الراديو

د . شادي ظاظا : الإنسانية لا تتجزأ ونحن نساعد النازحين في البلاد العربية

استطعنا تحقيق أهدافنا بإطعام مليون صائم

تبرع ب 10 دولار شهريا .. حلم نتمنى تحقيقه في أميركا … والشعب الأميركي شعب خير جدا

أعده للنشر : هارون محمد

تحرير : مجدي فكري – مروة مقبول

استضافت الإعلامية ليلى الحسيني الدكتور شادي ظاظا للاطلاع على جهود منظمة رحمة الاغاثية للتواصل مع السوريين في الداخل و دول الجوار خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وما تم انجازه من مشاريع.

*ينظم إلينا الآن الدكتور شادي ظاظا مؤسس منظمة رحمة الإغاثية التي أطلقت العديد من المشاريع  في شهر الخير وفي شهر رمضان المبارك وطبعا تطلق العديد من المشاريع كل يوم لمساعدة اللاجئين والمحتاجين في أنحاء العالم، تركيزنا اليوم على أهم ما تم إنجازه في شهر رمضان، مرحبا بك دكتور شادي معنا هذا الصباح.

** تحياتي وبارك الله فيكِ وجميع الأخوة المستمعين، وإن شاء الله يومك سعيد ومبارك عليكم وشكرا جزيلا على استضافتكم وعلى جهودكم في تسليط الضوء على معاناة الناس، وإن شاء الله تكونون من المأجورين، وحياكي الله أخت ليلى.

  • كيف تنظرون إلى الوضع الإنساني في فصل أطفال المهاجرين و انتم مؤسسة اغاثية؟

**طبعا الذي يحدث شيئا غير مقبول إنسانيا ومن أي وجهة نظر هذا شيء خالي من القيم الإنسانية البسيطة فمن أبسط حقوق الطفل أن يكون مع أهله وأن يجدالرعاية اللازمة وحتى وإن كانت هناك خطأ قانوني فبنفس الوقت لا يجب أن يكون الطفل مستهدف أو يكون ذريعة من أجل أن يكون هناك إجراء قانوني لمنع حدوث مخالفة أو أي شيء.

*يعني دكتور شادي لا يجب أن نعالج الخطأ بخطأ أكبر.

**طبعا هذا الفعل قد ينتج عنه ردة فعل أكبر ويكون لها عواقب سيئة جدا. فهذا الطفل عندما يبتعد عن أهله كيف ستكون نفسيته في المستقبل وكيف سيستقبل المجتمع و يكون فردا ايجابيا. وهناك عواقب وخيمة يكون لها أثار سيئة جدا على المدى البعيد بسبب هذا الفعل. نحن نتمنى أن يحل هذا الأمر ونوجه النداءات إلى كل المنظمات الإنسانية ومن كل المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان أن يهتموا بهذا الأمر وألا يكون في بلد عظيم مثل أميركا وفي بلد يقدس الإنسان و يحترم إنسانيته ، و هوما جعل الولايات المتحدة الأميركية بلد “الحالمين”.

 

حالات فصل أطفال مشابهة في سوريا والعراق

  • دكتور شادي أنا أسألك لأنكم تمرون بحالات مشابهة كل يوم تقريبا لأطفال تم فصلهم عن أهاليهم وعانوا من الحروب والكوارث والأزمات الإنسانية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن بسبب الفقر والجوع والتشرد، فمنظر هؤلاء الأطفال المحبوسين في الأقفاص مؤسف جدا،وطبعا ظروف الأمهات مشابهة وفقا لروايات بعض الصحفيين، فهم هربوا من الفقر والجوع، ونحن لا نبرر الخطأ الذي حدث و لكن يجب أن يكون هناك حلول للهجرة غير الشرعية.
  • الانسانية لا تتجزأ …والأطفال مستقبل الشعوب

أنتم تتعاملون يوميا مع الآثار النفسية على الأطفال وهم الشريحة الأضعف في كل ما نمر به في حياتنا، فهم من يدفعون الثمن أولا.

**نعم أكيد، فنحن نحاول أن نقدم المساعدة من أجل تخفيف المعاناة ،  فإذا كان هناك وضع يمر على الناس جراء الحروب أو كوارث ، فهذه الطفولة تكون أول الضحايا التي تتأثر في هذه الأحداث. فلذلك مسؤولية المجتمع وعلى المسؤولين أن يعالجوا هذا الموضوع ، لأن الأطفال هم مستقبل وقادة أيامنا ، فهذا المستقبل يجب أن نحميه ليكون مستقبلا نظيفا وصافيا ، لا يعاني من أزمات قد يعاني منها الناس و يكون لها آثار كبيرة في المجتمعات. فهذا الذي أتمناه سواء هنا في أميركا او أي مكان في العالم ، فالإنسانية لا تتجزأ ، ولا يمكن أن أكون إنسان في أميركا وأن أكون إنسان مختلف عندما أنظر إلى الأحداث في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. فالأنسان مقدس وفقا لقول الله تعالى “وَمَنْأَحْيَاهَافَكَأَنَّمَاأَحْيَاالنَّاسَجَمِيعاً”

أتمنى أن لا نشاهد مثل هذه الأمور في زمننا هذا وأن يحل هذا الأمر إن شاء الله، وأيضا نحمل الأمل ونكون دعاة للأمل من أجل الأطفال الذين يعانون في سوريا واليمن والعراق وفي كل الأماكن التي تجري فيها أحداث ونزاعات فلابد أن نحمي الطفولة هي المستقبل .

حملة إطعام مليون صائم

*دكتور شادي تابعت صورا ً عديدة لكم خلال شهر رمضان المبارك رسمتم فيها البسمة على وجوه الأطفال والمحتاجين حتى ولو لوجبة طعام. أنا شاهدت العديد من المطابخ التي أنشأت في العديد من المناطق التي يصعب الوصول لها وتم توثيق ذلك، نود أن نستعرض معكم أهم المشاريع التي تمت خلال شهر رمضان المبارك وخلال عيد الفطر .

**كان هدفنا  في هذه الحملة إطعام مليون صائم، وبفضل الله حققنا هذا الهدف في مطابخ الشمال السوري التي تقدم للناس المهجرين حديثا من الغوطة وفي منطقة أعزاز وفي منطقة معرة النعمان و جسر الشغور كذلك هناك مطابخ ، وكذلك في الجنوب السوري في القنيطرة وريف حمص الشمالية وريف إدلب ، هذه المطابخ خففت معاناة كبيرة على الأهل والأولاد بسبب أن هؤلاء الناس حتى لو قدمتي لهم سلة غذائية فهم لا يملكون المستلزمات الكافية للطبخ فهم لا يملكون الوقود ولا أدوات مطبخ لذلك كان الحل السريع هو تقديم هذه الوجبات الجاهزة.

وجبات للنازحين في العديد من المناطق

*في أي مناطق أنشأت هذه المطابخ ووزعت، فأنا شاهدت العديد من الصور وتوزيع وجبات الطعام على الصائمين وهل وزعت في الداخل السوري أم أيضا هناك مطابخ أنشأت على الحدود؟

**تركيزي الأكبر كان على منطقة الشوام ، بسبب وجود أعداد كبيرة جدا من النازحين وخصوصا المهجرين من أهل الغوطة الذين وصلوا حديثا إلى الشمال الذي يبلغ عددهم أكثر من 400ألف إنسان وصلوا إلى مناطق فيها بالأساس أناس نازحين أيضا منذ سنة أو سنتين فمنطقة أعزاز في ريف حلب الشمالي ومنطقة معرة النعمان ومنطقة جسر الشغور، هذه فيها أكبر المطابخ التي غطت أكبر عدد من النازحين أيضا في شمال لبنان في منطقة طرابلس في المخيمات المنسية في شمال لبنان وكان يقدم هناك 20 وجبة يوميا وفي الأردن أيضا قدمنا في بعض دور الأيتام في منطقة شرق عمان وهذه دور الأيتام أيضا تعاني من نقص شديد في الدعم فأنشأنا لهم مطبخ ونقدم لهم وفي الجنوب السوري في القنيطرة.هذه السنة لم يكن لنا مطبخ في درعا بسبب الظروف ولكن قدمنا لهم وجبات وسلال غذائية شهرية.

هدايا وألعاب للأطفال

*أيضا بعد شهر رمضان تم توزيع الهدايا على الأطفال وشاهدت قفزة أحد الأطفال وكيف أخذت اللعبة وهربت ربما خائفة من أن يأخذها أحد منها بعد أن أعطيت هذه اللعبة فهذا شيء بسيط جدا وأدخلتم الفرح على قلب هذه الطفلة ولا تغرب هذه الصورة عن ذهني وأنا أرى هذه الطفلة تركض هاربة بلعبتها، فكم هذا الموضوع بسيط ولكن نحن ربما لا نشعر به بأن الأطفال هم أطفال سواء في أميركا سواء في أي بلد في العالم وفي أي كارثة تحدث فطفولتهم وبرأتهم تحتاجنا وبلمسات صغيرة نستطيع أن ندخل السعادة.

حملة اسمها ” هدية عيد – 15 دولار”

**أطلقنا حملة اسمها ” هدية عيد – 15 دولار” وهي عبارة عن صندوق نقدم فيه حذاء و ملابس جديدة ولعبة للأطفال.  إضافة إلى هذه الحملة، قمنا بإعداد حفلات للأطفال في العيد و تقديم هدايا وأنشطة مميزة.

ولا يمكن أن أصف لك الفرحة عندما دعونا هؤلاء الأطفال والفريق العامل لنا والشباب السوري وفي اليمن وفي لبنان والأردن ، فكانت فرحة الأطفال وكأن الإنسانية قد ولدت من جديد لهم ، وبأشياء بسيطة جدا أحيت نفوسهم من جديد.

مجرد هدية قد يصل ثمنها إلى دولارين أو ثلاثة دولارات أسعدت هؤلاء الأطفال الذين كانوا يأخذوها ويركضوا ، فكان هذا الشيء ملفت للنظر.

و كان هناك دائما هذا التساؤل ” لماذا يأخذ هؤلاء الأطفال الألعاب ويركضون “. أنا صورت إحدى الصور التي وصلتني ووضعتها على الفيس بوك أن الطفلة أخذت اللعبة ثم ركضت وكتبت لماذا تركض؟. كأنها تقول دعوني أخبئ هذا الشيء الجميل في مكان حتى لا يتأثر بهذا العالم المظلم المليء بالحرب والدمار.

كانت مشاهد الأطفال وردود فعلهم شيئا مؤثرا  جدا  لنا . وأنا أقول للجميع من خلال المنبر الإعلامي الموجود هنا في أميركا ، ” إننا نستطيع أن نحي الطفولة  ” .

دولارات قليلة من أجل إسعاد الأطفال في سوريا واليمن والعراق

ونحن بفضل الله استطعنا أن نقدم ألف وجبة في مدينة المكلا للنازحين القادمين من الشمال والمدن الشمالية وطبعا نفس الفعاليات التي أجريناها في سوريا أجريناها في اليمن ونفس المشاريع التي تعنى بالطفولة وكذلك الحفلات والهدايا للأطفال وأيضا نحن نجهز موضوع التعليم في اليمن فأنا أقول لو كل إنسان يستطيع أن يتكفل طفل بعشرة دولارات أو 15 دولار  وهذا قد يكون له أثر كبير جدا في حياة الناس هناك، 10 دولارات أو 15 دولار هذا المبلغ ننفقه أحيانا ولا نعطي له بالا ولكنه قد يصنع مستقبل طفل هناك في سوريا أو في اليمن.

حملة في أميركا للتبرع بشكل دائم … كيف نحققها ؟

*دكتور شادي طبعا أنا سأركز على مشاريع صغيرة نقوم بها معا ونلقي الضوء في الأشهر القادمة عليها خاصة أننا مقبلين على عيد الأضحى،  ونحن أيضا مقبلين على افتتاح المدارس والشتاء قادم

نحن مقبلون على المدارس و احتياجات اللوازم المدرسية ، هناك أعداد كبيرة في الداخل السوري و في لبنان و الأردن واليمن.

الأزمة طالت، نعم طالت دكتور شادي، لكن كما أشرت إن كنا نستطيع أن نساعد 10 أطفال فلنساعدهم وإن كنا نستطيع أن نساعد 50 طفل فلنساعدهم ونحن لا نطلب ولا نقول أننا سنحل الأزمة كما أشير دائما إلى مستمعينا لكن نحاول أن نتواصل مع هؤلاء الأطفال من أجل أن نقوم بواجبنا الأخلاقي كما نقوم هنا الآن في واجبنا الأخلاقي في أميركا وفي أي بلد في العالم هناك محتاجين وهناك فقر وجوع

ونتمنى لو كانت لنا القدرة لأن نتواصل مع كل هؤلاء ونتمنى أن يكون هناك تكاتف مجتمعي وأن يقوم الناس بالتبرع بمبالغ بسيطة بشكل منتظم لطالما دكتور شادي كان هو حلم لي كما هو حلم الإذاعة والله أشاركك، وأتمنى أن يكون هناك حلم وأن يكون هناك تجمع لمنظمات إغاثية من أجل مشروع على مستوى الولايات المتحدة الأميركية 10 دولارات شهريا توضع في مصلحة مشاريع تنموية ومشاريع للأطفال ، فهل هذا ممكن دكتور شادي، هل ممكن أن نطلق حملة على مستوى أميركا من أجل هذا الموضوع، كيف لنا وأنت لك الآن خبرة كبيرة بهذا المجال وأن تعطينا الخطوط الرئيسية وكيف يمكن أن نقوم بذلك؟

**في الحقيقة عندما تكون هناك نية من الناس للمساعدة هناك أساليب كثيرة جدا وهناك أمور ميسرة في توصيل هذه الرسالة وتفاعل الناس هو مفتاح الوصول إلى الهدف وهذه الحملة لو أطلقوا فيها وتفاعل معها الناس وشاركوها وبلغوا من حولهم وكانوا هم من يرسلوا هذه الرسالة وهم رأوا آثار التبرع ووجدوا كيف أن هذه المساعدة ترسم البسمة على وجه الطفل، أخت ليلى نحن اليوم الإنسان يزيد في إنسانيته بالأثر الذي يؤثره، فالإنسان إن لم يكن له أثر في هذه الدنيا فما معنى الإنسانية بالنسبة له؟!، وطبعا هناك أشياء كثيرة يمكن أن نعملها لكن اليوم الناس يشعرون أنه لا يوجد أمل.

 الشعب الأميركي شعب خيّر جدا

*دكتور شادي أود أن أشاركك معلومة هامة جدا وتقرير هام صدر أن الولايات المتحدة الأميركية هي من أكثر الدول تجاوبا مع حملات التبرعات ليس على مستوى العرب والمسلمين الموجودين في الولايات المتحدة الأميركية فنسبة العرب والمسلمين هي واحد أو اثنين من المتبرعين لكن الشعب الأميركي شعب خير جدا وشعب معطاء ويعطي من أجل الإنسانية وأنا أود أن أفصح عن هذه المعلومة وتقرير مهم جدا أتطلعت عليه أنه أكثر التبرعات في العالم أجمع أتت من الولايات المتحدة الأميركية ؟

**طبعا نحن نلمس هذا بشكل كبير في عالمنا في أميركا عندما الناس تشعر أن هناك قناة نظيفة وموثوقة تجد أن الشعب الأميركي يتفاعل بشكل كبير وستجدي الكثير من الأشخاص من أصول أميركية يتفاعلوا مع الصفحة أكثر من العرب بكثير فأنا أقول أن هذا الشعب فيه خير كثير ويشارك في الأعمال الإنسانية والإغاثية بشكل كبيرة ولكنه لا يعرف كيف يعطي الجهة الموثوقة أو كيف يختار الجهة الموثوقة التي ممكن أن توثق هذه المشاريع فنحن إذا عالجنا هذا الموضوع وطمناهم ووثقوا بمصدر ينفذ لهم المشاريع ويأخذ منهم التبرعات نكون قد حققنا شيء كبير في هذا البلد وأنا أقول هناك أشياء كثيرة ممكن أن نفعلها لكن هم الأساس الذين يحملون هذه الرسالة الذين يتحدثون اللغة العربية ويفهمون المعاناة وإن استطاعوا ترجمتها وإيصالها للشعب الأميركي ستكون لدينا فرصة كبيرة لتحقيق ومساعدة أكبر عدد ممكن من الناس في سوريا واليمن وغيرها من المناطق.

مؤسسة رحمة تستحق الثقة والتقدير

*هناك نقطة هامة أنهي بها البرنامج قبل أن ننقص من عمل هذا الشخص أو ذاك يجب أن نتطلع أولا على عمله وعلى توثيقة لهذا العمل فمن السهل أن نقول هذه المنظمة أوالمؤسسة لا تعمل وهذا الرجل لا يعمل لكن أن نعمل وأن نرى على الأرض كيف يعملون هذا هو واجبنا قبل أن نطلق الأحكام بأحقية هذه المؤسسة أو عدم أحقيتها وأن ندعمها وأن نساعدها وطبعا أنا أدعم مؤسسة رحمة الإغاثية لما رأيته من تجاوب للحالات الرائعة والتي تجاوبتم معها والتي قمتم بمساعدة المحتاجين في العديد من البلدان، أشكرك دكتور شادي لطرق هذه المواضيع الإنسانية والتي نود أن يكون فيها تكافل مجتمعي من بلدنا الحبيب أميركا ومن جاليتنا الحبيبة، شكرا لك دكتور شادي.

**بارك الله فيكِ، وشكرا لك أخت ليلى.

لمتابعة اللقاء عبر اليوتيوب :

 

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى