
هاجر العيادي
للموسم الثالث على التوالي، يحقق برنامج “قلبي اطمأن” نجاحًا كبيرًا وإشادات واسعة من جانب كل من يشاهد حلقاته أو مقاطع فيديو منه على الإنترنت، وسط تعاطف كبير مع الحالات الإنسانية التي يقوم البرنامج بمساعدتها.
وفي هذا الصدد سجل البرنامج، الذي يُبثّ على فضائية أبوظبي، مشاهدات قياسية على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، حيث يبلغ عدد متابعي البرنامج على يوتيوب 2.4 مليون متابعًا.
ولم يخل الأمر من مقارانات عديدة قدمها متابعو البرنامج بينه وبين البرامج الأخرى مثل برامج المقالب والمسلسلات الرمضانية غير الهادفة التي ينفق عليها الملايين خلال الشهر الكريم ولا تقدم إلا التفاهة والاستفزاز المستمر لمشاعر الناس.
البرنامج في أسطر
يُقدم البرنامج الذي يتخذ من عبارة “بسم الله نبدأ سعادة جديدة” مساعدات لـ 30 حالة إنسانية في رمضان من كل عام.
وتم عرض موسمين سابقين منه فيما يتم عرض الموسم الثالث خلال شهر رمضان الجاري، وكان هُناك موسم قصير يُسمى الموسم الإكسترا يتضمن 8 حلقات عُرضت في نوفمبر 2019.
ويَعرض البرنامج حالات اجتماعية واقعية يعمل شاب من الإمارات العربية المتحدة يُسمى “غيث” على التوجه إليها حيث توجد في العديد من الدول العربية والأفريقية لتقديم مساعدات لها.
ومن اليمن شرقًا إلى المغرب العربي غربًا إلى أوغندا والسودان جنوبًا، سافر “غيث” حاملا معه “غيثا” للفقراء الذين أنهكهم المرض وأتعبتهم الحاجة.
ويتعمد مُقدمو البرنامج جعل شخصية غيث مجهولة، وذلك للتركيز في المقام الأول على عمل الخير، وليس على الشخص الذي يقوم بهذه المهمة.
مشاهدات عالية
حظيت الحلقات الخمس الأولى من موسم هذا العم برقم مشاهدات قياسي على موقع يوتيوب، وحصدت الحلقة الأولى 3.9 مليون مشاهدة أما الثانية فشاهدها أكثر من 4.6 مليون مشاهد.
وحظيت الحلقة الثالثة والرابعة بأكثر من 4 ملايين مشاهد لكل منها، كما شاهد الحلقة الخامسة والسادسة أكثر من 3.5 مليون مشاهدة. فيما حققت الحلقة السابعة 1.8 مليون مشاهدة خلال 10 ساعات فقط.
جدل بشأن شخص غيث
وعلى الرغم من أن مقدم البرنامج يحاول قدر الإمكان إخفاء هويته الحقيقية، الا أنه نشطاء تداولوا مؤخرًا صورةً قيل إنها لوجه غيث الحقيقي، وأنها التقطت له أثناء تصوير بعض حلقات البرنامج في الأردن،
في الأثناء، كشف نشطاء الغموض، حول شخص غيث، وحسب معلومات دقيقة من خلال مقارنة الصوت والملامح وأماكن التصوير، فهو إعلامي ومقدم برامج يدعى أحمد اليماحي، الذي كان يقدم برنامجا بنفس فكرة برنامج “قلبي اطمأن” وهو برنامج بعنوان “عونك”.
في المقابل، شكك مُغردون في صحة هذا الأمر، فيما قال آخرون إنه ليس من المهم معرفة الوجه الحقيقي لمقدم البرنامج، مؤكدين أن أفعاله الحقيقية هي المقياس لشخصيته.
الوجه الحقيقي للفقراء
وتصدر هاشتاغ #غيث_الإماراتي و#قلبي_ اطمأن الترند على تويتر.
وفي هذا الصدد، عبر البعض عن مشاعرهم الفياضة تجاه البرنامج والقائمين عليه. وكتب مغرد november- “برنامج “قلبي.. اطمأن” ما خلا فينا دموع! اللي يقابلهم غيث يحسسوك إن الدينا ما توقف على شيء..”
في الأثناء علقت المغردة samiralkadiki@ قائلة:”برنامج “قلبي اطمأن” الذي تقوده الشخصية الإماراتية “غيث” يبين لك الوجه الحقيقي للفقراء والمحتاجين سبحان الله.
وأضافت نفس المغردة:” كأن الله اختار هؤلاء الناس لكي يمتحنهم بالصبر على الابتلاء، وكلهم نجحوا وكانوا أنقياء، كلهم على فقرهم وتردي أحوالهم، كرماء صادقين صابرين”
مازال الخير في الدنيا
وغرد إعلامي كويتي:JaberKF “الناس للناس، والدنيا مازالت بخير” هذي الكلمات التي أسعدت العالم #قلبي_اطمأن غيث الإماراتي هو مثال لكل شباب الإمارات.
وانتقد مغردون من يشككون في أهداف البرنامج، فكتب المغرد aridjgrina :”اللهم أكثر من #غيث_الإماراتي وقلبي_اطمأن، مهما تقولوا أنا عجبني، لأنه البرنامج الوحيد الذي أدخل الفرح لقلوب المسلمين، لا تفسدوا فرحتنا وتعلقنا ببرنامج يثبت أنه مازال هناك خير، ويبين الدين الإسلامي وجماله.
الأفضل مقارنة بتفاهة الآخرين
من جهة أخرى أضاف متفاعل تحت إسم fahadqahtany “الشاب غيث الإماراتي في برنامج #قلبي_اطمأن غطى على كل مشاهير السوشيال ميديا وتفاهتهم، لأنه كفو ومن بلاد ناس كفو رفع شأن الإمارات بعيون الناس، الجميع يتكلمون عنه قلبي_اطمأن”.
على صعيد آخر لم ينس مغردون المقارنة بين برنامج “قلبي اطمأن” وما أسموها “برامج التفاهات”، مشيرين في هذا السياق الى برنامج المقالب للفنان رامز جلال وما على شاكلته.
وكتبت الإعلامية درصاف اللموشي: “مثل هذه البرامج هي ما يجب أن تعرض في رمضان، مقابل ما ينشر من سخافات وقلة أدب وملايين تهدر على برامج أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فمقدموها يعترفون بأنهم مجانين بشكل رسمي!، الخير يجب أن يأخذ نصيبه من النشر، عل وعسى المسؤولين عن القنوات يدركون الفارق بين الغث والسمين”.
رحمة الإنسان بالإنسان
وقال حساب يحمل اسم “كورونا” يحظى بمتابعة واسعة: “في الوقت اللي رامز جلال بيدفع فيه ملايين على برنامج بيجيب فيه ناس مدفوعلها ملايين علشان يتعمل فيهم مقلب، ويعملوا نفسهم متفاجئين، ويشتموا ويسبوا، وإحنا نضحك على سخافتهم، في ناحية تانية فيه شخصية مجهولة، بطل برنامج “قلبى اطمأن”، شاب اسمه غيث، بيمشي يدور على الناس إللي حرفيًا مش لاقية تاكل، اللي مشاكلهم مش سهل حلها، ومحتاجين دعم مادي كبير، وبيحل للناس دي المشكلة من جذورها. أكتر حاجة بتفرحني في البرنامج هذا إنه بعد ما بيقدم الدعم المادي للناس بيقولهم “سامحونا”. عندما تكون هذه رحمة إنسان بإنسان مثله.. فما بالك برحمة الخالق إللي متكفل بكل البشر ومشاكلهم؟”
في النهاية يبقى صاحب هذا البرنامج رمزًا للخير والعطاء، في زمن قل فيه الخير، وكما يقال السر في العطاء لا يكمن في مجرد العطاء فحسب، بل في إحساسك أنك تتحول إلى شخص أفضل.