واشنطن تشكك في مصداقية إيران بشأن صفقة تبادل السجناء

هاجر العيادي
شككت الولايات المتحدة في نوايا إيران إبرام صفقة تبادل سجناء بعدما أصر مسؤول أمريكي على أن بلاده كانت تستعد لإعادة إيرانيين دفعة واحدة غير أن بلادهم لم تتعاون مع واشنطن.
ودعت الولايات المتحدة طهران إلى إرسال طائرة لإعادة 11 مواطنا إيرانيًا تريد واشنطن ترحيلهم، متهمة إيران بعرقلة عملية عودتهم.
غياب المصداقية
وقال كين كوتشينيلي القائم بعمل نائب وزير الأمن الداخلي الأمربكي في عدد من التغريدات على تويتر وبلهجة ساخرة “لدينا 11 من مواطنيكم، وهم من الأجانب الذين دخلوا بلدنا بصورة غير شرعية، ونحاول إعادتهم إلى بلدكم. فجأة تقولون إنكم تريدون عودتهم، حسنا. لم لا ترسلون طائرة ونعيدهم جميعا مرة واحدة؟”.
كما أضاف كين كوتشينيلي أن واشنطن حاولت على مدى شهور إعادة سيروس أصغري أستاذ العلوم الإيراني. وقد جرت تبرئته في نوفمبر من سرقة أسرار تجارية، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز بالولايات المتحدة وتؤخر طهران عملية عودته.
ولم يلمح كوتشينيلي بأي صورة إلى تبادل السجناء بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 40 عامًا. كما كانت مصادر إيرانية قد قالت إن تبادل السجناء قيد الإعداد في وقت سابق.
من جهة أخرى، علق كوتشينيلي في تغريدات ردًا على وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف “إنه لا يجيد سوى الكلام لعدم اتخاذه إجراءات حقيقية لاستعادة عسكري وآخرين يدعون أنهم مسجونون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة”.
تبادل الاتهامات
وتعتبر مصادر مقربة أن الرد الإيراني على هذا الاستهزاء الأمريكي كان محتشمًا، حيث اقتصر على توجيه اتهامات لواشنطن مطالبا إياها بإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين.
وكتب عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على تويتر “كفوا عن هذا الكلام الهراء! منذ سبتمبر 2018 طرح جواد ظريف مسألة تبادل السجناء على الطاولة، وحث الولايات المتحدة على التصرف بشكل مسؤول بحق الرهائن الإيرانيين هناك وفي مناطق أخرى. رد فعل نظامكم اتسم بالاستهتار وعرض حياتهم للخطر. أطلقوا سراح مواطنينا!”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت سابق إن طهران سبق وأعربت عن استعدادها لتبادل السجناء منذ بعض الوقت وإن الولايات المتحدة لم ترد بعد.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله اليوم “أعلنت في 2018 أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتبادل جميع السجناء الأميركيين في إيران مع جميع الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة أو في دول أخرى تحت ضغط أميركي”.
كما تابع ظريف “هذا ما نقوله منذ ذلك الحين. لم يرد الأميركيون علينا حتى الآن”،داعيا البلدان لإطلاق سراح السجناء في ظل تفشي كوفيد19.
وكان من المتوقع أن ترحل الولايات المتحدة أصغري بمجرد أن يحصل على شهادة طبية تجيز له المغادرة بعد إصابته بكوفيد – 19 قبل نحو أسبوعين.
محادثات لتبادل السجناء
وتجري منذ فترة محادثات لتبادل السجناء بين الدولتين وفق ما تحدثت عنه وسائل إعلام أمريكيةقائلةإن إيران والولايات المتحدة تجريان مفاوضات لتبادل سجناء، وذلك رغم تزايد حدة التوترات بينهما.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نقلت عن مسؤول إيراني رفيع المستوى ومتحدث باسم أحد قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية إن المفاوضات بين البلدين تدور حول تبادل الإفراج عن المحارب الأمريكي الذي تحتجزه السلطات الإيرانية وبين طبيب إيراني أمريكي تحتجزه الولايات المتحدة.
ووصفت الصحيفة المفاوضات بين الجانبين بأنها “استثنائية بالنظر إلى التوترات المتزايدة والتهديدات المتبادلة باستخدام القوة العسكرية” بين الجانبين.
يذكر أن إيران تحتجز ما لا يقل عن 4 أمريكيين، من بينهم 3 على الأقل من أصل إيراني، في حين تحتجز الولايات المتحدة 24 مواطنًا إيرانيًا، وفق مصادر إيرانية.