عبد الرحمان بن الشيخ

عقب تتويجِ المنتخب الجزائري بلقب كأس أمم إفريقيا 2019، بعد انتظار دام 29 عامًا، فاجأ رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، الجميع بإعلانه أن يعتزم الاستقالة من منصبه احتجاجًا على الطريقة التي عُومِل بها من قبل السلطات العليا في البلاد، حسب ما كشفته مصادر مقربة من اتحاد الكرة لوكالة الأنباء الألمانية.

غضبٌ واستياء

وكشفت مصادرُ مقرَّبة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن زطشي في حالة غضبٍ شديد بسببِ إقصائه من حفل التكريم الذي حظي به المنتخب بعد تتويجه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، ورجحت المصادرُ ذاتها أن يُقْدِم زطشي على الاستقالة قريبًا، لشعوره بأنه غير مرغوب فيه من قبل كبار المسئولين في الجزائر.

وغاب زطشي عن الصورةِ الجماعية التي ظهر فيها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وهو يتوسط المدرب جمال بلماضي، واللاعبين المتوجين باللقب الأفريقي .

وعبر رئيس الفاف عن استيائه من جلوسه في آخر مقعدٍ بالصف الأول في الحفل الرسمي الذي أقامته رئاسة الجمهورية لتكريمِ المنتخب، بعيدًا عن كبار المسئولين، في حين أن الأعراف البروتوكولية تقتضي أن يكون إلى جانبهم، كما لم ينل رئيس الاتحاد الجزائري أيضًا وسام الاستحقاق الذي حصل عليه اللاعبون والجهاز الفني والمدير العام للمنتخب حكيم مدان.

مستقبلٌ غامض

وتولى زطشي زمام قيادة الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ أكثر من سنتين خلفًا لمحمد روراوة، وواجه رئيس الاتحادية انتقاداتٍ لاذعة بسبب اختياراته الفنية وتعاقده مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، واللاعب الجزائري السابق رابح ماجر، للإشراف على المنتخب الجزائري، والذين فشلا في تحقيق النتائج الإيجابية مع الخضر.

وعُرِف زطشي بقيادة أول مشروعٍ لتكوين اللاعبين عبر تأسيس أكاديمية “بارادو”، التي تخرَّج منها عددٌ من اللاعبين المتألقين، ومن بينهم الثلاثي يوسف عطال، ورامي بن سبعيني، وهشام بوداوي، المتوجون مؤخرًا مع المنتخب الجزائري بأمم أفريقيا.

ويبقى السؤال المطروح حول هذه القضية، هل سَيُقْدِم خير الذين زطشي على استقالته رسميًا؟، ليواجه بذلك الإتحاد الجزائري أزمةً جديدة بعد النجاحات التي حققها المنتخب، أم أنها مجرد أزمةٍ عابرة بإمكان زطشي تجاوزها، والتحضير لما هو قادم، خصوصًا وأن قرعة تصفيات كأس العالم 2022 ستجرى يوم الاثنين القادم بمقر الإتحاد الإفريقي في العاصمة المصرية القاهرة.