راهن على خسائر كورونا.. فارتفعت ثروته إلى 2.6 مليار دولار

بينما يعاني العالم من المأساة الإنسانية الراهنة نتيجة وباء كورونا المستجد، والذي تسبب بشكل مباشر في حدوث أزمة اقتصادية تحاول كل حكومات العالم مواجهتها بصعوبة، إلا أن هناك من استطاع أن يستغل هذه الحالة في تحقيق المصالح والأرباح.
إنه المستثمر الأمريكي “بيل أكمان”، الرئيس التنفيذي لشركة “Pershing Square Capital Management” الاستثمارية المتخصصة في إدارة صناديق التحوط.
فقد نجح “أكمان” في استغلال الأوضاع الراهنة، وما وصلت إليه حالة الأسواق من انهيار شبه تام، ومحاولة الحكومات إنقاذ الأسواق بشتى السبل، ليعمل “أكمان” على رفع القيمة السوقية لشركته وتحويلها من فئة الملايين إلى فئة المليارات.
فقيمة الشركة قبل شهرين فقط كانت لا تتجاوز 27 مليون دولار، إلا أن “أكمان” قفز بها إلى 2.6 مليار دولار، ويكمن السر ببساطة في أن الرجل راهن على خسائر الأسواق بسبب كورونا، بل وعمد إلى ترسيخ الإحساس لدى المستثمرين بتفاقم هذه الخسائر، وهو ما جرى بالفعل.
صحة توقعات “أكمان” رفعت قيمة سهم “Pershing Square Capital Management” على مدى الشهر الجاري منذ مطلعه وحتى نهاية تعاملات الخميس الماضي بنسبة 7.9%، في الوقت الذي كانت تتراجع فيه أسهم كبريات الشركات.
بالنسبة لـ”أكمان” فإن نجاحه في تحقيق هذه الأرباح الهائلة يعود إلى استخدام الحماية الائتمانية المتاحة للسندات ذات العائدات المرتفعة، وبينما تراجعت كافة الأسواق، أدى ذلك إلى انحدار قيمة السندات إلى مستوى بالغ التدني جعلها في متناول أيدي شركته، فاشترت الكثير منها دون خوف من خطر الخسارة على الإطلاق.
وقد ظل “أكمان” دائم الظهور في برامج اقتصادية تبثها شبكات تليفزيونية مرموقة، محذرًا باستمرار من فوضى في الأسواق الأمريكية، كما روج للفكرة نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وردًا على اتهامات بأنه كان يروج للخوف وساهم عن عمد في خسائر الأسواق، قال “أكمان” ببساطة: “كنت واثقًا أن الرئيس سيفعل الصواب”، في إشارة إلى خطة المحفزات المالية الضخمة التي تناهز قيمتها الإجمالية تريليوني دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي.
فعقب تلك الخطة، باع “أكمان” السندات التي اشتراها منذ شهر واحد فقط، مستغلًا انتعاش أسواق السندات، بعد أن استشعر المستثمرون قدرًا من الطمأنينة على خلفية إعلان المحفزات.
واستغل أكمان الأرباح التي جنتها شركته في تعزيز استثماراتها في عدد من الشركات المرموقة، ومن أهمهها “هيلتون”، و”لويز”، وكذلك شركة “بركشاير هاثاوي” المملوكة للملياردير الأمريكي “وارين بافيت”.