لماذا أرسل أردوغان 35 جنديًا فقط إلى ليبيا؟

هاجر العيادي
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال بلاده 35 جندياً إلى ليبيا دعماً لحكومة طرابلس، مؤكدًا أنهم لن يشاركوا في المعارك، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية تركية.
وأثار رقم الـ35 استغراب العديد من المتابعين، خاصة وان موضوع إرسال القوات التركية إلى ليبيا أثار جدلاً كبيرًا في المنطقة العربية، ونتج عنه تصاعد التصريحات الرافضة لهذا التوجه التركي داخل وخارج ليبيا، خاصة من جانب جارتها مصر، التي أكدت رفضها التام لهذا الأمر.
لكن تقارير تشير إلى أن الـ35 جنديًا هم مقدمة للقوات التركية التي سيتم إرسالها إلى ليبيا، وأن تركيا لن تكتفي بإرسال هذا العدد فقط، فيما اعتبر آخرون أن تركيا تريد بهذا العدد القليل من الجنود اختبار الأجواء داخل وخارج ليبيا بعد بدء إرسال قواتها إلى هناك، وأنها لا تريد استفزاز أطراف الأزمة الليبية بإرسال عدد كبير من الجنود.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “حرييت” التركية نقلاً عن إردوغان أنه تم حتى اليوم الإربعاء إرسال 35 جندياً تركياً إلى ليبيا. وشدد أردوغان على أن “العسكريين الذين سيرسلون لاحقاً لن يشاركوا في المعارك”، وهي إشارة إلى أن تركيا سترسل عددًا آخر من الجنود.
لكن أردوغان حرص على التأكيد على أن جنوده لن يشاركوا في العمليات العسكرية. وفي هذا الصدد أكد مسؤولون أتراك مراراً أن بلادهم سترسل أفرادًا سيتولون “تدريب” و”تقديم الاستشارة” لقوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
على صعيد آخر، أكد أردوغان أن تركيا سترسل أيضا كبار قادة الجيش إلى ليبيا في مهمة تدريب لقوات حكومة الوفاق في طرابلس.
و أكد أردوغان وفق الصحيفة التركية أن “2500 عنصر مرتزقة من مجموعة فاغنر” الشركة العسكرية الروسية الخاصة يقاتلون إلى جانب قوات حفتر، وهو ما تنفيه موسكو.
نحو مزيد من التصعيد
تطورات تأتي عقب أسبوع من مصادقة مجلس النواب التركي على مذكرة تسمح للحكومة التركية إرسال عسكريين إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني حليفة أنقرة، في مواجهة قوات الحيش الوطني بقيادة خليفة حفتر.
وهي خطوة تنذر بتصعيد النزاع الدائر في هذا البلد، وسط تحذيرات دولية من عواقب التدخل العسكري التركي في ليبيا، وفق مراقبين.
وفي هذا السياق، تقول السلطات التركية إنّها تتحرك استناداً إلى طلب دعم تلقته من حكومة السراج، التي تواجه هجومًا بقيادة خليفة حفتر، الذي يسعى إلى وضع حد لسطوةلما يعرف بالميليشيات والجماعات المسلحة في ليبيا.
ويرى مراقبون للوضع في ليبيا أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا سيزيد من تصعيد النزاعات التي تعاني منها هذه الدولة منذ سقوط نظام معمّر القذافي في 2011، وهي نزاعات تلقى أصداء إقليمية.
جدير بالذكر أن منح البرلمان التركي الضوء الأخضر لإرسال قوات إلى ليبيا قد أثار موجة من الردود الدولية الرسمية الرافضة للقرار داخل وخارج ليبيا.
موجة من ردود الفعل
وفي هذا الصدد، شملت هذه الردود بوجه خاص الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، في وقت توسعت فيه جبهة الرفض الداخلي في ليبيا ضد إرسال القوات التركية.
كما أثار القرار قلق الاتحاد الأوروبي ودفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحذير من أي تدخل أجنبي في ليبيا.
ومن الواضح وفق متابعين أن الرئيس التركي أردوغان يعمل على تعزيز نفوذ بلاده شرق البحر المتوسط عبر دعم أطراف معينة على حساب أخرى في العاصمة طرابلس، فهل ستنجح خطته؟