أخبارأخبار أميركا

هل تعمدت إيران عدم استهداف القوات الأمريكية واكتفت بالرسالة؟

أميرة أحمد

فجرت الهجمات الإيرانية الأخيرة على قاعدتين عسكريتين في العراق تستضيفان قوات أمريكية، العديد من التساؤلات والتكهنات حول توقيت الضربة وأهميتها وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط؟، وهل كان هناك اتفاق مسبق بين الطرفين عليها؟، وهل ستكون هذه الضربة بداية لحرب شاملة أم لتهدئة بين واشنطن وطهران؟

وبعد تلقي رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي رسالة شفوية رسمية من إيران بأن الرد على مقتل قاسم سليماني “قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل” .

وحسب البيان الذي نشره المكتب الإعلامي ، جاء في الرسالة الإيرانية: “أن الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأمريكي في العراق دون أن تحدد مواقعها” بحسب قناة الحرة الأمريكية.

وأضاف البيان أنه: “في نفس الوقت بالضبط اتصل بنا الجانب الأمريكي وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بالقوات الأمريكية في قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل وفي مواقع أخرى”.

ورغم إعلان طهران أن الصواريخ أصابت أهدافها في العراق وقتلت 80 عسكريا أمريكيا، إلا أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أنه لا توجد إصابات في صفوف القوات إلى جانب إعلان الجيش العراقي عدم وجود إصابات في صفوفه.

وبدورها قالت القوات المسلحة الدنماركية إن الهجوم الصاروخي على قاعدة “عين الأسد” الجوية في العراق لم يسفر عن مقتل أو إصابة أي جنود دنماركيين، وللدنمارك نحو 130 جنديًا في القاعدة ضمن التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش في العراق وسوريا.

من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم الجيش الألماني أن الجنود الألمان في أربيل بخير بعد الهجوم الصاروخي الإيراني.

هل واشنطن تعلم مسبقًا بالضربة الإيرانية

وأوضحت أندريا ميتشيل، كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في “إن بي سي”، أن إيران تعمدت عدم إصابة منشآت مهمة في الضربة، التي نفذتها في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

ونقلت عن مصدر مهم، قوله: “التقييم الأولى الذي أجري خلال الليل، وجد أن إيران تجنبت عمدا الهدف”.

وأضافت: “إيران تملك صواريخ عالية الدقة، ونحن نعلم ذلك، ونعلم أيضًا أن بإمكانها ضرب هدفها بالطريقة الصحيحة في حال هي أرادت ذلك”.

وأردفت قائلة: “لكن يبدو، ووفقا للتقرير الأولي، أن إيران ضربت الجزء غير المأهول من قاعدة الأسد.. أما في أربيل فالصواريخ سقطت في أحد الحقول”.

 وكشفت قناة “سي إن إن” أن واشنطن كانت تعرف مسبقًا بالضربات الإيرانية و”كان للجيش الأمريكي ما يكفي من التحذيرات بشأن الضربة، مما جعل الجنود يطلقون صافرات الإنذار في الوقت المناسب ويختبئون في مكان آمن”.

كما نقلت شبكة “فوكس نيوز” عن متحدث باسم القيادة الوسطى في الجيش الأميركي المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط أن عددا من الصواريخ الإيرانية لم تصب أهدافها.

وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة جوناثان هوفمان، في بيان، إن القاعدتين اللتين تعرضتا لهجوم كانتا في حالة تأهب قصوى نظراً لوجود مؤشّرات تفيد بأنّ النظام الإيراني يخطّط لمهاجمة قواتنا ومصالحنا في المنطقة.

وفي أعقاب الضربة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة على تويتر: “كل شيء على ما يرام! لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن. حتى الآن كل شيء على ما يرام”.

وشنت طهران، فجر الأربعاء، هجوما صاروخيا باليستيا على قاعدتين تتمركز فيها قوات تابعة للجيش الأميركي، وللتحالف الدولي في العراق، انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني.

وقال الجيش الأميركي إن طهران أطلقت أكثر من 10 صواريخ بالستية من الأراضي الإيرانية، واستهدف القصف الصاروخي الذي انطلق من إيران قاعدة عين الأسد الجوية، إضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى في أربيل.

لماذا قاعدة عين الأسد “كامب كابكيك”

ولعدة أسباب تم اختيار إيران ضرب قاعدة عين الأسد بحسب تصريحات مصدر عراقي لموقع “روسيا اليوم”، لأنها تحتوي على مدرج للطائرات والذي تم تدميره، وهذا يعني أن الطائرات المروحية فقط تستطيع الهبوط من الآن فصاعدا”.

وأضاف أن “السبب الثاني لأنها تحتوي على رادار عملاق يغطي الأراضي العراقية والسورية حتى فلسطين، بالإضافة إلى أجهزة اتصالات وتجسس كبيرة، وهذه جميعها دمرت”، وتابع أن “السبب الثالث لضربها، يعود لأنها تضم مركز القيادة العسكرية الأمريكية”، وبين أن “الصواريخ التي استخدمت، هي صاروخ ذو الفقار، وصاروخ قيام، وصاروخ فاتح”.

وتعد قاعدة عين الأسد ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وجرى تشييدها بين عامي 1980 و1987، وذلك في محافظة الأنبار غربي البلاد.

وكانت القوات الأمريكية احتلت هذه القاعدة، التي تتسع لـ5000 عسكري، بين عامي 2003 و2011، ومنذ نهاية عام 2014، باتت تضم أكثر من 300 مدرب أمريكي ومستشارين عسكريين، وأطلق عليها الكثيرين في القوات الأمريكية “كامب كابكيك” لأنها تضم مرافق مدهشة .

قاعدة أربيل

وهي القاعدة الثانية التي تعرضت للهجوم الإيراني،و تضم “أكثر من 3,600 من الجنود والموظفين المدنيين من 13 دولة مختلفة”.

ومن جهته كشف وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، أن بلاده وجهت رسالة لأمريكا عبر سويسرا التي ترعى مصالحها فور البدء بشن الهجوم الصاروخي على القاعدة التي استهدف منها الجنرال قاسم سلیماني.

وقال ظريف، إنه “إذا امتزجت الحماقة بالغرور فالأمر يسفر عن نتيجة خطيرة. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاط بهكذا أشخاص والنتیجة هي القيام بهذه التحركات الخاطئة”، بحسب موقع روسيا اليوم.

وتابع ظريف أن طهران استهدفت قاعدة انطلق منها الهجوم على الجنرال سلیماني مصرحا: “نحن قمنا بخطوة مشروعة والانتقام الوحيد هو خروج أمريكا من المنطقة”.

وكتب ظريف، في تغريدة على تويتر “لقد اتخذت إيران واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، من خلال استهداف القاعدة التي شنّت منها هجمات ضدّ مواطنينا وضباطنا رفيعي المستوى”، وأضاف “نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين