رياضة

كارت أحمر في وجه الممارسات العنصرية بملاعب كرة القدم

عبد الرحمان بن الشيخ

رغم أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولطالما اُعْتُبِرت المتنفس الوحيد للكثير من الشعوب، إلا أن لكرة القدم جانبًا سلبيًا يتمثل في الهتافات العنصرية التي يتعرض لها اللاعبون في المباريات سواءً لاختلاف الدين، أو اللون، أو العرق حتى وإن كان هؤلاء اللاعبون ممن يساهمون في انتصارات فرقهم و جلب البطولات والألقاب لهم.

وشهدت الفترة الأخيرة تعرض عددٍ ليس بالقليل من لاعبي كرة القدم الذين ينشطون في أندية كبيرة في أوروبا للعنصرية بسبب اختلاف لونهم عن لون الأوروبي.

مالكوم الوافد الجديد

تعرض البرازيلي مالكوم القادم من نادي برشلونة الأسباني لهجومٍ عنصري من قبل جماهير ناديه الجديد زينيت سان بترسبورج الروسي أثناء ظهوره الأول بقميص الفريق، ورفعت الجماهير لافتاتٍ أثناء المباراة، مؤكدين من خلالها أن وجود لاعبين من ذوي البشرة السمراء في الفريق سيؤدى إلى رد فعلٍ عنيف.

بول بوجبا

بدوره تعرض اللاعب الفرنسى بول بوجبا أثناء لقاء فريقه مانشستر يونايتد أمام نظيره ولفرهامبتون إلى هتافاتٍ عنصرية بعد تضييعه لركلة جزاء كانت ستمنح فريقه الفوز في المواجهة.

وأصدر اليونايتد بيانًا أدان فيه هذه الانتهاكات، قال فيه: “الجميع في مانشستر يونايتد يشعر بالاشمئزاز من الانتهاكات العرقية التي تعرض لها بول بوجبا الليلة الماضية وندينها بشدة، الأشخاص الذين عبروا عن تلك الآراء لا يمثلون قيم نادينا العظيم، والغالبية العظمى من جماهيرنا تدين هذا على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، مانشستر يونايتد ليس لديها أي تسامح مع أي شكلٍ من أشكال العنصرية أو التمييز، سنعمل على اتخاذ أقوى الإجراءات المتاحة لنا، كما ندعم مواقع التواصل الاجتماعي على اتخاذ إجراءات في هذه الحالات”.

البلجيكي لوكاكو

تعرض النجم البلجيكي روميلو لوكاكو لاعب نادي إنتر إلى هتافاتٍ عنصرية “صيحات القردة” من جماهير نادى كالياري خلال المواجهة التي جمعت الفريقين يوم الأحد الماضي، ولكن هذه الهتافات لم توقف الدولي البلجيكي بل دفعته لقيادة فريقه للفوز بهدفين لهدف سجل منهما الهدف الثاني من ركلة جزاء.

وتوجه لاعب الإنتر سكرينيار إلى الجماهير مطالبهم بالتوقف عن هذه الهتافات والهجوم العنصري على اللاعب لكن الأمر كان بدون جدوى.

وسبق لمشجعي كالياري أن وجهوا صيحاتٍ عنصرية مماثلة في الموسم الماضي حيال لاعبين آخرين من ذوي البشرة السمراء، أبرزهم اللاعب السابق ليوفنتوس مويز كين.

دعوةٌ لاتخاذ موقف

بعد ما واجه إساءاتٍ عنصرية من قبل جماهير نادي كالياري دعا المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو لاعبي كرة القدم لاتخاذ موقفٍ موحد ضد العنصرية، وقال لوكاكو في بيانٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “تعرض العديد من اللاعبين للإساءة العنصرية في الأشهر الماضية، وتعرضت أنا بدوري لذلك أمس”.

وتابع: “كرة القدم هي لعبة يجب أن يستمتع بها الجميع ولا يجب أن نقبل أي شكلٍ من أشكال التمييز التي تجلب العار إلى لعبتنا”.

ودعا المهاجم الدولي المنضم هذا الصيف إلى إنتر ميلانو قادمًا من مانشستر يونايتد الإنجليزي، ثلاثة أطراف إلى التحرك حيال هذه الظاهرة المتنامية، وهي اتحادات اللعبة، ومنصات التواصل، واللاعبون.

ونقلت “فرانس برس” عن لوكاكو  قوله “آمل في أن تقوم اتحادات كرة القدم حول العالم برد فعلٍ قوي ضد كل حالات التمييز!”.

مضيفًا “على منصات التواصل الاجتماعي (…) العمل بشكل أفضل مع الأندية لأننا نرى تعليقًا عنصريًا كل يوم على الأقل تحت منشور للاعب من ذوي البشرة الملونة”.

وتابع “نقول ذلك من أعوام ولم يتحرك أحد، سيدات سادتي، نحن في العام 2019، وبدلاً من التقدم نتراجع، وأعتقد أنه علينا كلاعبين أن نتحد ونتخذ موقفًا من هذه المسألة للحفاظ على اللعبة نظيفة وممتعة للجميع”.

الإتحاد البلجيكي يتضامن

أعرب الاتحاد البلجيكي لكرة القدم يوم الأربعاء عن تضامنه مع مواطنه روميلو لوكاكو نجم نادي إنتر الذي تعرض مطلع الأسبوع الجاري لهتافاتٍ عنصرية على ملعب كالياري، ما ندد به اللاعب نفسه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال رئيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم بيتر بوساير في بيانٍ إن “العنصرية يجب أن تختفي من عالم كرة القدم ومن الملاعب ومن المجتمع”.

وأضاف بوساير أنه “عندما يتعرض أحد لاعبينا مثل روميلو لوكاكو لتصرفاتٍ عنصرية، نشعر أننا جميعنا تأذينا من ذلك”.

وتابع: “لا ينبغي أن نقبل أي شكلٍ من أنماط التمييز، ما يجعلنا نشعر بالخزي في رياضتنا، نأمل أن تتعامل جميع اتحادات كرة القدم بشكلٍ حازم مع جميع الأمور المتعلقة بالتمييز”.

استياء من المسئولين واللاعبين

وأثارت تزايد الهتافات العنصرية في الملاعب في الأشهر الماضية، لاسيما في إيطاليا وإنجلترا، انتقاداتٍ واسعة من اللاعبين والمسئولين، يتقدمهم رئيسا الاتحادين الدولي السويسري جاني إنفانتينو والأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين.

ودعا العديد من اللاعبين، مثل مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي رحيم سترلينغ الذي كان بدوره ضحيةً لهذه الهتافات، إلى فرض عقوباتٍ قاسية بحق مرتكبي هذه الإساءات، وصولاً إلى دعواتٍ لوقف المباريات في حال قيام المشجعين بترديد هتافاتٍ عنصرية مسيئةٍ بحق أيٍّ من اللاعبين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين