جوائز الأوسكار.. تاريخ عريق للإنجازات السينمائية

عمان – محمود الزواوي
تقدم الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما جوائز الأوسكار الأربع والعشرين لأفضل الإنجازات السينمائية للعام 2019 في التاسع من شهر شباط/ فبراير. وينقل التلفزيون جميع فقرات هذه الحفلة في سائر أنحاء الولايات المتحدة وفي أكثر من 225 دولة ومنطقة حول العالم. وتحتل حفلة توزيع جوائز الأوسكار المرتبة الأولى في عدد مشاهدي التلفزيون في العالم، ويقدّر هذا العدد بنحو 1,5 مليار شخص.
وليس بين الجوائز الفنية ما يضاهي جوائز الأوسكار في استئثارها باهتمام الجمهور ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة أو بشهرتها في أنحاء العالم. وهي دون شك أعلى وأهم ما يصبو إليه الممثلون وغيرهم من فنانين ومخرجين وكتّاب وفنيين، وهي تتويج للإنجازات السينمائية والفنية لأصحاب المواهب، ولأصحاب الحظ أحيانا.
وجائزة الأوسكار تكريم وتقدير من أقران الفنان الفائز ببلوغ درجة الامتياز في عمله السينمائي. والفوز بجائزة الأوسكار يكون في معظم الأحيان نقطة تحول هامة في الإنجازات السينمائية للفائزين بها. وكثيرا ما يعزز الفوز بهذه الجائزة مكانة الفنانين الفائزين، وخاصة الممثلين، وتكسبهم الجائزة شهرة فورية واسعة وتكون سببا في إقبال المخرجين والمنتجين على اختيارهم للظهور في أفلامهم الجديدة.
وجائزة الأوسكار وسيلة للثراء إلى جانب الشهرة الفنية. فهي تجلب عشرات الملايين وأحيانا مئات الملايين من الدولارات لمنتج الفيلم الفائز بالجائزة، كما تجلب الثراء لمعظم الممثلين الفائزين الذين تتضاعف أجور معظمهم بعد الفوز بالجائزة.
وتتصدر النجمة السينمائية كاثرين هيبيرن جميع الممثلين والممثلات الفائزين بجوائز الأوسكار، وهي الممثلة الوحيدة الفائزة بأربع جوائز. وهناك خمسة ممثلين وممثلات فاز كل منهم بثلاث من جوائز الأوسكار، وهم الممثلون والتر برينان وجاك نيكولسون ودانييل داي لويس والممثلتان إنجريد بيرجمان وميريل ستريب. وفاز المخرج جون فورد بأربع من جوائز الأوسكار. وفاز المنتج السينمائي والت دزني مدير شركة والت دزني السينمائية باثنتين وعشرين من جوائز الأوسكار.
وبدأ تقديم جوائز الاستحقاق من قبل الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما في العام 1929، وهي الجوائز الوحيدة التي قدمت للأفلام الأميركية الصامتة، وذلك قبل انتشار الأفلام الناطقة التي هيمنت عل الإنتاج السينمائي الأميركي منذ العام 1930، والتي أصبحت تعرف بجوائز الأوسكار في العام 1931.
وشهدت عملية التصويت لاختيار المرشحين والفائزين بجوائز الأوسكار تعديلات كثيرة على مر السنين، بحيث أصبح جميع أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما البالغ عددهم أكثر من 6000 عضو يشتركون في الاقتراع السري لاختيار المرشحين والفائزين بجوائز الأوسكار. وتستثنى من ذلك الأفلام الأجنبية والوثائقية والقصيرة والمؤثرات الخاصة والبصرية والماكياج التي تقدم ترشيحاتها من قبل لجان يشترك في عضويتها أشخاص يمثلون جميع فروع الأكاديمية.
وأطلق على جوائز الاستحقاق اسم جوائز الأوسكار منذ العام 1931. وهناك ثلاثة أشخاص نسب كل منهم إلى نفسه إطلاق اسم أوسكار على هذه الجوائز. أول هؤلاء الأشخاص الثلاثة هي مارجريت هيريك، أول أمينة لمكتبة الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما والمديرة الإدارية للأكاديمية فيما بعد. فقد قالت بصوت عال عندما شاهدت تمثال جائزة الأوسكار في العام 1931 إن التمثال يذكّرها بعمها أوسكار. والشخصية الثانية هي الممثلة القديرة بيتي ديفيس الفائزة باثنتين من جوائز الأوسكار، والتي ادّعت أنها أطلقت على التمثال اسم أوسكار حين لاحظت أن إحدى ملامحه تذكّرها بزوجها الأول الموسيقي هارمون أوسكار نيلسون. والشخصية الثالثة هو الكاتب الصحفي والفني سيدني سكولسكي الذي ادعى أنه هو الذي أطلق على التمثال اسم أوسكار بعد أن سئم من استخدام كلمة تمثال في مقالاته الصحفية.
ويتضح من تحقيقات هذا الكاتب أن المصدر الموثوق لتسمية جوائز الأكاديمية بجوائز الأوسكار هي مارجريت هيريك أول أمينة عامة لمكتبة الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما والمديرة الإدارية للأكاديمية فيما بعد. وأكد هذه الحقيقة المدير التنفيذي السابق للأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما بروس ويليس في مقابلة أجريتها مع السيد بروس ويليس في العام 1987 في مكتبه بمقر الأكاديمية في مدينة لوس أنجيلوس بولاية كاليفورنيا حين كان يشغل منصبه كالمدير التنفيذي للأكاديمية.