الراديو

د سحر خميس لراديو صوت العرب : المرأة العربية مهمشة بسبب موروثات التقاليد و العادات البالية

في إطلالة على يوم المرأة العالمي الذي تحتفل به الأمم المتحدة في الثامن من مارس من كل عام ، إستضاف الإعلامي سامح الهادي د. سحر خميس ( الأستاذ المساعد بقسم الإعلام – جامعة ميريلاند) علي راديو صوت العرب من أميركا في برنامج ” صباح الخير ميشجان”  حيث ألقت الضوء علي دور المرأة في المجتمعات العربية و ثورات الربيع العربي و أيضا الحديث عن أخر الكتب التي قامت بنشرها و تأثير التغييرات الإجتماعية علي المجتمع السعودي الذي طالما عرف أنه ” محافظ ” .

حول إحتفال العالم باليوم العالمي للمرأة ، تتمني د. خميس أن يظل الاحتفال بهذا اليوم طوال العام تكريما للمرأة لما تقدمه من إنجازات عديدة في جميع المجالات سواء علي المستوي الانساني او الاجتماعي او العلمي . و تقول د. سحر ” أنه في أحيان كثيرة كل ما تريده المرأة هو كلمة شكر او تقدير و الشعور بأنها دائما في عيون الاخرين معطاءة و أنها حجر الأساس في الأسرة و المجتمع” .

قدمت د. خميس مجموعة من المؤلفات منها الكتاب الاول الذي يحمل عنوان Islam.com حيث تناول المسلمين علي وسائل التواصل الاجتماعي ، وعلي الانترنت و كان مع الدكتور محمد النوواوي ، الكتاب الثاني Egyptian revolution2.0  و تحدثت فيه د. خميس عن الثورة المصرية تحديدا و دور وسائل التواصل الاجتماعي و الكتاب الثالث يحمل عنوان:

“Arab Woman's Activism and Socio-Political Transformation: Unfinished Gendered Revolutions,”

و تتحدث فيه عن دور المرأة العربية في ثورات الربيع العربي : قبل و أثناء و بعد،  و هو عبارة عن مجموعة من الفصول المجمعة مع الدكتورة أمل الميلي من تونس . ويحاول هذا الكتاب أن يضع صورة عامة و شاملة عن دور المرأة العربية في كافة الأصعدة حيث إنها لم تكن شريكا ً في الميدان فحسب. فالمرأة كان لها دور سياسي ، عندما رأيناها تتصدرالصفوف الأولي في الميادين و ساحات الدفاع عن الوطن و تشارك في المظاهرات و أحيانا تتعرض لمخاطر عديدة من ضرب و إعتقال و غيره و القتل في بعض الاحيان فهناك شهيدات سقطوا دفاعا عن قضايا أوطانهم. كما أن لها دورا علي شبكات التواصل الاجتماعي للتوعية السياسية ، و لها دور إجتماعي هام يتمثل في دعم النساء الأخريات و أسرهم سواء كان في داخل الأوطان أو خارجها مثل المراة في سوريا ، و أيضا دور قضائي في سن القوانين و التشريعات الجديدة التي تدافع عن حقوق المرأة في المجتمع.

و عن آراء البعض التي تشير بأصابع الإتهام إلى أن الرجل هو الذي كبت تطلعات المرأة للحصول علي حقوقها و تحقيق المساواة، تقول د. خميس إنه من الصعب إلقاء اللوم علي طرف واحد فقط في هذه القضية حيث إن هناك بعض العادات و التقاليد المتوارثة عبر الأجيال ساعدت على قمع المراة و حجّمت من دورها في المجتمع ، كما تلعب أنماط التفكير السلبية دورا هاما في ذلك ، فهناك كثير من النساء الذين ارتضوا بهذا الوضع و رجال شاركوا في هذه المهمة و هي قهر المرأة العربية. فالصورة معقدة و لا نستطيع ان نشير بأصابع الإتهام الي طرف بعينه.

و تقول د. سحر خميس : أحيانا يعتقد الكثيرون ،  و خاصة في الغرب أن الإسلام هو السبب،  فنادرا ما أحضر أي مناسبة و يراني البعض أرتدي الحجاب و لا يسألني هذا السؤال ” لماذا المرأة المسلمة دائما مهمشة و مستضعفة “.  فالمرأة مهمشة بسبب موروثات التقاليد و العادات البالية و الأنظمة الذكورية التي قمعت المرأة و قهرتها ، ولا علاقة لها بأساس أو بجوهر الدين الإسلامي فدائما أحاول أن أصحح هذا المنظور. فالاسلام هو من أعطي للمراة حقوقا ً منذ 1400 عاما لا تحظي بها في كثير من المجتمعات في الوقت الحالي مثل حقها في أن تطلق نفسها و المعروف ” بالخلع” .

وللتخلص من مثل تلك الموروثات ، تقول د. خميس ” الحل هوالتعليم و توعية الرجل و المراة و المجتمع فلا تستطيع المرأة وحدها إحداث التغيير. فإذا لم يقتنع الرجل بأهمية المرأة و دورها في المجتمع و يتبني أيضا هذه القضية و يدافع عنها لن يحدث التغيير المطلوب. المرأة هي نصف المجتمع و تقوم بتربية النصف الاخر لأنها أم و بالتالي تقع عليها مسؤولية أن تغرس في الأبناء منذ الصغر أهمية المشاركة و إحترام دور المرأة ”

و عن نظرة د. خميس إلي التغيرات الاجتماعية في السعودية التي تصب بطريقة او بأخري في مصلحة المرأة و التي منها السماح للمرأة بقيادة السيارة ، دخولها للجامعات بالهواتف المحمولة ، حضور الحفلات الموسيقية  و البدء في إنشاء اول دار أوبرا في الرياض تقول ” يوجد فصل كامل في كتابي الأخير يتحدث عن المراة في السعودية و بعض الحقائق التي أثارت فضولي مثل عدم تضرر بعض النساء في المملكة من الوضع السابق لهن ” و أضافت ” أن التغيير لا يجب أن يأتي من ( أعلي إالي أسفل) و ما أعنيه هو حدوث تغيير بقرار حكومي مثل إقرار إعطاء حقوق أكثر للمراة . اذا لم يكن المجتمع نفسه مؤهل و مستعد لذلك فلن تؤتي الثمار المطلوبة”  . و توضح أن المجتمع السعودي غير مؤهل لمثل تلك التغيرات بدليل وقوع أحداث مؤسفة مؤخرا مثل الاعتداء علي النساء اثناء قيادتهن للسيارات. فالتغيير يجب أن يبدأ بالتوعية و التعليم و تغيير المناهج الدراسية و لا ننسي أبدا دور التوعية الدينية حيث قام  أحد الدعاة بانتقاد الحفلات الموسيقية و دعي إلي وقفها حيث أنها لا تتفق مع تعاليم الدين فهو يعبرعن عقود طويلة تشبع فيها المجتمع السعودي بأفكار متشددة ليست هي جوهر الدين الإسلامي. و في المقابل تأتي التجربة التونسية ، حيث إنها اهتمت بتعليم المرأة و إشراكها في كافة مجالات الحياة بما فيها سلك القضاء. فحدوث التغيير من أعلي فقط ( سن قوانين و تشريعات) غير كافي لتغيير مجتمع. يجب أن يكون هناك أيضا تغيير من أسفل إالي أعلي و المقصود به تغيير العقليات و أسلوب التفكير و تغيير أسلوب التدريس و المناهج الدراسية و كل هذه الأمور حتي يكون المجتمع نفسه مؤهل لتقبل هذه الأفكار الجديدة و يدافع عنها بدلا من أن يصادرها أو يهاجمها.

و أكدت د. خميس أن إحتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة هو رسالة إنسانية و محاولة لإلقاء الضوء علي أهمية دور المرأة في مختلف المجالات و تأكيد علي ان المرأة هي شريك فاعل و أساسي في كل مجالات الحياة و بالتالي يجب أن تحظى بمزيد من الإهتمام و الرعاية و العناية و التمكين. فالأمم المتحدة تريد أن يكون هذا اليوم هو مناسبة لإعادة النظر في قضايا المرأة ؟ .

أعدها للنشر : مروة مقبول

للاستماع الى الحلقة  :

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى