الراديو

جدل صوم رمضان في ظل انتشار كورونا.. حوار مهم مع د. شادي ظاظا

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية خبرًا منسوبًا لدار الإفتاء المصرية تجيز فيه عدم وجوب صيام شهر رمضان هذا العام، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ورغم أن دار الإفتاء المصرية نفت إصدارها هذه الفتوى إلا أن تداولها أدى إلى حدوث بلبلة كبيرة فرضت نفسها على برامج التلفزة، وجدل كبير على حلقات التواصل الاجتماعي.

فيما أكدت لجنة البحوث الفقهية التابعة للأزهر الشريف أنه لا يوجد دليل علمي – حتى الآن – على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا المستجد، وقالت إنه بناء على ذلك تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه من وجوب الصوم على كافة المسلمين، باستثناء من رُخِّصَ لهم في الإفطار شرعًا من أصحاب الأعذار.

لمناقشة هذا الموضوع استضاف راديو صوت العرب من أمريكا، “د. شادي ظاظا”، مؤسس منظمة رحمة في كل العالم، ومدير فرع الجامعة الاسلامية في ديترويت.

لا دلائل علمية
بدأ “د. ظاظا” الحلقة بالقول إن هناك فتاوى من مجمعات فقهية ولجان شرعية معتمدة حول العالم، قامت باستشارة عدد كبير من الأطباء المتخصصين، وكان الرأي أنه إلى الآن لا يوجد دليل علمي قاطع بأن الصيام نافع أو ضار فيما يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا، فلا توجد أي دراسة أو بحث أثبتوا نفع أو ضرر الصيام في الوقاية من هذا الفيروس.

وفي نفس الوقت، لا يوجد دليل علمي بأن رطوبة الحلق مؤثرة على الوقاية من الفيروس، لأن بعض الناس يزعمون أن جفاف الحلق يؤدي إلى سهولة دخول الفيروس إلى الجسم، وهذا غير صحيح وغير مثبت علميًا، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك بحوث كثيرة تثبت أن الصيام ـ وليس بالضرورة فقط عند المسلمين، فالصيام له أشكال مختلفة وفي ديانات عدة ـ يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان.

وهناك بحث أُجرى في جامعة شيكاغو، وأثبت أن الصيام لـ 3 أيام، له تأثير كبير على تقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان، ولذلك فإن أي فتوى يجب أن تكون صادرة من جهة موثوقة في العالم، فحتى الأزهر الشريف اجتمعت لجانه، ووجدوا أنه لا يوجد تعارض بين الصوم وفيروس كورونا المستجد، لذا تبقى أحكام الشريعة الإسلامية بوجوب الصوم، إلى أن يثبت خلاف ذلك.

فتاوى مغلوطة
بخصوص ظهور الشائعات والفتاوى المغلوطة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؛ قال “د. ظاظا”: “يقول رب العالمين في كتابه (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فهذا هو الأساس، فأي إنسان يريد أن يعرف شيئًا، فعليه أن يعرفه من مصدر موثوق ومعتمد، فانتشار الشائعات سببه أن كل الناس يتناولون الموضوع بدون علم أو دراية”.

وذكّرَ “د. ظاظا” على ما حدث في بداية انتشار كورونا، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الوصفات الغذائية والطبية التي قيل إنها مفيدة في الوقاية من الفيروس، وذلك بجهل وبدون أساس علمي، ونفس الأمر نراه الآن في موضوع العبادات، لذا يجب عدم أخذ الفتوى إلا من أهل العلم والفقه والاختصاص. ولا يجب الأخذ بالفتاوى الفردية، فيجب التحري والرجوع إلى مصدر موثوق للفتوى.. فنحن هنا على سبيل المثال في أمريكا، مصدرنا هو مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، وبه لجنة دائمة للإفتاء.

الفرائض قائمة
وأكد “د. ظاظا” أن ما توصلت إلى اللجنة الدائمة للإفتاء في أمريكا هو أنه لا يوجد دليل علمي على أن الصوم يفيد المصاب بفيروس كورونا أو يضرّه، وأن كل حالة يجب أن تُشخّص بعينها، فيما يتعلق أصحاب الأعذار، سواء أصحاب الأمراض المزمنة أو حتى المصابين بفيروس كورونا.

وأكدت اللجنة على أن الشخص السليم، الذي يتمتع بصحة جيدة، يجب عليه أن يصوم رمضان، والخوف من كورونا لا يبيح له إفطار رمضان، ويبقى الإفطار رخصة فقط للحالات الفردية التي قد تتضرر صحيًا بسبب الصوم، وتكون لهم توصية من الطبيب بضرورة الإفطار.

وفيما يخص تعطيل صلاة الجماعة؛ أوضح “د. ظاظا” أن الهدف من ذلك هو تقليل اختلاط واجتماع الناس لمنع انتشار العدوى، لكن الصلاة لم تعطل، فالصلاة يجب تأديتها، حتى ولو كان الإنسان مريضًا، فالحديث عن تعطيل الفرائض أمر خطير جدًا، ومن يقوم بتداول ذلك الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي سيكون عليه وزر كبير، فالأمر جد خطير وعلى الجميع أن يحتاطوا ويأخذوا حذرهم.

وباء الجهل
قبل الختام؛ أكد “د. ظاظا” أن الوباء الحقيقي هو نشر الجهل والشائعات، مختتمًا حديثه لراديو صوت العرب من أمريكا بأن يحلّ السلام في العالم، خاصةً وأن شهر أبريل يحمل العديد من الأعياد والمناسبات الدينية لكل الطوائف والديانات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى