تصاعد الاحتجاجات يؤجج الوضع السياسي في العراق

هاجر العيادي
تصاعدت حدة الاحتجاجات، اليوم الأحد، في عدة مناطق من العراق، في خطوة جديدة للضغط على الحكومة والبرلمان من أجل القيام بإصلاحات سياسية بينها تسمية رئيس وزراء جديد وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الطبقة التي تسيطر على مقدرات البلاد.
ارتفاع وتيرة المظاهرات
ففي بغداد، احتشد المئات في ساحة الطيران وساحة التحرير الرمزية، اللتين تقعان في قلب بغداد، بعدما غاب عنها غالبية المتظاهرين خلال الأيام الماضية.
وقام المتظاهرون بإحراق إطارات سيارات، وقطعوا طرقا رئيسية بينها شارع محمد القاسم (شرق بغداد) وعند جسر السنك (وسط بغداد).
وفي نفس السياق، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب البلاد. وقد شهد اغلبها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية وقيام متظاهرين بقطع طرق رئيسية وإغلاق جسور بإطارات مشتعلة.
التمسك بتحقيق المطالب
ويأتي هذا التصعيد تجاوبا مع نداءات ناشطين واتحادات طلابية ونقابات مهنية، بتصعيد الاحتجاجات على نحو غير مسبوق في حال عدم الاستجابة لمطالبهم بحلول الاثنين.
وتتركز مطالب المحتجين على تكليف شخص مستقل نزيه لتشكيل حكومة من مختصين غير حزبيين تمهيدا لانتخابات مبكرة، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين في الاحتجاجات.
قوات الأمن تتصدى
في المقابل، استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع للحد من توسع التظاهرات. ورد متظاهرون بالحجارة ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن أحدهم ضابط بجروح، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
المحتجون يصعدون
في الأثناء، توعد متظاهرون بقطع الطريق السريع الذي يربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مرورا بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة والكتل السياسية إهمال مطالبهم وفق عدة تقارير .
وفي مدينة النجف، أفاد مصدر أمني، أن متظاهرين أغلقوا عددا من الطرق أمام حركة السير وسط المدينة، وأضرموا النار في مكتب رئيس كتلة “النصر” النيابية عدنان الزرفي، في قضاء الكوفة بمحافظة النجف جنوبي البلاد.
وقال المصدر، وهو ضابط برتبة ملازم في شرطة النجف، إن العشرات من المحتجين أضرموا النار في مكتب الزرفي، وهو محافظ النجف السابق، في قضاء الكوفة.
كما أكد أن النار أتت على معظم محتويات المكتب، فيما تحاول فرق الدفاع المدني السيطرة على الحريق.
وتعد كتلة “النصر” ثالث أكبر الكتل البرلمانية، وتشغل 42 من أصل 329 مقعدا، ويتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
التصعيد في أكثر من مكان
وقال المصدر، إن المتظاهرين قطعوا الطرق في مناطق: المعهد الفني، ومجسر الرضوي، وقرب مشفى ابن بلال، أمام حركة السير بواسطة الإطارات المشتعلة.
وفي محافظة ذي قار، قطع المحتجون عددا من الجسور وتم التعطيل التام للدوام في الناصرية، مركز المحافظة.
وقال شهود عيان، إن المئات من المتظاهرين أغلقوا عددا من الجسور وأضرموا النيران في الإطارات في عدد من الشوارع وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
على صعيد آخر، تناقلت أنباء أن مجموعات كبيرة من المتظاهرين أغلقوا جسري النصر والحضارات وحاولوا السيطرة على تقاطع البهو، الرئيسي في مركز المدينة، بواسطة حرق الإطارات، فضلا عن إغلاق مبان حكومية، وذلك رغم الانتشار الكبير للقوات الأمنية وقوات الدفاع المدني.
فيما توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين، بينهم طلبة جامعيين، إلى ساحة الحبوبي، ساحة التظاهر الرئيسية في مدينة الناصرية، لدعم مطالب المتظاهرين، رافعين أعلام العراق ومرددين شعارات تطالب بتسمية مرشح مستقل لتشكيل الحكومة الجديدة.
ويشار إلى أن محتجون قاموا بعد منتصف ليل السبت/الأحد، بحرق مقر لكتائب “حزب الله” العراقي قرب جسر الإسكان في مدينة النجف (جنوب)، وفق شهود عيان.
يذكر أن العراق تعرف شللا سياسيا منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع ديسمبر فيما لا تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لإيجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية وفق متابعين.