هل تنجح الصين في محاربة فيروس كورونا بالذكاء الاصطناعي؟

بعدما سجلت الصين 723 حالة وفاة حتى الآن بفيروس كورونا، إلى جانب 34 ألفا و598 حالة إصابة أصبح الكشف المبكر عن الأشخاص المصابين تحديا كبيرا لذا طوّرت شركات تكنولوجيا صينية عدّة تطبيقات وحزمة أساليب لاحتواء الفيروس الجديد.
حيث طورت شركات صينية مجموعة واسعة من الخدمات للمساعدة في جهود احتواء الفيروس، بدءا من تحضير عمليات إيصال المواد الطبية عبر الطائرات المسيرة وصولا إلى تحديد مواقع انتشاره من ووهان.
وأيضا تلجأ بكين لعدة أنظمة تساعد الناس على التأكد من مسألة إن كانوا استقلوا ذات الطائرة أو القطار الذي كان على متنه مرضى إصاباتهم مؤكدة، بالاستناد إلى قوائم نشرت على وسائل الإعلام الرسمية.
ووفقا لصحيفة “جلوبال تايمز”الرسمية، نشرت السلطات في جوانزو رجالاً آليين لتوبيخ المارة الذين لا يرتدون أقنعة واقية.
وقالت لجنة حي مسؤولة عن مجمّع شقق يضم نحو 2400 عائلة في بكين إنها استخدمت بيانات رحلات الطيران والقطارات لتعقّب سجلات السفر الأخيرة التابعة للجميع.
فيما ركزت السلطات الصينية الكشف عن الحمى وهي العارض الأكثر شيوعا للمرض وبينما تعتمد الأحياء والمباني الحكومية بشكل أساسي على أجهزة قياس الحرارة المحمولة، تختبر هيئات النقل العامة أنظمة الكشف عن الحمى عبر الذكاء الاصطناعي والكاميرات التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية.
وفي بكين، يراقب نظام طوّرته شركة “بايدو” الصينية العملاقة المسافرين في محطة كينغي للقطارات باستخدام أشعّة فوق بنفسجية وتكنولوجيا التعرّف على الوجوه، التي تلتقط بشكل أوتوماتيكي صورة لوجه كل شخص.
وفي حال بلغت درجة حرارة جسم أحد الأشخاص 37,3 درجات مئوية أو أكثر، يطلق النظام صافرة إنذار تستدعي عملية فحص أخرى من قبل موظفي المحطة.
وأمر موظفو محطة القطار الذين كانوا يحملون مكبرات صوت باللونين الأحمر والأبيض الركاب الواصلين من مقاطعة شانشي الشمالية الخميس الماضي التحرّك ببطء لدى مرورهم من نظام “بايدو”.
وتشير الشركة إلى أن نظامها قادر على فحص أكثر من مئتي شخص في الدقيقة، أي بسرعة تفوق بشكل كبير أجهزة الكشف عن الحرارة المستخدمة في المطارات.
وطوّرت شركة “ميجفي” للذكاء الاصطناعي التي أدرجتها واشنطن في أكتوبر على لائحتها السوداء لاتّهامها بانتهاك حقوق الإنسان، منظومة مشابهة تستخدم حاليًا في محطة قطارات سريعة في بكين.
وأفاد متحدث باسم الشركة في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني أن وجود فريق من نحو مئة شخص يعملون معًا عن بعد من منازلهم لم يكن أمراً سهلاً.
وأضافت “عمل جميعهم على مدار الساعة خلال عطلة رأس السنة القمرية”، مشيرة إلى أنه كان على الفريق تطوير آليات الشركة “للتمكن بشكل فاعل من الكشف عن الحرارة من خلال الجبين فحسب”.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية الصينية الحكومات المحلية في بيان نشرته على الإنترنت الثلاثاء استخدموا تكنولوجيا البيانات الكبيرة لتتبّع ومراقبة الحالات ذات الأهمية وتوقّع تطور الوباء بشكل فاعل وآني.
ومن جهه آخرى أعلن علماء من جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا تطوير أسرع جهاز لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا موضحين أنه يستطيع استخدام شرائح إلكترونية خاصة لرصد الفيروس خلال 40 دقيقة من لحظة أخذ العينة وإجراء الاختبار، مقارنة بتكنولوجيا “تفاعل البوليمارات المتسلسل” (بي سي آر) المستخدمة حاليا، والتي تستغرق ما بين ساعة ونصف و3 ساعات للكشف عن الفيروس.
وأدى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق مدن بأكملها في الصين، علاوة على قرى وأحياء في جميع أنحاء البلاد، كما انتشر الفيروس في نحو 24 دولة منذ اكتشافه لأول مرة، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ عالمية.
وحتى الآن هناك 34,546 حالة إصابة مؤكدة و722 حالة وفاة بفيروس كورونا في الصين، إضافة إلى 337 إصابة في 24 دولة أخرى وحالة وفاة واحدة.