التعامل معه على وجه السرعة.
Great job last night at the White House by the U.S. @SecretService. They were not only totally professional, but very cool. I was inside, watched every move, and couldn’t have felt more safe. They let the “protesters” scream & rant as much as they wanted, but whenever someone….
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2020
وفي تغريدة أخرى، شن ترامب هجومًا حادًا على عمدة واشنطن، الديمقراطية، موريل باوزر، قائلا إنها تبحث دائمًا عن الأموال والمساعدة، لكنها لم تكن لتسمح لرجال الشرطة بالتدخل بدعوى أن هذا الأمر ليس من وظيفتهم، رغم أن شرطة واشنطن كانت موجودة في مسرح الحادثة إلى جانب عدد من أفراد المؤسسات الأمنية الأخرى.
استمرار الاحتجاجات
يأتي ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه موجة مظاهرات شعبية غاضبة في مختلف المدن الأمريكية، على خلفية مقتل شاب من ذوي البشرة السمراء أثناء توقيفه في مدينة مينيابوليس واستخدام عناصر الشرطة القوة المفرطة ضده.
واستمرت الاحتجاجات على الرغم من إعلان السلطات في مدينة منيابوليس أنها احتجزت الضابط المتسبب في وفاة فلويد ووجهت له تهمة القتل بعد أن ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق فلويد مما تسبب في وفاته.
وبعد يوم من الواقعة، ألقت السلطات القبض على الشرطي ديريك تشوفين بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عامًا) يوم الاثنين الماضي. وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.
ووجه المدعون في مقاطعة هينبين الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا.
وكانت السلطات تأمل أن يؤدي اعتقال الشرطي إلى تهدئة الغضب العام ووقف الاضطرابات المستمرة.