خلال الأيام القليلة الماضية، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير يزعم أنّ شخصًا إسرائيليًا قد أطلق كلبه، وهو من نوع شرس ومؤذي جدًا، على شخص قالوا أنه فلسطيني، بينما كان يصلّي مع ابنه، وعلّق من ينشرون الفيديو بأن الكلب لم يستطع فعل شئ مع الرجل أو ابنه.

وقد شهدت الساعات الماضية إعادة نشر للفيديو بشكل كبير على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً فيبسوك وتويتر، مع عناوين مختلفة لجذب انتباه الجمهور لمشاهدة الفيديو، وقد وُجِدَ أن هذه المزاعم غير صحيحة، وأن المقطع المصوّر لا علاقة له بإسرائيل أو بشخص إسرائيلي أو فلسطيني، بل هو جزء من فيلم تمثيلي قصير بعنوان “هجوم كلب على رجل وابنه اثناء أداء الفريضة”.

وقد تم نشره على قناة تسمى “ميديا الشارع” في موقع يوتيوب ضمن سلسلة أفلام تمثيلية هادفة، تريد القناة من خلالها توجيه رسالة ذات محتوى عربي هادف، حيث تعرّف القناة نفسها على الموقع بأنّها “قناة تمثيل تهدف الى صنع محتوى هادف للجمهور العربي”.

وقد قامت القناة بنشر الفيديو الأصلي بتاريخ 1 مارس 2020، ومدته الكاملة 5.14 دقيقة، بينما ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، هو الجزء المقتطع بين التوقيتين 3,41 و5,00، وقد حاز الفيديو حتى اليوم على أكثر من 5 ملايين مشاهدة على بعض المنصات.

لكن ليس ببعيد عن هذا الفيديو التمثيلي؛ فإن الواقع الفلسطيني يحمل صورًا أبشع من ذلك، حيث أن استخدام الكلاب الشرسة لا يزال جزءًا من العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي، حيث تستخدم في مهام مختلفة، مثل: ملاحقة الفلسطينيين ، والبحث عنهم، والبحث عن أسلحة، وتكون هذه الكلاب برفقة الجنود عند اقتحام منازل الفلسطينيين، ما يروعهم ويفزعهم.

وقد سبق وأن استخدم جنود الجيش الإسرائيلي كلاب شرسة للاعتداء على مواطنين فلسطينيين في أكثر من حادثة تناولتها الصحافة، لعل أبرزها تعرض أحد الشباب الفلسطينيين لاعتداء دام أكثر من 7 دقائق من كلب بوليسي شرس ومدرب تابع للجيش الإسرائيلي، وأمام أعين الجنود دون أن يحرك أيًا منهم ساكنًا، ولائحة الأمثلة المشابهة تطول.

يُذكر أن هذه الكلاب تحمل رتبًا عسكرية في الجيش الإسرائيلي، شأنها شأن الأفراد، وبالتالي فإن أي إيذاء للكلب سيُعرّض الفلسطيني للمحاكمة أو حتى لإطلاق النار من قبل الجنود، لأنهم يتعاملون مع الكلب وكأنه جندي وقد يحمل الكلب رتبًا أعلى في بعض الأحيان.