أخبارأخبار العالم العربي

تحطيم مراكز تصويت وإغلاق أخرى في احتجاجات رافضة للانتخابات بالجزائر

هاجر العيادي – أميرة أحمد

في سابقة هي الأولى من نوعها، قام محتجون معارضون للانتخابات الرئاسية في الجزائر باقتحام وتحطيم مركزي تصويت في ولاية “بجاية”، إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وحطموا صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين، تعبيرًا عن رفضهم إجراء الاقتراع الذي بدأ اليوم الخميس، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن شهود.

وذكرت المصادر أن عددًا من المحتجين تجمعوا أمام مدرسة ابن تومرت بولاية بجاية وقاموا بإيقاف المسار الانتخابي، مشيرة إلى أن قوات مكافحة الشغب استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأفادت مصادر لسكاي نيوز عربية، أن عددا من مكاتب الاقتراع في ولايتي تيزي وزو والبويرة شمالي البلاد أغلقت أبوابها، بعد تسجيل مناوشات خلال عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية.

رفض الانتخابات

ومنذ الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية لم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام السابق ورموزه والذي بدأ في 22 فبراير الماضي، ولا يزال معارضًا بشدة لهذه الانتخابات، التي تسعى السلطة الحالية بقيادة الجيش لإجرائها مهما كلّف الأمر، وفق متابعين.

في الأثناء وصف المتظاهرون ما يحدث بأنه “مهزلة انتخابية”، مطالبين بإسقاط “النظام” الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1962، وبرحيل جميع الذين دعموا أو كانوا جزءاً من عهد بوتفليقة الذي استمرّ 20 عامًا، وأُرغم على الاستقالة تحت ضغط الشارع أبريل.

وتجمع آلاف المتظاهرين أمس بالعاصمة الجزائرية، لتأكيد رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية، رافعين شعار واحد وهو “لا انتخابات!”. وفرضت الشرطة طوقاً أمنيًا وسط المدينة، ولم تتمكن من تفريق المتظاهرين إلا من خلال استخدام العنف.

دعوة للتهدئة

من جهة أخرى حذّرت مجموعة شخصيات مقرّبة من الحراك بينها المحامي مصطفي بوشاشي والأستاذان الجامعيان ناصر جابي ولويزة آيت حمدوش، من إجراء الانتخابات في سياق “توترات شديدة”، مطلقين نداءً للتهدئة.

كما دعوا في بيان السلطات إلى “الابتعاد عن الخطابات الاستفزازية ولغة التهديد وتخوين كل من يخالفها الرأي في كيفية الخروج من الأزمة، ونحملها مسؤولية أي انزلاق قد تؤول إليه الأمور في قادم الأيام”.

وإلى جانب ذلك دعت هذه المجموعة المحتجين على “الحفاظ على سلمية” الحراك عبر “تجنّب أي احتكاك أو الردّ على الاستفزازات من أي جهة كانت” و”عدم التعرض لحقوق الآخرين في التعبير الديمقراطي عن آرائهم”.

استمرار التصويت

وبدأت اليوم عمليا تالتصويت في الانتخابات الرئاسية بالجزائر، التي يتنافس فيها 5مرشحين، من كبار المسؤولين السابقين. ويحق لقرابة أربعة وعشرين مليونا ونصفِ المليون، التصويتُ لاختيار الرئيس الثامن للبلاد.

وفتحت لجان الاقتراع أبوابها صباح اليوم الخميس أمام الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 5 مرشحين، في وقت ترى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ 22 فبراير أن هذه الانتخابات ليس سوى طريقة لتجديد النظام.

ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين بالقوائم الانتخابية نحو 24.4 مليون ناخب، من بينهم نحو 914 ألفا من المقيمين بالخارج.

وتجرى الانتخابات في 61 ألفا و14 مكتب تصويت منها 135 مكتبا للبدو الرحل، و30 ألفا و301 مكتب خاص للرجال، و26 ألفا و569 مكتبا خاصا بالنساء و4009 مكاتب مختلطة، بالإضافة إلى 13 ألفا و181 مركزا للتصويت من بينها 1756 مركزا خاصا بالنساء.

تصويت بوتفليقة

وأدلى رئيس الجمهورية الجزائري السابق، عبدالعزيز بوتفليقة، اليوم الخميس، بصوته في الانتخابات الرئاسية الجزائرية بالوكالة، حيث كلف عبدالعزيز بوتفليقة، شقيقه عبدالغني، المعروف باسم “ناصر”، بالوكالة للانتخاب عنه، وذلك بمركز البشير الإبراهيمي ببلدية الأبيار.

وأكد ناصر بوتفليقة، للصحفيين، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام محلية جزائرية، أنه يتمتع وشقيقه بكل حقوقه السياسية والمدنية، بخلاف شقيقهما الأصغر سعيد بوتفليقة، الموجود رهن الحبس العسكري منذ شهر مايو المنصرم.

وأدلى الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح بصوته، اليوم الخميس، في الانتخابات الرئاسية، بمقر التصويت التابع له بالجزائر العاصمة.

5 مرشحين

ويتنافس في تلك الانتخابات المقررة، 5مرشحين هم: عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون (مستقل) وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.

ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى الساعة السابعة مساء اليوم، على أن يبدأ الفرز بعدها مباشرة، لتعلن السلطة المستقلة للانتخابات بعد ذلك النتائج الأولية، بينما سيعلن المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات في الفترة من 16 – 25 ديسمبر الجاري، وفي حالة الوصول لجولة الإعادة فإنها ستجرى في الفترة من 31 ديسمبر الجاري إلى 9 يناير المقبل، بحسب حسب ما أعلنته السلطة المستقلة للانتخابات.

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين