مساعي أمريكية لمنع روسيا من تكرار السيناريو السوري في ليبيا

هاجر العيادي
تبحث أمريكا عن تعزيز دورها في الملف الليبي، وذلك بعد أيام فقط من حديثها عن إرسال روسيا لمقاتلات إلى الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر لمساعدته في حربه ضد حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، وتحذيرها من سعي موسكو إلى قلب الموازين وتكرار السيناريو السوري في ليبيا.
وفي هذا الصدد، كشفت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا أن أمريكا تبحث استخدام أحد ألويتها للمساعدة الأمنية في تونس، وسط مخاوف بشأن نشاط روسي متنامي في ليبيا.
وقالت أفريكوم في بيان “إنه مع استمرار روسيا في تأجيج لهيب الصراع الليبي، فإن القلق يزداد بشأن الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا”، مشيرة إلى أنها “تدرس مع تونس طرقًا جديدة لمواجهة القلق الأمني المشترك، ويشمل ذلك استخدام لواءنا للمساعدة الأمنية”. ولم يوضح البيان ما إذا كانت تونس قد وافقت على تلك المساعدة أم لا.
في المقابل، أوضحت وزارة الدفاع التونسية في بيان صدر عنها، أن الوزير عماد الحزقي بحث في مكالمة هاتفية مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية بأفريقيا، الجنرال ستيفن ج تونسود، التعاون العسكري بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع التونسية إن الولايات المتحدة شريك رئيسي في جهود بناء قدرات الجيش التونسي.
كما أكد الحزقي على أهمية التعاون التونسي الأمربكي خاصة وأن أمريكا تعد شريكًا لتونس، معبّرًا عن أمله في مزيد تطوير هذا التعاون في مناخ من الثقة المتبادلة وذلك دعمًا للقدرات العملياتية للجيش الوطني. كما وجه الحزقي خلال هذه المكالمة دعوة إلى قائد قوة أفريكوم لزيارة تونس.
مخاوف من السيناريو السوري
ولا تخفي واشنطن مخاوفها من موسكو التي باتت لاعبًا رئيسيًا في شرق المتوسطن ويرى مراقبون أن تركيز أمريكا على الوجود الروسي في ليبيا هدفه تحذير الأوروبيين من تكرار ما جرى في سوريا.
وفي هذا السياق، لفت متابعون للوضع إلى أن واشنطن لا تريد أن تترك الساحة خالية لروسيا في ملعب جديد ذي بعد إستراتيجي بعد سوريا، وهو ما يفسر التركيز الإعلامي على وجود مرتزقة روس ودفاعات قادرة على استهداف الطائرات الأمريكية، وربما الأوروبية، إذا نجح الروس في تثبيت وجودهم على الأرض.
يذكر أن الجيش الأمريكي، أعلن الأربعاء الماضي أن عسكريين روس سلموا 14 طائرة ميج 29 وسوخوي-24 إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي، فيما نفى الجيش الوطني وعضو بالبرلمان الروسي ذلك.
وقال جنرال أمريكي إنهم يعتقدون أن تسليم روسيا طائرات حربية إلى ليبيا ربما لن يغير التوازن في ليبيا، لكنه يمكن أن يساعد موسكو في نهاية المطاف في ضمان معقل استراتيجي في شمال أفريقيا.
وبدوره، أضاف البريجادير جنرال جريجوري هادفيلد نائب مدير إدارة المخابرات التابعة للقيادة الأمريكية في أفريقيا إن الطائرات الروسية انطلقت من روسيا ومرت عبر إيران وسوريا قبل وصولها إلى ليبيا.
وقال جريجوري “فيما يتعلق بدعم الجيش الوطني الليبي، الأمر لا يتعلق في الحقيقة بكسب الحرب، وإنما بإقامة معاقل”، مشيرًا إلى أن مخاوف بلاده الرئيسية تكمن في إمكانية استخدام موسكو لمثل هذا الموقع لنشر صواريخ.
وتابع جريجوري “إذا ضمنت موسكو موقعًا دائمًا في ليبيا، والأسوأ، إذا نشرت أنظمة صواريخ طويلة المدى، فسيغير هذا قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا وحلف شمال الأطلسي وكثير من الدول الغربية”.