تضارب القرارات يزيد الجدل حول مصير إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا

عبد الرحمان بن الشيخ

بعد كل الأحداث التي مرًّ بها لقاء إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا لهذا الموسم، بين ناديي الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، تتواصل حلقات هذا المسلسل المثير للجدل، وسنتناول في هذا التقرير تراجيديا الأحداث التي عرفتها هذه المباراة والقرارات التي أعقبتها.

بداية القصة

في حدود الدقيقة 60 من مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، بين فريقي الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، والتي كان حينها الترجي متفوقًا بهدفٍ دون رد سجله اللاعب الجزائري يوسف البلايلي في الشوط الأول، توقفت المباراة على خلفيةِ احتجاج النادي المغربي على إلغاء حكم المباراة لهدف التعادل، الذي سجله اللاعب صلاح الدين سعيدي، ومطالبة لاعبيه بالرجوع لتقنية الفيديو التي تبين أنها غير مهيأة.

وامتد التوقف نحو ساعة ونصف، شهدت احتكاكًا وجيزًا بين اللاعبين، ورشقًا لأرض الملعب بقوارير المياه من قبل المشجعين، قبل أن ينسحب فريق الوداد البيضاوي من المباراة، ويترك أرضية ملعب رادس، بعد الخلاف حول تقنية المساعدة بالفيديو “VAR” التي لم تعمل، ثم نزول رئيس الاتحاد القاري أحمد أحمد للتشاور مع مسئولي الناديين، قبل أن يتم اتخاذ القرار بإنهاء المباراة وإعلان فوز الترجي باللقب بعد تعادله ذهابًا 1-1.

عدول عن القرار

غير أن الإتحاد القاري عاد في الرابع من شهر يونيو، بعد اجتماعٍ طارئ للجنته التنفيذية في باريس، عن قرار احتساب الترجي فائزًا، وقرر إعادة مباراة الإياب على أرضٍ محايدة، بعد كأس الأمم الإفريقية التي احتضنتها مصر.

وأثار قرار إعادة المباراة انتقادات من الجانبين التونسي والمغربي، وطالب كل منهما باعتباره فائزًا، وتم رفع القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي، التي أشارت إلى أنها ستصدر حكمها بحلول 31 يوليو.

قرار محكمة التحكيم الرياضي

في يوم الأربعاء 31 يوليو، ألغت محكمة التحكيم الرياضي “كاس” قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم القاضي بإعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد البيضاوي والترجي الرياضي، مشيرةً إلى أنها ستواصل النظر في المطالب التي تقدم بها فريق الترجي الرياضي، ورفضت في الوقت ذاته مطالب الوداد البيضاوي.

كما اعتبرت المحكمة أن اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري للعبة لم تكن “الجهة المختصة” لاتخاذ هذا القرار، وأشارت  إلى أن “الأجهزة المختصة في الاتحاد الإفريقي” يتعين عليها النظر في الأحداث التي رافقت مباراة الإياب “واتخاذ أي إجراءٍ تأديبي مناسب إذا لزم الأمر، وبالتالي اتخاذ القرار فيما يتعلق بإعادة المباراة من عدمها”.

وهذا يعني إما أن يعاقب الاتحاد الإفريقي أحد الناديين ويعلنه خاسرًا في المباراة ليتم تسوية مصير النهائي، وإما أن يلجأ الكاف داخليًا إلى الجهة المختصة لتقرير إعادةِ المباراة.

أما فيما يخص مطالب الناديين، فقد أكدت المحكمة أن مطالب النادي المغربي (إعلانه بطلاً، والحصول على مكافآتٍ مالية بقيمة 2,5 مليون دولار أمريكي) تم رفضها، في حين سيتم النظر في مطالب الترجي (إعلانه بطلاً، وحصوله على المكافأة المالية واحتفاظه بالميداليات) في وقتٍ لاحق.

اجتماع قاري

بعد قرار محكمة التحكيم الرياضي أكد الاتحاد الإفريقي بأن أجهزته المختصة ستجتمع للنظر في قرار المحكمة القاضي بإلغاء إعادة مباراة إياب نهائي دوري الأبطال، وحسم الأمر بين من يعتبر نفسه بطلاً، ومن ينتظر حسم القرار من الكاف.

بعد قرار محكمة التحكيم الرياضي، نشر نادي الترجي في حسابه الرسمي على موقع فيسبوك توضيحًا، اعتبر فيه أن قرار المحكمة الرياضية “يعني عودة الأمور إلى ما قبل هذا القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي في العاصمة الفرنسية باريس، والعودة إلى ما قبل هذا القرار هو أن الترجي الرياضي التونسي بطل إفريقيا لسنة 2019”.

وتابع: “رفض هذا القرار شكلاً من قبل المحكمة الرياضية الدولية يعني عدم النظر في محتوى الملف أساسًا، وهو السبب الذي جعلها تعيده إلى اللجنة المعنية والمختصة في الاتحاد الإفريقي للبت في القضية”.

لكنه ختم: “كما رفضت المحكمة الرياضية الدولية – وهذا هامٌ جدًا – كل الطلبات التي تقدم بها فريق الوداد مقابل النظر في طلبات الترجي الرياضي التونسي، والبت فيها قريبًا خلال الجلسة الختامية، بما أن الملف لا يزال محل نظرٍ ومتابعة من قبل المحكمة الرياضية الدولية”.

في المقابل، قال رئيس الوداد سعيد الناصيري لوكالة فرانس برس “الملف في يد الاتحاد الأفريقي الذي سيحسم، يعود القرار إليه”.

نتائج أحداث النهائي

ونتيجة لما حصل من أحداثٍ في نسخة نهائي دوري الأبطال الإفريقي لهذا الموسم، قررت اللجنة التنفيذية للكاف خلال اجتماعها الأخير في القاهرة، تعديل نظام المسابقة، وكأس الاتحاد أيضاً باستبدال مباراتي الذهاب والإياب للدور النهائي، بمباراةٍ نهائية واحدة على أرضٍ محايدة بدءًا من الموسم القادم.