من جديد عاد الفنان المصري رامز جلال لإثارة الجدل حول برنامج المقالب الذي يقدمه في رمضان من كل عام، والذي جاء هذا العام تحت اسم “رامز مجنون رسمي”.

وفي هذا الإطار واجه البرنامج انتقادات في العديد من الدول العربية، وتم تقديم بلاغات عدة تطالب بوقف عرضه على قنوات مجموعة “MBC” المنتجة للبرنامج.

“تافه رسمي”

من جانبها انتقدت الإعلامية ليلى الحسيني، مدير راديو صوت العرب من أمريكا، البرنامج من خلال منشور نشرته على صفحتها الخاصة بموقع فيسبوك وقالت إن الاسم المناسب للبرنامج هو (رامز تافه رسمي)

وقالت ليلى الحسيني إن “برامج هذه السنة على وجه التحديد كان يجب أن تكون على قدر المسئولية بالنسبة لحجم الكارثة الانسانية التي يمر بها العالم، وذلك في وقت أجبر فيه الناس على المكوث في المنازل امتثالًا لتوصيات الحجر الصحي التي فرضتها معظم دول العالم.

وأضافت: “عجيب أمر استمرار هذا البرنامج على إحدى اكبر الفضائيات العربية لسنوات، على الرغم من كل الانتقادات التي وجهت له منذ انطلاقته”.

وأشارت إلى أن “التمويل الضخم للبرنامج التافه تقديمًا, ومشاركة, وإعدادًا،  كان من الممكن أن يسهم في التخفيف من حدة الأزمة في دول كثيرة تحتاج إلى هذه الأموال”.

واختتمت الحسيني منشورها بقولها: “من المؤسف ألا نرى مقاطعة لهذا البرنامج من جانب كل المشاهدين, كفى استخفافًا بعقول الناس, فما يفعله رامز لا يرقى حتى إلى ما يفعله كومبارس في مسرحية فكاهية”.

بلاغ مرتضى منصور

من جانبه تقدم المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك وعضو مجلس النواب المصري، ببلاغ للنائب العام ضد الفنان رامز جلال مقدم برنامج “رامز مجنون رسمي”، وآخرين، طالب فبه بوقف عرض البرنامج.

وجاء في البلاغ، أن البرنامج يحتوى على أفعال تشكل جرائم جنائية ومخالفات وتجاوزات جسيمة وأعمالًا عنف منافية للأخلاق العامة لدى الشعب المصرى، كما ان البرنامج يسئ إلى الشعب المصرى وإلى الفنانين المصرين.

وأرسل منصور إنذارًا على مُحضر إلى وزير الداخلية ووزيرة الصحة ومدير مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في مصر، مطالبًا بالقبض على رامز جلال بعد اعترافه بأنه مجنون رسمي، ومدمر ويشرع في قتل الناس مع القبض عليه وإيداعه مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

كما أرسل منصور إنذارًا على يد مُحضر لرئيس المجلس الأعلى لشئون الإعلام مطالبًا بوقف عرض البرنامج.

وقال مرتضى منصور خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “على مسئوليتى” بقناة “صدى البلد”، إن برنامج رامز يعانى العدوانية والغرور والإساءة لأصحاب الأمراض النفسية، مضيفًا: “رامز يتلذذ بتعذيب ضيوفه.. وحان الوقت لإيقافه ومصر بتنضف، ورامز جلال متهم بالشروع في القتل واحتجاز ضيوف برنامجه”.

وواصل: “ضيوف رامز المفترض أنهم كِريمة المجتمع المصرى.. ورامز كدا بيبهدل كِريمة المجتمع المصرى، ونقابة الإعلاميين ستتخذ قرارًا بشأن البرنامج، وسيتم خصم 500 ألف جنيه من أي لاعب زملكاوى يسجل ويطلع مع رامز.. وقد بلغت طارق حامد بقرار الخصم”.

وفى رسالته لولى العهد السعودى، قال مرتضى منصور: “يرضيك برنامج يعمل كدا في كِريمة الشعب المصرى.. لا أظن أن ولى العهد السعودى سيقبل بهذا العبث”.

عمل بدون تصريح

فيما أصدرت نقابة الإعلاميين المصريين بيانا عاجلًا، جاء فيه أنه “من منطلق المسئولية الملقاة على عاتق النقابة بشأن ضبط المشهد الإعلامى بما يتناسب مع الذوق العام والأخلاق والعادات المصرية الأصيلة، ونحن فى معية شهر رمضان المعظم، فقد تابعت النقابة عن كثب ما يحدث ببرنامج المقالب لمقدمه رامز جلال، والذى تخطى كل حدود الرسائل الإعلامية الهادفة، والضوابط المهنية، والذوق العام المصرى، ورسخ للعنف وإهدار الحقوق الإنسانية”.

وأضافت: “فبدلا من تكريم الضوابط المهنية والحقوق الإنسانية والعمل على العلو من شأنها، قام المذكور بالاستهزاء والحط من قدرها الإسفاف بها على مسمع ومرأى من المشاهدين، خاصة وأن مقدمه غير حاصل على تصريح بمزاولة أية أنشطة إعلامية”.

وأهابت النقابة بقنوات MBC بمراعاة مشاعر المواطنين وقدسية الشهر الكريم لما يعرض على شاشتها، بإعتبارها من أكبر القنوات فى الوطن العربى، كما تهيب النقابة بضيوف البرنامج بالبعد عن مثل هذه البرامج لما فى ذلك من الحط من شأنهم كونهم نجومًا كلًا فى مجال تخصصه.

ضرر بالأطفال

من جانبها قالت سلمى الغيطانى، رئيس فريق العمل لتطوير مدونة السلوك الإعلامى للأطفال وأسرهم، أن أول مبادئ المدونة هو حماية الأطفال من المحتوى الضار، وتوفير محتوى آمن لهم، مشيرة إلى أن برنامج رامز جلال، ضد كافة بنود المدونة.

وأضافت الغيطانى خلال مداخلة هاتفية فى برنامج “بالورقة والقلم” على قناة “TEN”، أن هذا البرنامج يدفع الشباب والأطفال لتقليد رامز فى طريقة لبسه وشعره وتعامله مع الناس، ويجعله مثلا أعلى يحتذى به.

وناشدت رئيس فريق العمل لتطوير مدونة السلوك الإعلامى للأطفال وأسرهم، المسئولين عن البرنامج بوضع تنبيه أن البرنامج غير لائق للأطفال، وأنه مناسب لأعلى من 18 عاما.

إساءة لمرضى الصحة النفسية

فيما طالبت مستشفى الصحة النفسية بمصر من النائب العام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بفتح تحقيق عاجل والتدخل الفورى لوقف عرض برنامج “رامز مجنون رسمى”.

وقالت المستشفى فى بيان لها، إن البرنامج يسئ للمجتمع المصرى والصحة النفسية له، مطالبة بتشكيل لجنة من المجلس القومى للصحة النفسية لدراسة وقف هذا البرنامج، وسيكون هذا القرار الحكيم من حماة هذا الوطن وعين الشعب والمدافعين عنه مرجع ورادع لنوعية هذه البرامج التى تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للمواطن والمجتمع.

وتابعت: “المجتمع المصرى يمر بظروف صعبة نظرًا لتفشى فيروس كورونا وحالة القلق والخوف والتوتر المسيطرة على معظم شعوب العالم، وقد وجدنا أن “البرنامج يحمل الكثير من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف والتلذذ بالآلام التى يسببها للآخرين”.

وأضافت المستشفي: “اسم البرنامج رامز مجنون رسمى يسئ للمرض النفسى ويزيد من وصمة المرض النفسى والتى تحاول الدولة جاهدة فى ازالة هذه الوصمة.

كما أشارت إلى وجود تهديدات على الصحة النفسية للطفل حيث أن “الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وميل العديد من مقدمى نوعية هذه البرامج إلى بعض الممارسات والتى تعد اعراضا لاضطرابات نفسية مثل التباهى بممارسة نفوذهم وهى النرجسية” .

وأكدت أنه فى حال عدم معرفة الضيوف بطبيعة البرنامج فقد يتعرضون إلى اعراض القلق والتوتر وكذلك نوبات من الخوف والهلع واضطراب ما بعد الصدمة، ولكن فى حالة معرفتهم بطبيعة البرنامج فهذا أمر شديد الخطورة كونه يعمل لتحقيق الربح، وتلك رسالة سلبية شديدة الخطورة لكل أفراد المجتمع، وهى أن الغاية “المكتسبات المالية” تبرر الوسيلة وهذا بالتأكيد لا يمثل الفن والفنان المصرى العظيم.

هجوم برلماني

وفي نفس الإطار شن عدد من أعضاء مجلس النواب المصري هجومًا على برنامج “رامز مجنون رسمى”، واصفين المحتوى الذى يقدمه بالبرنامج بأنه بعيد كل البعد عن الرسالة السامية للإعلام فى نشر القيم والأخلاق، وأنه لا يتناسب مع الشهر الكريم والظروف الحالية، مشددين على ضرورة وقفة ومنع مثل هذه البرامج التى تساهم فى نشر الأفكار العنف فى المجتمع.

وفى هذا الإطار، تقدم النائب محمد خليفة، بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير الدولة للإعلام، بشأن وقف عرض برنامج رامز مجنون رسمى، لما يمثله من ترسيخ للأفكار السلبية والعنف، خاصة الشباب والأطفال.

وأوضح خليفة، أن الهدف من الإعلام نشر الفكر المستنير، ولكن الهدف من برنامج “رامز مجنون رسمى” هو نشر الأفكار السلبية، والعنف وفكرة الاستمتاع بتعذيب الغير، وهذا ليس الهدف من البرامج أو الإعلام بشكل عام، وكان من الأجدر أن يناقش البرنامج أفكار تفيد المجتمع وتصب فى إطار المصلحة العامة.

وطالب عضو مجلس النواب، وقف كافة البرامج التى لا تفيد المجتمع، ولا تقدم أفكار جيدة، ولكنها تعتمد على جذب أكبر نسبة من المشاهدين من أجل زيادة نسبة الإعلانات وبالتالى تحصيل عائد مالى كبير.