“مصائب قوم عند قوم فوائد”، ما قاله المتنبي ينطبق تمامًا على تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، الذي بالرغم من تسببه في وفاة مئات الأشخاص والحصيلة مرشحة للزيادة، إلا أنه ساهم في إنقاذ بعض الحيوانات الأكثر تعرضًا للانقراض في العالم.

ففي أعقاب تفشي الفيروس؛ أعلنت الصين عن فرض حظر تام على الإتجار بآكل النمل الحرشفي أو استهلاكه بأي شكل، فهذا النوع من الثدييات قد اعتبره الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة مهددًا بالانقراض، لكن بالرغم من ذلك فإنه يعدّ طعامًا تقليديًا في أنحاء الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا.

يُذكر أن ثمة دراسة سابقة قد ربطت بين حيوانات آكل النمل الحرشفي وتفشي كورونا المستجد وانتقاله إلى البشر، خاصةً في بؤرة تفشي الفيروس في ووهان، حينها فرضت السلطات الصينية حظرًا على أكل هذا الحيوان، إضافة إلى قائمة أخرى من الحيوانات البرية.

وتشير بعض التقارير إلى أن هذا الحظر سيساهم في إنقاذ آكل النمل الحرشفي من الانقراض، إضافة إلى عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، لكن سيتحقق ذلك فقط إذا استمر الحظر لفترة طويلة.

وقد صرح “جيف هيه”، مدير الصندوق الدولي لرعاية الحيوانات، “نشيد بهذا الحظر، ونرى أن الحكومة الصينية مصممة على تغيير تقليد عمره آلاف السنين، هذا الحظر خطوة مهمة للحفاظ على الحياة البرية في الصين”.

جديرٌ بالذكر؛ فإن الصين كانت قد اتخذت تدابير مماثلة عقب تفشي فيروس سارس في أوائل عام 2000، لكن تجارة الحيوانات البرية بما فيها الخفافيش والثعابين واستهلاكها، قد عادت مرة أخرى وبقوة.