“سي إن إن” تعرض قائمة أكاذيب ترامب حول وباء كورونا

أحمد الطلياني
نشرت شبكة “سي إن إن” التليفزيونية تحليلًا لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، وقالت إنه حاول إظهار نفسه في صورة “القائد الحكيم”، الذي يرفض نصائح من يصور فيروس كورونا على أنه مجرد إنفلونزا موسمية. وأضافت أن ترامب لم يذكر أنه كان يقول نفس الشئ قبل ذلك.
وكان ترامب يتحدث في المؤتمر عن وضع خطة من 30 يومًا من أجل إبطاء انتشار فيروس كورونا، الذي أصاب 189 ألف أمريكي وقتل نحو 4 آلاف حتى مساء أمس.
ادعاءات كاذبة
واعتبرت الشبكة أن تصريحات ترامب خلال المؤتمر تضمنت كالمعتاد “وابلًا من الادعاءات الكاذبة”، مشيرة إلى أن الرئيس حاول محو أخطائه وجهوده التي أشارت إلى أن فيروس كورونا لم يكن أزمة.
وتابعت الشبكة أن ترامب تحدث صراحة عن التوقعات التي تشير إلى احتمال موت ما بين 100 ألف و240 ألف أمريكي، حتى مع إتباع السكان الإجراءات والإرشادات الاتحادية الرامية للحد من انتشاره.
وأضافت أن الرئيس ادعى أن عدد الوفيات كان يمكن أن يصل لأكثر من مليوني أمريكي، لولا اتخاذه سلسلة من الإجراءات الجدية أكثر من اقتراحات مجموعة “الأذكياء” التي صورت الفيروس على أنه مجرد إنفلونزا موسمية.
وقال ترامب: “فكّر فيما سيحدث لو لم نفعل شيئًا. كان لدي العديد من الأصدقاء من رجال أعمال وأناس يتمتعون بالحسم العظيم، قالوا لي تجاهل الأزمة ولا تعرها اهتمامًا”، وذكر أن “هؤلاء قالوا إن كورونا مثل الإنفلونزا”.
تناقض
ولكن “سي إن إن” أظهرت التناقض في تصريحات ترامب قائلة إنه الرئيس نفسه أخبر الأمريكيين مرارًا في يناير وفبراير الماضيين أن الفيروس المستجد شبيه بالإنفلونزا.
وعلى سبيل المثال، قال ترامب في مؤتمر صحفي في 26 فبراير الماضي، معلقًا على كورونا: “هذه إنفلونزا. هذا يشبه الإنفلونزا”، مضيفًا: “الآن، نحن نتعامل مع كورونا وكأنه إنفلونزا، ولدينا لقاحات للإنفلونزا”.
وأشارت الشبكة إلى أنه في الأسبوع الثاني من شهر مارس كان ترامب مؤيدًا لمواجهة الفيروس، ولكن بدون اتخاذ تدابير جذرية لمعالجته.
واستدلت الشبكة على ذلك بتغريدة نشرها ترامب في 9 مارس قال فيها: “توفى 37 ألف أمريكي العام الماضي بسبب الإنفلونزا الشائعة، ويتراوح متوسطها بين 27 ألف و70 ألف وفاة في السنة، لم يتم غلق شيء، الحياة والاقتصاد مستمران، في هذه اللحظة، هناك 546 حالة، مؤكدة من فيروس كورونا، مع 22 حالة وفاة، فكروا بالأمر!”.
إدارة بطيئة
ورد ترامب خلال مؤتمر الثلاثاء على سؤال حول الفترة التي كان يقلل فيها من الفيروس، قائلًا إنه خلال تلك الفترة “لم يكن الناس يعرفون الكثير عن ذلك، حتى الخبراء”.
وأوضحت الشبكة أن إدارة ترامب كانت بطيئة في اتخاذ إجراءات مبكرة يقول الخبراء إنها كانت ستُحدث فارقًا حقيقيًا في احتواء الفيروس قبل أن ينتشر على الصعيد الوطني، مثل نشر كمية كبيرة من معدات الفحص.
وتحققت الشبكة من التصريحات التي وصفتها بأنها “إدعاءات” أطلقها الرئيس خلال المؤتمر الصحفي، وركزت على 3 نقاط رئيسية، هي: علاج الملاريا، وقيود السفر، ومدى قوة عدوى كورونا.
علاج الملاريا
وحول علاج الملاريا، قالت الشبكة إن ترامب وصف الأدوية المستخدمة ضد مرض الملاريا باعتبارها علاجًا محتملًا لفيروس كورونا، مشيدا بالأمان الذي تتصف به، رغم عدم وجود دراسات علمية خول هذه المسألة.
وأوضحت “سي إن إن” أن ترامب كان على حق بأن علاج الملاريا كان متاحًا لبعض الوقت، ولكنه كان على خطأ عندما افترض أن الدواء آمن لمرضى فيروس كورونا، إذ يقول مسئولو الصحة العامة إن الاختبارات لا تزال مطلوبة، كما أن التجارب لم تنته بعد.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعطت إدارة الغذاء والدواء إذنًا طارئًا للأطباء لاستخدام أدوية الملاريا في المستشفيات لمجموعة محدودة من مرضى كورونا.
وكان بعض الأطباء يستخدمون عقاقير الملاريا بالفعل لعلاج مرضى كورونا. وأكدت الشبكة إنه لا توجد بيانات علمية تثبت أن هذه الأدوية آمنة لمرضى الفيروس التاجي، ولا يوجد دليل لدعم تأكيد ترامب بأنه من المعروف بالفعل أن مرضى كورونا لن يموتوا بسبب تلقي علاج الملاريا.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن أطباء قولهم إن العلاج قد يؤدي إلى آثار جانبية يمكن أن تكون خطيرة، خاصة للمصابين بكورونا، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب.
قيود السفر
أما بشأن قيود السفر، فقد قال ترامب إن الولايات المتحدة أوقفت في منتصف مارس كل الرحلات الجوية مع أوروبا من أجل احتواء فيروس كورونا، وادعى لاحقًا أنه منع حركة الطيران مع إيطاليا قبل القيود على كل الرحلات الأوروبية.
وقالت الشبكة، في الحقيقة، إن ترامب لم يصدر أي أوامر بمنع السفر قبل قرار منع الرحلات مع أوروبا، كما أن قيود السفر التي أعلنها الرئيس في 11 مارس الماضي لم تطبق على كل دول القارة، إذ كانت هناك استثناءات عدة.
وكانت الخارجية الأمريكية أصدرت في فبراير الماضي نصائح بشأن السفر إلى الدول الأوروبية، و”ليس منعًا”، ولمناطق محددة في إيطاليا بسبب تفشي كورونا بها.
ولكن أصدرت إدارة ترامب نصيحة “إعادة النظر في السفر إلى كل أنحاء إيطاليا”، ولم تصدر منعًا للسفر إلى هناك، أو إلى إسبانيا، قبل فرض القيود على الرحلات الجوية مع أوروبا بشكل عام.
وينطبق القرار على 26 دولة أوروبية في منطقة “شنجن”، التي يتنقل الأفراد داخلها بحرية، في حين أعفيت المملكة المتحدة من الحظر، إلى جانب دول أخرى مثل قبرص وبلغاريا وأيرلندا وكرواتيا ورومانيا وأوكرانيا وصربيا وأرمينيا والجبل الأسود وروسيا وبيلا روسيا.
لكن أمر منع الرحلات لم ينطبق على المواطنين الأمريكيين العائدين من أوروبا، وكذلك المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة وأفراد عائلاتهم.
قوة عدوى كورونا
وأخيرًا استعرضت الشبكة كذب ترامب بشأن مدى قوة عدوى كورونا، إذ قال ترامب : “الشيء الوحيد الذي لم يكن يعرفه أحد هو كم كان فيروس كورونا معديًا”.
لكن “سي إن إن” قالت إنه من المضلل القول إنه لا أحد كان على علم بمدى قوة عدوى كورونا، لأنه في أواخر يناير الماضي وفي فبراير كان الباحثون وخبراء الصحة العامة يحذرون من احتمال أن يكون كورونا معديًا للغاية.
وفي 23 يناير الماضي، أبدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، قلقها إزاء شح المعلومات والبيانات القادمة من الصين، خاصة فيما يتعلق بمدى قوة عدوى الفيروس.
وحذر وزير الصحة الصيني بعدها بـ3 أيام من أن المصابين يمكن أن ينشروا الفيروس قبل ظهور الأعراض عليهم، مما يجعل احتواء الفيروس أكثر صعوبة.
ونقلت “سي إن إن ” عن مستشار مخضرم لوكالة الصحة الأمريكية قوله إن هذه المعلومات كانت ستغير قواعد اللعبة.
وفي 28 يناير الماضي، قال المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة توم فريدن، في مقابة مع وكالة “بلومبرج” الإخبارية، إنه “من الواضح أن كورونا وباء خطير”، مشيرًا إلى أنه معدٍ أكثر من فيروس سارس.
وقد تم الإبلاغ عن أول انتقال للفيروس من شخص إلى آخر في الولايات المتحدة في 30 يناير الماضي.
https://edition.cnn.com/2020/03/31/politics/fact-check-trump-coronavirus-march-31/index.html