قصص نجاح

الصحفي الكبير جورج حشمة من جبال الأرز الى الواشنطن بوست

By موقع راديو صوت العرب في أميركا

February 13, 2018

فهرس المحتوى

الصحفي الكبير جورج حشمة من جبال الأرز الى الواشنطن بوست :

جورج حشمة يقول لراديو صوت العرب (جئت لامريكا 1960 لحضور عرس ثم عدت اليها مرة اخرى في 68 لأسير رحلة طويلة مع الصحافة) . ( كنت اتمنى أن أعمل بالواشنطن بوست والحمد لله تحققت أمنيتي ) ضيفنا اليوم هو الصحفي العربي الامريكي المرموق صاحب الرحلة المتميزة في عالم الصحافة  وهو الصحفي المتميز جدا في عالم الصحافة الامريكية و العربية  الاستاذ جورج حشمة ، وهوكاتب عمود لاخبار الخليج  – ديلي ستار / بيروت – جوردن تايمز – Sunday Times  – Washington Post و محررا لمجلة الشرق الاوسط و غيرها و نتعرف من خلال لقائنا معه على أهم المحطات في حياته المتميزة التي سار فيها  بجدارة في عالم الصحافة العربية الامريكية

* اذا رجعنا للخلف الي عام 1960 قلت لي انك اتيت الي الولايات المتحدة الامريكية زائرا و لم تحبها ..ماذا تقول لنا عن هذه السنة تحديدا .

أنا حضرت الي الولايات المتحدة الامريكية مع والدتي لاحضر عرسا في سانت لويس، وبقيت تقريبا سنتين في اميركا ، اول سنة في سانت لويس و بعد ذلك انتقلت الي واشنطن.

ولما كنت في سانت لويس و في بداية عام 60 بالصدفة تعرفت علي زوجة رئيس تحرير جريدة سانت لويس جلوب ديموقراط Saint Louis Glob Democrat و قلت لها ان امنيتي ان اعمل في هذه الجريدة  ، وفعلا عملت بالجريدة  ، و بالصدفة تاني يوم او تالت يوم بعد ما دخلت الجريدة صارت الثورة ضد عبد الكريم القاسم بالعراق. طبعا طلبوا مني اني احرر الاخبار و كان اسمي علي الصفحة الاولي بالجريدة . لكن لم يعرضوا علي اي شغل دائم . رجعت الي واشنطن و هناك حاولت ان اشتغل في الجرائد الامريكية فكان الامر صعبا كثيرا . و لهذا قررت الرجوع الي لبنان.

** بعد عودتك الي لبنان في تلك الحقبة الزمنية الهامة حيث اصبحت رئيسا لتحرير لجريدة الديلي ستار

عندما تسلمت رئاسة تحرير الديلي ستار . كنت اول عربي استلم رئاسة تحرير تلك الجريدة .  فقبلي بعشر سنين كان كل رؤساء التحرير اجانب و تحديدا امريكان ومن اول عام 1962 توليت رئاسة التحرير حتي عام 1967 وعند وقوع الحرب بين الدول العربية و اسرائيل. كان يتم توزيع الجريدة في كل انحاء العالم العربي ماعدا مصر.

** أميركا من جديد

زوجتي امريكية من اصل لبناني و كانت مشتاقة ان تعود لامريكا. في البداية انا ترددت حيث اني جربت حظي في السابق و لم انجح . فاتفقنا ان نمضي هناك شهرين ، اذا نجحت نكمل فيها و الا اعود الي لبنان. عدت الي اميركا في حزيران 68 و كانت جريدة الديلي ستار عندما كنت رئيس تحريرها مركزا للصحفيين الاجانب ، حيث كانوا يستمدون الافكار مني او اعطيهم توجيهات لاعرفهم عالم الاخبار. كان واحد منهم يكتب في صحيفة شيكاغو سان تايمز ، لما وصلت الي واشنطن اتصلت به فعرض علي ان اعمل بالجريدة .

رفضت في البداية على أمل ان اجد عملا في صحيفة الواشنطن بوست لكني لم انجح و في نهاية الامر عملت في شيكاغو سان تايمز كمساعد لرئيس القسم الخارجي.

في وقتها عرض علي في شيكاغو العمل في The American Friends of The Middle East  و التي عرفت بعد ذلك باسم AMDEAST لاصدار مجلة شهرية و كان يوجد لدي مقابلة اخري في جريدة  بواشنطن ثم الناشونال كورت National Court و لكني فضلت العمل لدي Asme و هي مازالت هذه الجمعية موجودة في اميركا غيرت اسمها من American Friends of the Middle East  و عملتها AMDEast  و بالصدفة كان هذا هو العنوان البرقي للمجلة التي كنت اصدرها لهذه المؤسسة. اشتغلت هناك سنتين و في اوائل السبعينات بسبب عدم وجود الدعم المالي للجرائد التي تنشر اخبار العالم العربي تم غلق تلك المؤسسة.

ظللت ثلاث اشهربعدها بدون عمل وبعد فترة اتصلت بي جريدة الواشنطن بوست ، وعرضت علي العمل في قسم الاخبار الخارجية ، فعملت في الواشنطن بوست لمدة سنتين منذ اواخر عام 1971 .

اشتغلت في الواشنطن بوست الي اليوم الذي جاء فيه مساعد رئيس التحرير و طلب مني ان اترجم خطاب لنشره بالجريدة. عندما اعطاني الخطاب وجدته باللغة الفرنسية . فقلت له انا لا اعرف الفرنسية ، فقال كيف تكون لبناني و لا تعرف الفرنسية. فقلت له اني عشت بلبنان 20 سنة و لكني لا اعرف الفرنسية ، فانا اصلي فلسطيني . فصعق من ذلك. و من وقتها و انا ترددت كثيرا ان ابقي في الجريدة.

هناك شيء مهم ينبغي علي القاريء العربي ان يدركه ، و هو انه لا يوجد ما يسمي ” ضمانة عمل” اذا اشتغلت في مؤسسة ، ممكن صاحب المؤسسة او مديرها ان يتخلي عنك بكل سهولة . يعطيك معاشك و تسمع جملة ” لا تعود الاسبوع القادم” . اما في العالم العربي ، عندما تعمل في جريدة تظل فيها الا اذا عملت شيء يستوجب معه رحيلك.

بالصدفة في هذا الوقت، اتصلت بي وكالة الاعلام الامريكية و كانت هي الوكالة الرسمية. و عرضوا علي اطلاق وكالة انباء عربية للعالم العربي ، مع ان لغتي العربية ليست قوية لكنهم جعلوني انا المسؤول عنها . و بهذا اشتغلت في وكالة الاعلام الامريكية لمدة 25 سنة .

** هل كان احد الاسباب التي تركت الواشنطن بوست من اجلها هو احساسك انها لن تضيف الي تاريخك المهني .

= هذا كان سبب مهم و انا كنت اريد ان يكون عندي ضمان ان هناك وظيفة دائمة و انهم لن يستغنوا عن خدماتي في اي وقت يروق لهم. و لذلك اشتغلت في قسم اعلام ” ٌReference” الامريكي. كان بالنسبة لي شغل جيد جدا حيث انه فتح قسم اعلام اخبار يومية امريكية مع الشرق الاوسط و كانت اخبار رسمية ، نقوم بتغطيتها و ترجمتها ثم اذاعتها في الشرق الوسط . و كان يوجد مجلة شهرية تصدر من اميركا للقراء في البلدان العربية. و كانت الامور ناجحة جدا الي عام 98 حتى تقاعدت و رجعت الي ممارسة الصحافة في كتابة عمود اسبوعي في عدة جرائد عربية .

اننا لا نفسر او نشرح القضايا في المنطقة العربية و غير العربية في الشرق الاوسط فنحن نخجل من كلمة ” عربي” حتي اننا لا نطلقها علي المحلات التي تقدم بضاعتها من الدول العربية.

لماذا اختفت ظاهرة الفخر بالعروبة  كما كان المهاجرين الاوائل من العرب الامريكان يفخروا بكونهم عرب

= لان البيئة في اميركا غير متفهمة لقضايانا .. علي سبيل المثال النيويورك تايمز و هي من اهم الجرائد ابدا لا تطلق اسم ” المنطقة المحتلة ” علي الضفة الغربية بفلسطين, و تستبدلها بجملة ” الاراضي المتنازع عليها”. لا يوجد من يتواصل مع تلك الجريدة و يصحح لها مفاهيمها.