الراديوطبيبك الخاص

“كورونا”.. إجابات مهمة عن أبرز التساؤلات حول الفيروس القاتل

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

انتشر فيروس كورونا المستجد في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتجاوز عدد الإصابات به أكثر من 100 ألف حالة، فيما تجاوز عدد حالات الوفاة 3 آلاف حالة.

الفيروس القاتل أصاب الكثيرين بحالة من القلق والفزع، خوفًا من إصابتهم به، وفي المعلومات المتضاربة زادت حيرة الناس وطُرِحَت العديد من الأسئلة عن المرض وأعراضه وكيفية التعامل معه.

راديو صوت العرب من أمريكا استضاف “د. زاهر سحلول”، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية المركزة، ليحدثنا حول خطورة تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، والأفكار والمعلومات المغلوطة بشأن الوباء الذي بات يقلق العالم، وطرق الوقاية منه.

يُذكر أن “د. سحلول” مؤسس ورئيس منظمة (MedGlobal) الطبية الخيرية الدولية، التي تقدم الرعاية الصحية مجانًا للاجئين والمرضى في المناطق المنكوبة والدول قليلة الموارد، كما شارك في الحملات الطبية لأكثر من 14 دولة بما في ذلك سوريا واليمن وبنجلاديش والعراق ولبنان وغيرها من البلدان.

وهو حاصل على جائزة المواطن المثالي في ولاية شيكاغو عام 2016م، وجائزة “Heroes Of Us” من الصليب الأحمر الأمريكي في عام 2017م، وغيرها من الجوائز والتكريمات.

جائحة “كورونا”
بدأ “د. سحلول” حديثه عن جائحة “كورونا”، خاصةً بعد أن جاء الفيروس إلى أمريكا، وإعلان كاليفورنيا حالة الطوارئ، عقب الإعلان عن أول وفاة بسبب الفيروس المستجد، فقال: “الخطر موجود، خاصة بعد تزايد عدد الوفيات والإصابات بشكل كبير، خاصة وأن المرض يصيب كل الأعمار، ومسببًا الوفاة لبعض الحالات، ولاسيما المتقدمين في السن وأصحاب الأمراض”.

في الولايات المتحدة؛ تقريبًا هناك 160 حالة إصابة في 15 ولاية، منهم حوالي 12 حالة وفاة، كاليفورنيا أعلنت حالة الطوارئ بعد إصابة أكثر من 50 حالة فيها، وأكد “د. سحلول” على ضرورة التعامل بشكل جدي مع الأمر، لأن إلى الآن لا يوجد علاج للفيروس المستجد، والمتاح الآن أمام الناس هى الوقاية.

واستعرض “د. سحلول” كيفية انتشار الفيروس منذ ظهوره في “ووهان” الصينية، قبل أن ينتقل إلى إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية وغيرها من دول العالم، حيث تزايدات الإصابات والوفيات لتصبح بالآلاف.

نظرية المؤامرة
فيما يخص حديث البعض عن نظرية المؤامرة والشائعات حول أن الولايات المتحدة هى التي تقف وراء هذا المرض، كي تصيب به الصين وتكبدها الخسائر؛ عقّبَ “د. سحلول” بالقول: “إن الأمراض الجديدة ليست جديدة كليًا، ففي كل عام هناك عدة أمراض تنتشر بالعالم، سببها يرجع إلى تداخل الناس مع الحيوانات، وخاصة في الصين، حيث ظهرت أمراض مثل أنفلونزا الخنازير وسارس ومؤخرًا كورونا المستجد”.

وأضاف “د. سحلول” أن الأمر يرجع إلى وجود أسواق في الصين للحيوانات باختلاف أنواعها، وهذه الأسواق تكون مكتظة بالناس، وهذه الحيوانات تكون مصابة بأنواع معينة من الفيروسات، التي تنتقل إلى البشر بدورها، ونظرًا لعدم وجود مناعة للبشر تجاه هذه الفيروسات، وهنا تكمن خطورتها.

وتابع أن “فيروس كورونا المستجد أو كما يسمى “كوفيد-19″ هو من نفس عائلة الفيروسات المسببة للرشح العادي، وبالمناسبة فإن إيبولا والإيدز وسارس جميعها كانت جائحات انتقلت من الحيوانات إلى البشر، فهى ليس مؤامرات، وإنما بسبب التغيرات الجوية واختلاط البشر بالحيوانات البرية، تظهر مثل هذه الأمراض”.

الأسئلة الأكثر شيوعًا
في إطار الحلقة.. طرحت الإعلامية “ليلى الحسيني” عدة أسئلة شائعة حول الفيروس المستجد؛ منها: هل كورونا أخطر من الأنفلونزا؟، هل يقتل كبار السن فقط؟، هل نضع الأقنعة الواقية (الكمامات) أم أنها غير مفيدة؟

في معرض إجابته على الأسئلة؛ قال “د. سحلول” إن نسبة وفيات الأنفلونزا هى 0.1%، أي أن كل 1000 شخص يُصابون بها، فإن واحدًا منهم يتوفى، وعادة ما تحدث الوفاة للمتقدمين في السن أو لديهم أمراض تقلل من مناعة الجسم لمقاومة المرض، في حين أن نسبة الوفيات في كورونا أعلى من نسبة وفيات الأنفلونزا، فمن كل 100 شخص يصابون به، هناك من 3 إلى 4 أشخاص تحدث لهم الوفاة.

لكنه في نفس الوقت أقل من معدلات الوفيات في سارس وإيبولا، وبحسب الوفيات التي حدثت حول العالم بـ “كورونا” المستجد، فإن جزءًا كبيرًا منها حدثت لكبار السن، لكن هناك عدد من الوفيات كانت لصغار السن والشباب، وغالبًا الأمر عائد لقدرة الجسم على المقاومة، وهى ضعيفة عند كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.

بخصوص الأقنعة الواقية؛ قال “د. سحلول” أن المريض إذا أصيب يجب عليه أن يضع كمامة حتى لا ينشر الرذاذ للأشخاص الأخرين، أما بالنسبة للأطباء والممرضات ممن يعالجون المرض فيجب عليه ارتداء كمامات من نوع N95، وهى كمامات خاصة بخلاف الأنواع العادية المنتشرة، وهى أكثر فعالية في الوقاية، وتابع: “لذلك برأيي.. لا داعي للكمامة العادية إذا كان الشخص ليس مريضًا”.

لا شئ مثبت حتى الآن فيما يخص انتقال المرض عن طريق البراز أو المراحيض العامة، لكن المؤكد أن لمس المراحيض أو مقابض الأبواب أو الحوائط في الأماكن العامة، وكان عليها رذاذ من شخص مصاب، فإن هذا قد يسهل الإصابة بالمرض؛ لذا بشكل عام فإن لمش أي شئ ملوث بالفيروس قد يؤدي إلى الإصابة به.

أعراض المرض وطرق انتقاله
وعن أعراض المرض وكيفية انتقاله بين البشر؛ يقول “د. سحلول” أن أعراض كورونا تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل الحمى والسعال، لكن بالإضافة لذلك يكون هناك تعب شديد، وضيق في التنفس، ويتطور الأمر إلى إلتهاب في الرئتين، والمؤسف أنه إلى الآن لا يوجد مضاد حيوي فعّال للقضاء على الفيروس، لذا نستمر في المعالجة الدائمة المتمثلة في إعطاء الأكسجين وتخفيف الألم والحمى.

وفيما يخص سبل انتقاله؛ فإنه ينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ، ومن المؤسف أن انتقال الفيروس سريع للغاية مقارنة بالفيروسات الأخرى، فكل شخص مُصاب به يمكن أن ينقل العدوى لـ 3 أشخاص تقريبًا.

الوقاية هى الحل
نصح “د. سحلول” المستمعين بضرورة الوقاية لكونها الحل الوحيد الآن، خاصةً وأن الفيروس إلى الآن بدون علاج فعّال، وبيّن عددًا من النصائح، كان أهمها عدم مخالطة الأشخاص العائدين من البلدان التي ينتشر فيها الفيروس بكثافة، خاصة الصين وإيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا، وتجنب السفر لتلك الدول، والاهتمام بسبل النظافة الشخصية الأخرى مثل غسل اليدين باستمرار، وتجنب لمس الأشياء في الأماكن العامة.

وقال “د. سحلول” بخصوص سرعة انتشار المرض وتطوره: “لاحظنا أن الأعداد المصابة في الصين بدأت تقل، لكن بعد اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية الشديدة، مثل تعطيل المدارس والجمعات وبعض الشركات، وإلغاء أي تجمعات أو ازدحامات، وهذه التدابير قد اتخذتها إيطاليا وإيران لاحقًا، وهى تأتي بنتائج إيجابية في تقليل الإصابة بالمرض”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى