أميركا بالعربيمنوعات

دراسة: الوحدة أخطر العوامل تأثيرًا على صحة الأمريكيين

ترجمة: مروة مقبول

لا يخفى على أحد أن حب الأصدقاء هو غذاء للروح، لكن كتابًا جديدًا يؤكد أنه أيضًا علاج للجسد. تقول الصحفية ليديا دينورث في كتابها (الصداقة: التطور والبيولوجيا والقوة الاستثنائية للعلاقات الأساسية في الحياة) إن هناك العديد من الأدلة العلمية التي تؤكد أن هناك عوامل تؤثر على صحة الانسان بشكل أكبر مما نتصور منها علاقته بالآخرين ولاسيما الصداقات.

وأوضحت أن الصداقة “لا تدعم حالتنا النفسية أو دوافعنا وعملية اتخاذنا للقرارات، بل أيضًا لها تأثير على وظيفة وتكوين أعضائنا وخلايانا”.

وتقول الدراسة إن المواطن الأمريكي لديه حوالي أربعة من الأصدقاء المقربين، والغالبية العظمى منا لديهم ما بين صديقين اثنين إلى ستة، بينما يتمتع 5% فقط ممن شملتهم الدراسة بأكثر من ثمانية أصدقاء،

في حين أثبتت الدراسة أن 5% ليس لديهم أصدقاء مقربون. وتُعرّف الصحفية الأصدقاء “المقربين” بأنهم “أولئك الذين لا يمكنك تخيل الحياة بدونهم” بما في ذلك الأقارب و الأزواج .

وكتبت الصحفية دينورث، المتخصصة في المقالات العلمية، أن 20% من المجتمع يعاني من الوحدة والآثار الصحية المصاحبة لذلك. وتؤكد أن أكثر الأفراد عرضة لأخطار الوحدة هم أولئك الذين يتطلعون إلى انشاء علاقات مع الآخرين ليتمتعوا بصحبتهم ولكن لا يتمكنون من ذلك.

ووفقًا لدراسة تم اجرائها عام 1988، تعتبر “الوحدة” من أخطر العوامل الرئسيسة على صحة الانسان. فهي تكلف التأمين الصحي الأمريكي ما لا يقل عن 7 مليار دولار سنويًا لعلاج الأمراض المتصلة بها. كما أدرجت مخاطر الوحدة على الصحة بما يعادل مخاطر السمنة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة البدنية.

وأكدت دراسة أُجريت على 308 ألف شخص في الولايات المتحدة عام 2010 أن هؤلاء الذين لديهم علاقات اجتماعية قوية يعيشون 50% أطول من غيرهم.  وتشير دراسات أخرى إلى أن هناك العديد من العوامل الصحية المرتبطة بالوحدة مثل الاكتئاب ، انخفاض جودة النوم ، ارتفاع ضغط الدم وزيادة العدوانية والإجهاد. وتوضح أن العلاقات القوية تحمي الانسان من أمراض الشيخوخة المبكرة والزهايمر.

كما تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة  يرتفع لديهم معدل الالتهابات في الجسم ، فهي تعمل بمثابة ” السماد الذي يغذي كل مرض يصيبنا”، كما أكدت الصحفية دينورث.

شبكات إجتماعية معقدة

ويحذر الكتاب من أنه ليس كل العلاقات الاجتماعية تكون صحية، فحوالي نصف شبكتنا الاجتماعية تكون ايجابية، والنصف الآخر يتكون من علاقات سلبية بحتة وعلاقات غيرمتكافئة تقع في منطقة بين الصداقة والعداوة.

وعن تأثيرهذه العلاقات غير الصحية، والتي لا يرتبط تأثيرها السلبي فقط بسبب الأشخاص الأعزاء على قلوبنا وإنما أيضًا الزملاء والجيران وغيرهم، فتقول الصحفية دينورث إنها تتفاوت بين ارتفاع مستوى الالتهاب في الجسم ، الاصابة بالشيخوخة ، ارتفاع ضغط الدم  وانسداد الشرايين.

وتؤكد دراسة قام بها باحثون في جامعة بريغهام يونغ، أن حوالي 50 % من المتزوجين (وفي بعض الدراسات تصل إلى 77 %) يصفون علاقتهم بشركائهم على أنها “متوترة”.

الحياة الافتراضية “صحية”!

من المثير للدهشة أن دينورث تؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي هي في الواقع من أنسب الأماكن لتكوين ودعم الصداقات ، خاصة بالنسبة لكبار السن.  وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (Pew) للأبحاث لمجموعات وسائل التواصل الاجتماعي أن تلك المنصات تمكنت من تكوين علاقات أقوى في جميع المجالات وأن الأشخاص حصلوا على المزيد من الدعم الاجتماعي وتلقي المشورة والصحبة والمساعدة عند المرض من أشخاص لا يعرفونهم في الواقع.

ولكن يؤكد الكتاب أن هناك استثناءات، فمن المرجح أن يعاني المراهقون ، وخاصة الفتيات ، من انخفاض في معدل الرضا عن الحياة كلما ازداد الوقت الذي يقضونه أمام وسائل التواصل الاجتماعي.

وفقًا للكتاب ، يستغرق الأمر ما بين 40 إلى 60 ساعة لتكوين صداقة عادية وأكثر من 200 ساعة ليصبح لديك “أفضل صديق” على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهرت إحدى الدراسات أن أسعد الناس في نهاية حياتهم هم من استطاعوا استبدال زملائهم في العمل بعد التقاعد بأصدقاء جدد يتشاركون معهم الأنشطة..

للاطلاع على الرابط الأصلي:

https://nypost.com/2020/02/08/the-number-of-friends-you-have-could-determine-how-long-you-live/

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين