عمان – محمود الزواوي

فيلم “جودي” (Judy) فيلم سيرة ذاتية درامي غرامي غنائي، من إنتاج أميركي – بريطاني يتعلق بالسنة الأخيرة من حياة وإنجازات النجمة السينمائية الأميركية الشهيرة جودي جارلاند، مع مشاهد واقعية سابقة لحياتها.

هذا الفيلم من إخراج المخرج السينمائي والمسرحي البريطاني روبرت جولد، وكتب السيناريو الكاتب السينمائي توم إيدج، استنادًا إلى المسرحية الدرامية الغنائية “نهاية قوس قزح” للكاتب المسرحي بيتر كويلتر، والتي افتتحت في مسرح بأستراليا في العام 2005، ثم عُرضت على مسارح لندن ومسارح برودواي بنيويورك.

وتتركز هذه المسرحية على الأشهر الأخيرة من حياة الممثلة جودي جارلاند خلال وجودها في لندن لتقديم استعراضاتها الغنائية قبل وفاتها في العام 1969.

وتؤدي الممثلة القديرة ريني زيلويجير دور جودي جارلاند في فيلم “جودي”.

قصة الفيلم

وتبدأ أحداث قصة الفيلم في أواخر العام 1968، بوصول النجمة السينمائية الأسطورية جودي جارلاند إلى لندن لتقديم استعراضاتها الغنائية، على مدى خمسة أسابيع، في أحد مسارح لندن الشهيرة، بعد أن تكون جميع تذاكر هذه الحفلات قد تم بيعها مقدمًا، بسبب الشعبية الهائلة التي تتمتع بها جودي جارلاند.

ويأتي ذلك بعد مضي 30 عامًا على صعودها إلى قمة الشهرة السينمائية العالمية في الفيلم الغنائي الاستعراضي المتميز الشهير “ساحر أوز”، الذي أنتج في العام 1939، وفاز باثنتين من جوائز الأوسكار. ويحتل هذا الفيلم المركز العاشر في قائمة معهد الأفلام الأمريكي لأفضل 100 فيلم أمريكي.

إدمان ونهاية مأساوية

وتكون الممثلة جودي جارلاند قبل وصولها إلى لندن قد تعرضت على مدى سنوات عديدة للإدمان على العقاقير التي كانت والدتها تفرضها عليها وعلى شقيقتيها منذ الطفولة.

وتواجه جودي جارلاند خلال استعدادها لتقديم الاستعراضات الغنائية المسرحية في لندن مشاكل مع إدارة المسرح، وتصل متأخرة إلى المسرح يوميًا بسبب حالتها الصحية. ولكنها تثير إعجاب الموسيقيين والجمهور، وتستعيد ذكرياتها مع أصدقائها ومع المعجبين الكثيرين بها، وتقدم في هذه المسرحية عددًا من أشهر أغانيها.

كما تتجدد خلال هذه المرحلة مشاعرها الغرامية وتربطها علاقة حب مع الموسيقي ميكي دينس (الممثل فين ويتروك) الذي يصبح زوجها الخامس. إلا أن حياة جودي جارلاند تنتهي نهاية مأساوية على مقربة من خشبة المسرح، بعد أن تفقد وعيها في المسرح، متأثرة بتناول جرعة كبيرة من العقاقير المُسكّنة.

وتشتمل أحداث الفيلم على عرض مشاهد واقعية سابقة لحياة جودي في سن الرابعة عشرة، يشمل أحدها لقاءها مع الممثل الشهير ميكي روني واعتراض والدتها على لقائهما، وتظهر جودي في مشهد آخر وهي تحتج على كثرة العقاقير التي كانت تفرضها أمها عليها.

أداء مميز

واستقبل فيلم “جودي” بثناء كبير من النقاد، وسجل الفيلم معدل 83% في موقع تقييم الأفلام السينمائية الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأمريكيين الذين أشادوا بشكل خاص بأداء الممثلة ريني زيلويجير، وبتجسيدها الواقعي والحساس لشخصية الممثلة الراحلة جودي جارلاند خلال مرحلة صعبة من حياتها الفنية وأسرتها المفككة. وتوقع بعض النقاد أن تفوز الممثلة ريني زيلويجير بجائزة الأوسكار عن هذا الدور.

كما يتميز فيلم “جودي” بقوة الإخراج والسيناريو والحوار وتصميم الأزياء وتطوير الشخصيات والاستعراضات الغنائية والموسيقية وبراعة التصوير وعرض مشاهد سابقة من حياة الممثلة جودي جارلاند وطفولتها الصعبة الحزينة. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذا الفيلم 33 مليون دولار. وعرض هذا الفيلم في 1418 من دور السينما الأميركية.

تزامن مع الذكرى

وصدر فيلم “جودي” في العام 2019 في الذكرى السنوية الخمسين لوفاة الممثلة جودي جارلاند في العام 1969 في سن السابعة والأربعين عاما. وافتتح الفيلم في مهرجان تيلورايد السينمائي الأميركي، وعرض في ستة مهرجانات سينمائية شملت اثنين من المهرجانات الأميركية وثلاثة مهرجانات كندية ومهرجانا سويسريا.

ومن الصدف أن بطلة فيلم “جودي” الممثلة ريني زيلويجر من مواليد سنة 1969، وهي نفس السنة التي توفيت فيها الممثلة جودي جارلاند التي تجسد ريني زيلويجير شخصيتها في الفيلم

طواقم فنية

وشملت الطواقم الفنية التي اشتركت في إنتاج فيلم “جودي” 28 من مهندسي وفنيي القسم الفني و24 في الموسيقى و20 في التصوير وإدارة المعدّات الكهربائية و18 في المونتاج و14 في تصميم الأزياء و14 في الماكياج، و12 في قسم الصوت، و10 في المؤثرات البصرية، و5 في المؤثرات الخاصة، بالإضافة إلى 6 من مساعدي المخرج.