
احتفل العالم اليوم الاثنين باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذي حددته الأمم المتحدة ليتزامن مع 25 نوفمبر من كل عام، وليكون مناسبة للتركيز على هذه القضية المهمة على أمل طي صفحة العنف ضد المرأة، والغوص في عمق الأزمة، حيث تعتبر الأمم المتحدة، أن العنف الذي يمارس ضد المرأة بأشكال مختلفة ما هو إلا اختراق واضح لحقوق الإنسان.
وترفع الدول المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة شعار اللون البرتقالى 2019 من أجل “جيل المساواة يقف ضد الاغتصاب”، حيث تليه فعاليات تستمر 16 يومًا حتى 10 ديسمبر المقبل الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وجاء موضوع هذا العام حول القضاء على العنف الجنسي ضد المرأة، وأظهرت الجهود المبذولة لمنع العنف ضد المرأة وإنهائه على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، أن هناك إفلات واسع النطاق من العقاب على العنف الجنسي والاغتصاب، لهذا اختارته الأمم المتحدة كهدف هذا العام.
وتهدف الحملة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة إلى رفع الوعي وخلق رأي عام مساند في كل مكان لإحداث التغيير ومناهضة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة والفتاة وتسليط الضوء على هذه المشكلة ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعي نحو إيجاد حلول جذرية لها.
ومن خلال حملات التوعية التي تنطلق اعتبارا من اليوم، وتستمر على مدى 16 يومًا، يتم وضع موضوع العنف ضد المرأة في مرمى الحدث محليا وإقليميا ودوليا والمنظمات الدولية، عبر تنظيم فعاليات للتعريف بهذه المشكلة، تشارك فيها الأجهزة المعنية والمنظمات غير الحكومية، وإقامة الأنشطة التي تتناول القضية من جميع جوانبها بهدف مناهضة العنف ضد المرأة حول العام، ما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وصولا إلى مستقبل أكثر إشراقا وعالم خال من العنف.
المرأة العربية
ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تعاني منها كل المجتمعات ومنها المجتمع العربي، وقد تزايدت وتيرة العنف ضد المرأة في المنطقة في الآونة الأخيرة نتيجة عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية، حيث تعاني المرأة بدرجة أكبر من الرجل لكونها الأضعف على سلم الحقوق والأقل امتلاكا لمصادر القوة الاجتماعية سواء الرمزية أو المادية، وذلك بحسب ما صرحت به الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية.
وشاركت منظمة المرأة العربية في فعاليات اليوم البرتقالي، بارتداء وشاح بنفس اللون، كما شاركت المنظمة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منشورات توضح أن العنف ضد المرأة لا يشترط الجسدي فقط، لكنه قد يشمل الحرمان من العمل، وضعف تكافؤ الفرص في المشاركة السياسية، والعنف الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية، وضعف الحصول على الخدمات الصحية، والحرمان من التعليم، وقصور التشريعات وضعف آليات التنفيذ، والعنف الممارس في أوقات النزاعات المسلحة.
فى هذا السياق أطلقت منظمة المرأة العربية اليوم (الاثنين) حملة “لستِ وحدك” تزامنا مع الحملة الدولية للأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتستهدف الحملة تجميع الإحصائيات، والمعلومات، والإنجازات التشريعية الخاصة بالعنف ضد المرأة في المنطقة العربية، والنصوص الدولية ذات الصلة، والتواصل مع عدد من الشخصيات والرموز العربية؛ لإعلان تضامنهم مع الحملة، بالإضافة إلى إنتاج مواد فيلمية ورسوم توضيحية وبيانية حول مناهضة العنف ضد المرأة، إلى جانب تنظيم وقفة تضامنية مع المرأة العربية ضحية العنف بجميع أشكاله.
الإسلام والمرأة
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن من مقاصد التشريع الإسلامي حفظ مكانة المرأة والإعلاء من شأنها؛ بحفظ حقوقها في جميع مراحل حياتها وبجميع أشكال العلاقات الإنسانية.
وذكرت دار الإفتاء – في فيديو موشن جرافيك أنتجته اليوم الاثنين، وحدة الرسوم المتحركة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة- أن الشريعة الإسلامية نظرت للمرأة على أنها نصف المجتمع، وكلَّفتها شخصيًّا كما كلَّفت الرجل، ولم تفرض عليها أي نوع من التبعية؛ وأقرت حقوقها المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مستندة في ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّما النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ».
وأشارت الدار إلى أن للمرأة الحق في اختيار زوجها، ولها ذمتها المالية المستقلة ومطلق حرية التصرف بالبيع والشراء والتملك، والتقاضي، وإبداء الرأي في الشأن العام، بل حمَّلتها الشريعة أعظم الأمانات وهي تربية النشء الذي هو قِوَام الأمة، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾[الحجرات: 13].
رسالة عالمية
وعالميا، تطلق الأمم المتحدة اليوم حملة الـ16، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف القائمة على النوع الاجتماعي، والتخلص منها بحلول 2030، داعيه إلى نشر الحملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وباستخدام هاشتاج “لون العالم برتقالي”، للتعامل مع القوانين التمييزية التي تتساهل مع الجناة ، موضحة أن هناك 15 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم تعاني من ممارسة الجنس القسري.
وأكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته للمجتمع العالمى بهذه المناسبة التزام الأمم المتحدة بوضع حد لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة ، مشددا أن التجاوزات هي من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان وأكثرها استعصاء وانتشارا في العالم، حيث تتعرض لها واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، حيث إن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات يستمد جذوره من هيمنة الذكور التي دامت قرونا من الزمن.